أبحث عن موضوع

السبت، 18 يوليو 2020

يَعْتَرِيكَ حُزْنِي ................... بقلم : العلمي الدريوش _ المغرب


حَاشِيةٌ عَلى قَصِيدَة

"مَاتَ شَيْءٌ مَا" لِمُحمَّد الخَلَّاد

أَرَانِي غَيْمَةً فَوْقَ بِلَادِي

لَمَّا أَراكَ

رَاجِفاً خَلْفَ رُؤَاكَ

حِينَ يَعْتَرِيكَ حُزْنِي

وَأَنْتَ فِي مَدَى مَداكَ..

أَرَى وَجَعاً صَامِتاً

بَيْنَ الْحُرُوفِ

يَطْرقُ بِالْأَنِينِ أُذْنِي..

أَرَى وَطَناً عَابِثأ

تَحْتَ السُّقُوفِ

يُدْمِعُ بِالنَّزِيفِِ عَيْنِي.

كَمْ أَخَافُ يَا صَدِيقِي

عَلَيْكَ مِنْكَ !

وَكَمْ أَخَافُ أَيْضاً

عَلَيَّ مِنِّي !

حِينَ يَسْقُطُ مِنْكَ شَيْءٌ

ضِعْفُهُ يَسْقُطُ مِنِّي.

قَدْ جَاوَزْنَا حَظَّنَا فِي الْقَيْدِ ضِعْفاً

لَمَّا تَرَكْنَا رَبِيعَنَا خَلْفَنَا لِلْخَرِيفِ..

وَقُلْنَا وَنَحْنُ فِي الْقَوْلِ أَرْقَى

سَنْشْعِلُ فِيمَا تَبَقَّى

أَيْا لُيْلُ شَمْعاً

وَنْغلِقُ فِي الْعُيُوِن لِلدَّمْعِ نَبْعاً..

كَفَانَا أَيُّهَا اللَّيْلُ

يَا لَيْلَ الْمَرَاثِي

كَفَانَا مِنَ النَّزِيفِ..

وَرِفْقاً بِنَا..

بِنَفْسِكَ يَا لَيْلُ رِفْقَا.

دَفَاتِرُ الطُّفُولَةِ

أَطْلَالُ حُلْمِي

زَمَنُ الرَّصَاصِ يَعْوِي

فِي الرُّوحِ جَمْرُهُ أََشَدُّ حَرْقَا..

آهَاتُ أُمِّكَ فِي صَدْرِ أُمِّي..

وَالسَّمَاءُ تَئِنُّ رَعْداً وَبَرْقَا..

تَسْتَجْدِيكَ مِثْلِي

تَحْمِلُ الْوِزْرَ عَنْكَ

وَتَحْمِلُ الْوِزْرَ عَنِّي..

تَسْأَلُ ثَبَاتَ خُطَاكَ كُلَّ يَوْمِ

وَأَنْتَ تَدوسُ جَهْراً كَمَائِنَ لَيْلِ..

مَا زاَلَ يَزدَادُ فِي الْحُمْقِ حُمْقَا..

إِنْ "مَاتَ شَيْءٌ مَا"

فَدَيْتُهُ يَا رَفِيقِي بَقِيَّةَ عُمْرِي.

قُمْ مِنْ حُلْمِكَ صَاحِ

رَفِيفَ حَمَامٍ وَطَلْعَةَ نَسْرِ

قُمْ كَيْ نُرَمِّمُ جِسْرَ الْوَادِي الْجَمُوحِ

لَا زَالَ فِينَا كَالدّمِ يجْرِي وَيَجْرِي،

قُمْ يَا صَدِيقَ عُمْرِي،

لِنَرْسُمَ الشَّمْسَ فَوقَ الجُرُوحِ

وَلَوْ بِكِذْبَةٍ بَيْضَاءَ لِلَّيْل تُعْمِي ..

أَوْ بِقَصِيدَةِ شِعْرٍ..

جَدَلْنَا ضَفاَئِرَهَا فِي خَمَائِلِ زَهْرِِ..

قُمْ لِنَعْبُرَ الْجِسْرَ سَوِيّاً

لِإِطْلَالَةِ فَجْرِ..

وَإِنْ يَكُنْ لَا بُدَّ

وَلَا بُدَّ مِنْ تَأَسِّي ..

دَعْنِي أُرَمِّمُ الْجِسْرَ بِلَحْمي وَعَظْمِي

ِلتَعْبْرَ حَيثُ هُنَاكَ

خَلْفَ التَّلَّةِ الحَمْرَاءِ نَامَتْ مُنَاكَ

وَكَيْ أرَاكَ

بَعْدَ الْحُزْنِ وَاقِفاً بِالخَلّادِ صُبْحاً يُغَنِّي:

أَيُّهَا الْوَرْدُ اللَّطِيفُ،

أَيُّهَا الْعِشْقُ الشَّفِيفُ،

إِنْ سَقَطَ الْجِسْرُ بَيْنِي وَبَيْنِي..

ِلمَنْ أَحْمِلُ الأَرْضَ مَنْفَايَ !؟

لِمَنْ يَاصَاحِبِي

عَلَى أَعْتَابِ وَادِي الْمُلُوكِ وَالْهَلَاكِ تَكِلْنِي..!؟





الصورة: بحيرة اللوكوس مسقط رأسي ورأس صديقي الشاعر محمد الخلاد الكاتب العام لمنظمة العفو الدولية فرع المغرب.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق