أبحث عن موضوع

السبت، 23 نوفمبر 2019

رياحُ تشرين .................... بقلم : عبد الجبار الفياض // العراق






أيُّها العالمُ الأصمّ

أنخرتْ أذنيَكَ ما نخرتْ منسأةَ سليمانَ النّبيّ؟

أرهنت لسانَكَ في مصارفِ الدّمِ الأبيض ؟

الصّغارُ هنا

يرسمون بطباشيرِ تشرينَ غداً من غيرِ

سخامٍ

يشوّهُ وجهَ الفجر . . .

وأنتَ حطباً لهُ

تجمع . . .

نعم

لعلَّكَ لا تسمعُ غيرَك . . .

لا غرابةَ

أنْ وُزّعَتْ هيروشيما من جديدٍ وجباتٍ ساخنة هنا

وهناك . . .

لا خِيارَ لغريقٍ كيفَ يموت ؟

. . . . .

إخوةَ البئر

سرقتُم دمَ ذئبٍ لم يولد

أحضرتم العشاءَ معكم باكياً . . .

ستجرّون وراءَكم سنواتِ ندمٍ

ليس لها شقٌّ في مغفرة . . .

الآن

لا تغادروا مستنقعَ صمتٍ

كنتم فيهِ أسوأَ من ضفادعِه . . .

فذا

قد يكلّفُ كشفَ هويّاتٍ بنعوتٍ

تخجلُ منها أرصفةُ الضّياعِ في سوهو . . .

صعْبٌ على مومسٍ أنْ تفعلَ هذا

فهي خرساءُ

لا تنطقُ إلآ في مخدع . . .

ماذا بقي من أبجديةِ العربِ العاربة؟

غيرُ حروفٍ خُنثى

تعساً لحُبالى البيتِ المتوسّط !

. . . . .

وعّاظٌ

يزنون بعباراتِ السلفِ الصالح . . .

سماسرةٌ

تُفتحُ الأبوابُ لسماسرةٍ بما لا تراهُ عين . . .

بينهما لا يحملُ اسماً . . .

ابتسامةُ رضا على وجهِ هامانَ منحوتةٌ من ألمِ التّعساء

لؤلؤة

يستبقون إليها

ولو باعوا حِجْرَا

درجوا فيه . . .

سحالٍ

تلتصقُ حينَ يكونُ الظّنُ بلا حراشف . . .

لتنالَ حظوةَ فاجرةٍ ظمأى لرجلٍ

يستبدلُ وطناً بقميصِ امراة . . .

. . . . .

تلبّدَ الشّعر

لم تعُدْ غيومُهُ تتلاقح . . .

برقٌ

لا يُخيفُ أقدامَ لُصّ . . .

تلاشى الهطولُ على لسانِ مسحاةٍ

ترمّلتْ ساعةَ إنْ أذِنَ ديموزي ببدءِ البَذار . . .

هائمٌ

يرتدُّ إلى حنجرتهِ ما يبوح

يجمعُ صداهُ على شفارِ واد . . .

يتبعُهُ غاوٍ

لا يرى أبعدَ من أرنبةِ أنفِه . . .

ذلك

ورقٌ من كهفٍ في سوقِ الرّقيم . . .

السّعفُ اليابس

لا يخضرُّ وإنْ أدركهُ الرّبيع . . .

. . . . .

الجروحُ قصائد

لم يحوِها ديوان . . .

بحورُ الخليل

لم تملأْ ثُقبْاً لرصاصة

لم توقفْ نزيفاً لحياةٍ في بطنِ دقائقَ

كان لها أنْ تكونَ مديدَ عُمر . . .

فلا مُقامَ لقافية

تتعطّرُ لمجلسِ أُنسٍ ماجن

وشمسُ تشرينَ

تُرضِعُ التّرابَ وهجَ القيدِ المُنكسر . . .

لا أقدسَ من لا

تقولُها قطرةُ دم

تكونَها نَعَمَاً في حضرةِ معشوق . . .

القلبُ ونبضُهُ في عشقهِ

يتباريان . . .

. . . . .

أيّتُها الرّيحُ الغضوب

خُذيهِ خالداً نحو المدى

رُدّيهِ ترتيلةً على شفاهِ تشرينَ العظيم

سالماً (عراق) !

كيفَ لا تُشقُّ السّماءُ تابوتاً لمُتدلٍّ بخيطِ دمٍ تشرينيّ ؟

رفقاً

أيَّتُها الملائكة

إنّها أشلاءٌ

أحبّتْ أنْ تكونَ في أحسنِ تقويم . . .

لكنَّ فرعونَ طغى

فهل ينفلقُ البحرُ ثانيةً لتكونَ الخاتمة ؟




تشرين ثان / 2019


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏حشد‏‏، و‏‏إستاد‏، و‏سماء‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق