أبحث عن موضوع

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

نبذة عن الشاعر والناقد سعد المظفر ...................... بقلم : لطيف الشمسي// العراق




بين سعد المظفر الشاعر وسعد المظفر الناقد خيط رفيع جدآآ لكن لا يقطع ابدآ مهما تباعدت المسافات بين النص والرؤية النقدية.متمسك بأبجدية الصورة الشعرية بيد وباليد الأخرىينظر الى منجزه الشعري من رؤية نقدية مميزة..لا ينحاز للنص على حساب النقد وربما العكس أكثر أهمية وضرورة شعرية بالنسبة له..الشاعر..إنسان قلق منشغل بالمحيط الذي يعيش فيه .يبحث من خلال القصيدة عن رؤياحالمة بمجتمع أكثر واقعية ورفاه..بعيد عن الازدواجية التي يعيش فيها الفرد بكل التناقضات الموجودةعلى الساحة...هاجسه الوطن وقلقه المشروع الذي يتناسل بداخله..يقول في نص(بكم أشتري وطن بلا جماجم.. وحبيبة بطعم الحب..وطن لا يسيل دمه..وحبيبة يسيل لها..المطر والنهر...لا دخان..العالم المعضل لا ينعشني القنابل لا تزنها فقط..وطن بسمة طفل..حبيبة أباهي بها العالم....من فضلك لا تنسى القلب والشفتين) يبحث عن الجمال والسلام والأمان في بلد السلام...فلا يجد أي منهما في قاموس الوطن..سعد المظفر..الشاعر الذي رأى كل شيء بعين حاذقة وقلب مرهف وروح تحلق الى أبعد مدى..الوطن..السياسة..الدين..مهموم الى حد نزف القصيدة..هل رأيتم قصيدة تنزف وجعآ..هل رأيتم شاعر ينزف دما حين يكتب... ويذرف دموع بحجم نهر..حتى عندما يقرأ في الأمسيات الشعرية عيناه لا تفارق الدمع..حين يترك المنصة ويقف أمام الجمهور ليمثل النص الشعري بدهشة ويصدمك في آخر القصيد ..وهذا ما يقصده الشاعر لإيصال الفكرة الى المتلقي..
يتساءل في حيرة وقلق في نص آخر(الأسهل أن أصمت....الصمت لا يجلب وجع الرأس عش بلا أعداء...نقاد وشعراء..أصمت كأن اللفظة تورم من حولك..أجلس في المقهى..حنش شاي..حنش ماء..حنش نافضة سجائر من فضلك) وعندما يكتب عن الحبيبة هو الصوفي في أرقى تجلياته وعشقه الروحي..يقول في نص(الحب لؤلؤة...يا بحر القصيد لها الموج والمحار تسكنه..ألف أكثر من الرمل مشاغب..ومليارنجمة والمطر يسقط وتسطع..وحق ضمائر المرجان..راحته قمر..هو وحقك قمرك..يخدع الطيرفي الماء فيلتقط وأضحك مملوء بشعري.....هي لؤلؤة)
الشاعر..بصمة..ونص متفرد..وهذا ما عمل عليه “سعد المظفر..أن يكون له أسلوبه المميزالخاص بكتابة النص الشعري ينهل من كل أبداع موجود على الساحة لكن يحلق بعيدآ ويغرد بلحن لا يتقنه سواه..يقول الشاعر الكبير”سعدي يوسف”أسير مع الجميع وخطوتي لوحدي”. هذا سعد المظفر..خطوته لوحده..في الشعر..والحب والجنون..
لنقرأ نشيده الوطني(كلما راية رفرفت العراق..يؤلمني العراق..كلما نشيدك يصدح..يؤلمني العراق...العراق..العراق..الفراق الفراق..أريد الحنان ولا مكان للحنان..موطني موطني)
وأخيرا أود أن أقول بأن هذا الشاعر والناقد”سعد المظفر..المغترب داخل بلاده..ابن البصرة”السياب”. بكل الظروف الصعبة التي يعيشها في بغداد..وحيدآ حامل أوجاعه وآلامه..لا يملك سوى عالمه السحري.مكتبته التي شغلت غرفته بأكملها..الغرفة المستأجرة في فندق درجة عاشرة...هذا منجزه التاسع الذي يطبعه على نفقته الخاصة..بعيد عن مؤسسات الدولة ولصوص الأدب وعرابي الثقافة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق