أبحث عن موضوع

السبت، 23 نوفمبر 2019

قصة قصيرة .................. بقلم : حامد العطار // العراق



كان الجو غائما ولونه قريب من الحلكة وهو يجلس في إحدى عربات القطار قرب النافذة يدخنُ وحيدا بانتظار انطلاقته يطالع رواية لوليتا فلاديمير ناباكوف التي بدت على غلافها آثار كثرة الاستعمال تارةً واخرى يتطلع إلى السماء يتأمل الغيوم وينتظر هطول المطر وفجأةً ظهرت امامه شابة فاتنة. وضعت حقيبتها جانبا وجلست على المقعد المقابل له دون أن تلقي التحية وكان بينهما طاولةٌ توضع بين المقاعد قابلةً للطيّ نظر إليها نظرة إستغراب ما لبثت أن تحولت إلى إعجاب لشدة جمالها فوضع لوليتا جانبا واطفأ سيجارته واخرج قلمه وكتب على ظهر غلاف الرواية ( حتى قبل لحظات كنت اعتقد ان العلاقة بين الغيوم والقمر علاقة عكسية إن ظهر أحدهما اختفى الآخر.) ووضع الكتاب باتجاه الفتاة فحاولت ان تخفي ابتسامتها بعد قراءة ماكتب فقال لها وهو يتجنب النظر إلى عينيها.. أتعلمين؟

ان الزمن غير عادل والتوقيتات كثيرا ماتأتي غير منصفة لو كنتِ جئتِ في القرن السادس عشر لما ابدع دافنشي لوحةً بغير ابتسامتك فأنت موناليزا كل العصور.

لم تنطق الفتاة ببنت شفه وهي تنظر إليه بنهم وتمرر اصابعها الغضّة على شعرها المنثور .

انطلق القطار فسكت لحظةً ثم استدرك قائلا: هل سبق وان اخبرك أحدٌ انك تمتلكين اجمل عينين في العالم..

عيناك تصيبان المشاعر بشلل رباعي تصعقان الجزء الأيسر من الدماغ فيقعد الناظرُ حسيرا . عاد وأشعل سيجارته وهو مايزال يتجنبُ عينيها..

نهضت وتركت حقيبتها حيث هي وطوت الطاولة التي تفصلهما وجلست على المقعد الذي بجانبه...

فتساقط المطر.


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏نبات‏، و‏‏زهرة‏، و‏طبيعة‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق