أبحث عن موضوع

الأربعاء، 28 أغسطس 2019

القصيدة / ٥٠٠ .......................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق



تأتي الإحاسيسُ أسرعَ من البرق
وتختفي كالركضِ وراءَ السّحاب
بينما تجمعَ الضبابُ بكفِّ مطرٍ لا يعجبه أن ينهمر ،
تغدو المشاعرُ متدفقةً من نافورةٍ
تارةً تخترقُ سيولها الصخور
وتارةً تنثرُ رذاذها حول الرمال
كي تخمدَ فيها حرارةُ الرماد ، فالجذوةُ بيد القدر .
ما خلّفت لي كلّ هذا
إلا ريشةٌ ارسمُ بها
على صفيحٍ من هواء ، لأقنعَ النجومَ على السهر .
مذ ولادتي كنتُ أحبّ كهوفَ الخرافة
أفتحُ فمي لأبلعَ شفرةَ الخرافة
أشتهي كلّ طعامٍ فيه ملح الخرافة
واستمتعُ برأسِ الخرافةِ وطولها
لإنّ حبّكِ باتَ خرافة
عليّ أن ألزمَ عدةَ الخرافة
وأبدأ بالتسطير
والتنظير والتفسير والتأويل
لشمولِ كتاباتي كلّها بالسحرِ ووشوشةِ القمر ....
هي … وأنتِ ربما لا يصدقني أحد
عندما نفدَ المداد
أملأ قلمي بالخرافةِ ثم أعاودُ الكتابةَ
أنتِ القصيدةُ التي لم أكتبها بعد
أنتِ وجعُ الخواصر يستقبلُ وهنَ العمر
وحشرجةَ غصةٍ في الصدرِ لن تستقر ،
عكازتي أخذتْ مني استقامي
أمسيات تجري خلفَ وسادتي
كالحلمِ التافهِ يحملُ قصةً لا يحفظها
إلا القابعون في الجنون ،
لم تطأ قدماي
إلا على ظلّالكِ كنوحٍ حينما أنقذَ البشر
كنتُ أحسنُ صنعَ وطنٍ مثقوب
من جهةِ الشمال
لأطلقَ لقلبي الحرية
كما وعدته على غرسِ النبضات
في حرثِ وجودكِ …
الناعورُ أنتِ والسواقي الدهر ،
لا تعجلي الاختباءَ وراءَ الفجر
همسةٌ واحدةٌ تكفي
يزيد منها لإطالة المكوث
استنشقُ منها قوتي
لا تبخلي بالزفير
هي أنفاسٌ أجمعها
رصيداً يغطي فاقتي
كلّما يخنقني العوز
اليوم أكملتُ عمري
ورضيتُ بكِ ملاذاً وبديلاً عن سقوفِ الخرافة
لقد امتحنَ اللهُ صبري في هيامي ورزانتي..
————————
البصرة / ٢٥-٨-٢٠١٩
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق