أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

حفيدي آدم ................................ بقلم : محمد رشاد محمود _ مصر




يقولونَ إنَّ الرَّجُلَ سِرُّ أبيهِ ، وذاكَ الشِّبل مِن ذلِكَ الأسَد ، ومقولاتٍ أُخَر تصدُقُ في الغالبِ الأعَمِّ ولا يندُّ عنها إلا ما ندَر ، وآيَةُ ذلِكَ تانِكَ الصُّورتانِ . إحداهما ، وهيَ التي على يمين المُطالِعِ ، صورتي في نحو الرَّابِعَةِ بالأبيَضِ والأسوَد ، والأخرَى على يسارِه لحفيدي مِن ابنتي سَمَر (آدَم هيثَم) قريبًا من الثَّانِيَة ، أساَلُ اللهَ أنْ يَحفَظَهُ ويُوسِعَ في رِزقِهِ ويجعلَ حظَّهَ خيرًا من حَظِّ جَدِّهِ .

وكُنتُ دَبَجْتُ في حَقِّهِ قصيدَةً منذُ عامٍ ، لَم يَحُل مَرَضٌ دَاهَمَني حِينَها عَن إتمامِها ، فكانَتْ على ذلِكَ النَّحو :


حفيــــديَ آدَمُ نَــفْـــــحُ السَّـمـــــاءْ

وفَيـْـــــضُ المَسَـرَّاتِ ذَودُ الشَّقــاءْ

حُبيـــتُ بِــــــــهِ مُقْـصَـدًا لِلــوَداعِ

فَـدَفَّـقَ مَســـرَى الهـشيـــمِ العَـزاءْ

أُبــادِلُـــــهُ الشَّــــوقَ مَــــا بَثَّنيــــهِ

وأفهَـــــمُ عَنْــــــهُ إذا قَــــــــالَ آءْ

ويَنْــــطِقُ لا عَـنْ جَلِـيِّ الحـروفِ

ولَكِــــــنْ لَـــهُ مَنْـطِـقُ الأصفيــَاءْ

يُنــادي " مهَــمَّـد " قُبَيْـــلَ الفِـطامِ

بِعَيـْــنَـيَّ والقَلـــــبِ ذاكَ النِّـــــداءْ

كأنَّـــا نَجِيَّــــانِ صَفـــــوًا بِصَفْـــوٍ

بِــلا كُلــفَةٍ أو قَــصًى أو جَفـــــاءْ

يُنــاوِلُني الـــــــرَّاحَ مِـنْ والِدَيْــــهِ

ويَمْحَضُني الودَّ محضَ الإخَـــــاءْ

فألــــثُمُ خَدَّيــــهِ طَلــــقَ المُحَيَّــــا

وأُزجي لَهُ الصَّدرَ جَهْــمَ الـرُّغَـاءْ

وأنشَى لِرَيَّـــاهُ ضَوعَ الـزُّهَيْـــــرا

تِ يَرْفَضُّ عنهــا النَّدَى والزُّهَــاءْ

تَرِفُّ على مَسبَـــحٍ مِنْ طُيــــوبٍ

ويَشدو لهـا الطَّيْــرُ عذبَ الغِنـــاءْ

ويَبــسَـــمُ تَنـْـــداحُ عنْـــهُ التَّـــعِلَّا

تُ في مَأزَمِ الهَـمِّ فِيـحَ الــرَّجـــاءْ

لَهَـــــا سَـرْحَةٌ في عَصيـبِ البَلِيَّــا

تِ تَنجابُ لا عَنْ جَوًى أو شقَــاءْ

ويَضحَكُ نُـحْ يـا صُداحَ الـمُـرِنَّـــا

تِ بُخْ حَالِيَ الأَيـكِ عِنْـدَ المَـسـاءْ

وأعيَـــا إذا مـــا بَــكَى غَيـــرَ دارٍ

لَدَى الوَجْدِ مَــا هَــاجَهُ لِلـــبُكــاءْ

أجوبُ بِـهِ البَيْـــتَ فِتْــــرًا بِفِـتْـــرٍ

على عاتِقٍ قَـــدْ عَـرَاهُ العَيَــــــاءْ

مَسـوقًا مسَاقَ المَطِيَّـــاتِ لا يَـــرْ

تَضِي حَوْمَةَ الطَّوفِ حتَّى العَنـاءْ

فــإِنْ آدَنِــي ذُدتُـــهُ غَيْــرَ سَــــاهٍ

فَـأعْــوَلَ حتَّـى حَــــراهُ البُـــــكاءْ

يُــرَاوِحُ بالخَطوِ مَشيَ الهُوَيــنَـى

على إثرِ (تاتا) جَهيــدَ المَشَــــاءْ

يُزَوْزِي ويَخطـو خُطًى لِلـمَليـــكِ

تَهـادَتٍ بِــــهِ مِسحَـــةُ الكِبريـَــاءْ

وإنْ هَـــمَّ عَــنْ عثْــــرَةٍ بالقِيَــامِ

تهاوَى إلى الأرضِ مهوَى الدِّلاءْ

يَــزِفُّ إلى فِيـــهِ مَـــا يَلــتَـقِيـــهِ

حصًى أو نَـقًا أو كُـدًى أو لَفَـــاءْ

ويَلـهَـــجُ بِالــشَّيءِ قـَــدْ يَختَـليهِ

ويَنْبــُو عَنِ الشَّيءِ جَمِّ الغنَـــــاءْ

يُمَصْمِصُ بِبـرونَـــهُ باشْتِهَـــــاءٍ

فِإنْ مَلَّــــهُ مَجَّــهُ كيْــفَ شَـــــاءْ

وَيُـــرْدِفُ باللَّـــقْمِ (مَمًّـــا بِمَـــمٍّ)

بلا شبـــعَةٍ بَعْـــدَ جَهْــــدِ البلاءْ

ويَلــزَمُ زُعْبـوطَهُ في الصُّلَيَّـــــا

ويَنْبُــــذُهُ عِنْـــــدَ قَرِّ الشِّتَـــــــاءْ

ويُولِي الــدُّمَى وامِقًـا هَمْهَـمَاتٍ

ويُوسِعُهَا الرَّكْـــلَ دونَ اقْتِـضَاءْ

ويَغفو فَـلا البَدرُ رَسْلٌ سنَــــــاهُ

يُهَــلهِـلُ بالنُّـورِ لُحْفَ الطَّخَـــاءْ

ويَصحو إذا داعَبَـتْ هَـــفْهَــفاتٌ

رُؤاهُ ورَاهَـــاهُ نَفْـــحُ الهَــــــواءْ

أَكَـــادُ أُجَـــنُّ إذا مَــــا عَـــــرَاهُ

مِنَ الوَقْــدِ لَفحٌ عَصِيُّ البَـــــرَاءْ

وإنْ أنَّ هَــــاجَ الشَّجَى مِنْ شَقاهُ

نُــزَاءَ الحَنَـايا وَوَهْـــجَ الـرِّثــاءْ

ويَنـْساقُ في دلِّــــــهِ إذْ أفـــاءَتْ

عَلَيــْــهِ يَـــدُ اللَّـــهِ بَردَ الشِّــفاءْ

يُضَــرِّمُ مِــنْ عَـضِّهِ أنْمُــــلاتٍ

تَضَجَّــرُ مِنهـَــــا مُشاشٌ طِـرَاءْ

ويَرقُشُ مِـنْ فَنِّــــهِ خَرْبَشَـــاتٍ

علَى الوَجْهِ لَكِـنْ بِلَونِ الـدِّمــَاءْ

ولـوْلا اصْطِخابٌ لَـهُ كالهَـريــرِ

لَمَـا لاحَ شَخْصُ لَــــهُ بِالفَـضَاءْ

سَألتُ لَــــهُ اللَّــهَ سَعْـدَ الرَّضِيِّ

ورَوْحَ الخَلِـيِّ وسَـرْحَ الثَّـــرَاءْ

وأنْ يُلهِمَ الخَطوَ مِنْــهُ الـرَّشـادَ

ويَجْنُبَــــهُ كَـبْــــوَةَ الأشْـقِيَــــأءْ




................,...........................

رَغا الصَّبيُّ رُغاءً : بكَى أشَدَّ البكاء . الزُّهَاء : إشراقُ النَّبْت .

المُرِنَّات : الصَّائِحات .

الفِتْر (بكسر الفاء) : ما بَينَ طَرَف الإبهام وطَرَف المُشيرَة ، والمقصود : كلُّ مساحَةٍ من البَيت . آدَني : أجهَدَني . ذُدتُهُ : دَفَعتُهُ . أعوَلَ : رفَعَ صوتَهُ بالبكاء والصياح .

حَراهُ : أحرَقَ حلقَهُ وصَدرَهُ ورَأسَهُ مِن الغَيظ والوَجَع .

زَوْزَى يُزَوْزِي : نصَبَ ظَهرَهُ وقارَبَ الخَطوَ . النَّقا : العَظْم .

الكُدَى : جمعُ (كُديَة) ، وهيَ الشَّيءُ الصُّلبُ بينَ الحِجارَة والطِّين .

اللَّفاء : التُّراب . يَختَليهِ : يَجُزُّهُ جَزَّ النَّبات ، والمعنى : يُعَرِّضُه لِلهلاك .

الصُّلَيَّا : مُقاساةُ الحَرِّ . الرَّسلُ : الطَّلقُ . الطَّخاءُ : السَّحابُ المُرتَفِع .

المُشاش : جَمع (مُشاشَة) ، وهيَ رأسُ العَظم المُمكِن المَضْغ .
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق