أبحث عن موضوع

الخميس، 22 أغسطس 2019

أنفاس وعطور ......................... بقلم : سامية خليفة _ لبنان






طائرٌ أنا تكسَّرَتْ فيه اجنحةُ الفضاءِ

فقد َبريقَ التَّحليقِ

وسماتِ الحريَّة

البحرُ بهديرٍ يصمُّ

فتحَ صفحتَه للبكاءِ

أيُّها الرّاحلُ بِلا وجهَةٍ

طريقُ الرُّجوعِ

ستذرو آثارَ رمالِه الرِّياحُ

هاتِ التفاتةً

برِّدْ بِها القلبَ

لو كانتْ تُقتبَسُ الأحلامُ

لجعلتُ السُّفنَ ورديَّةً

لاخترقْتُ عبابَ البحرِ

بمجذافَيِ الرَّجاءِ

لنظمتُ الشِّعرَ

منْ فمٍ لا ينطقُ إلا بالسِّحرِ

لأسمعتُ المدى

أنغامًا

للمسْتُ جلدَ النَّقاءِ

وجْدًا

فهلّا تفتَّحتْ لديكَ مساماتُ الأملِ؟

هلّا شددْتَ التِّرحالَ صوبَ وجهةِ الأماني

فتنسمْتَ من أنفاسِ حبيبِكَ

عِطراً

وسرحتَ حيثُ الرّوحُ هائمةٌ

ليتصفَّح خيالُكَ كتاباً

لينامَ في حضْنِك سعيدًا

هل شربْتَ الحبَّ خمرًا

من دنانٍ

وتلفَّعْتَ بشالٍ منْ حريرٍ

هل شممْتَ الشَّذا

يضوعُ

منْ رذاذِ البحرِ

هنا اغتسلَتْ قدماهُ...

انظرْ معي للسّفنِ الماخرةِ

كم تبعدُ في يمِّ التّرحالِ؟

أتراها تعودُ ثانيةً

أم تذوي كما يذوي الدُّخان؟

أتراها لا تُجدي

كما التّجذيفُ بلا ماءٍ

كذلك يدي أأشدُّ بِها

على يدٍ منْ سرابٍ؟

مياهُ البحرِ شربَتْها

وحوشُ القفارِ

وأنتَ هلْ شدَّتْكَ إليْها

عروسُ البِحارِ

أم شدَّك إليهِ

ملكُ الموتِ ذاتَ ليالٍ

لم يبقَ ها هنا

إلاّ الملح

وذاكَ الصَّدى لأمواجٍ

لم أعثرْ أمامي

إلا على أصدافٍ

تسترُ جثّةَ ملاّحٍ

وأنواءٍ خافتةٍ

مخفيَّةٍ

مخيفةٍ

طرّزتْها أيادي الغدْرِ

نواحا لا يخبو

في حناجرِ العواصفِ

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سحاب‏، و‏‏سماء‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏ماء‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق