أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 1 يناير 2019

المرايا .............................. بقلم : عبد الجبّار الفيّاض // العراق



لمناسبة نهاية العام







لمْ ترَها

تُديرُ قفاً عن خوْف

لا يُخسفُ في عينيْها خَجلٌ من شئ . . .

ربَما

تسترُ أرضاً مُحرّمة

حينَ تسقطُ أوراقُ التّوت . . .

تغفَلُ عن بيضاءَ غَزتْ حالكَ فود ١ . . .

يضيقُ الظاهرُ بباطنِه

زمنَ تلبسُ الشمسُ ثوبَها الأخير . . .

غيرَ أنَّ مرايا التّاريخ

ليستْ كذلك . . .

إنَّها لمْ تمِلْ خَدّاً لأصحابِ عُهرٍ مَشهود

تبوحُ

وإنْ كانتْ أمامَ ينفجرُ الفرعونُ (من خلافٍ) . . .

أو سيفٍ لذي بتراءَ في مَوسمٍ حانَ منهُ قِطاف !

أغيرُها لوركا

نيرودا

ابنُ فراتيْه . . .؟

نجومٌ . . .

هوَتْ ضوءاً يسمعُهُ الموتى

تُزيلُ صَدأِ الخوف . . .

. . . . .

كيفَ لا تتحدثُ عن نُقرةِ السّلمان

كوسوفو

سانتياغو

الرايغستاغ

زنازينَ حواملَ

شرقَ المتوسطِ وغربَه . . .

للمَرايا لسانٌ

لا تُخرسُهُ عملةٌ عاهرةٌ في مواخيرِ صفقاتِ الدّمِ المسروقِ من أوردةِ التُّعساء !

تتّسعُ منها الحَدقاتُ لحظةَ سقوطٍ

يتخمّرُ فيه وسخُ الأقزام . . .

لا غفرانَ في قاموسِ يومٍ

تُغلقُ فيهِ الأبواب !

. . . . .

في بلادِ الذّهبِ المَلعون

موتٌ مستورد . . .

على الأفواهِ

أكملَتِ العناكبُ بناءَ بيوتِها من جديد . . .

أصابعُ مجذومة

تُحرّكُ خيوطَ لعبةٍ

رغِبَ الشّيطانُ أنْ تكونَ تابوتاً لِما تبقّى من أُمّةٍ

تسارعُ قبلَ الموتِ في حفرِ القبور . . .

دخلتْ رقيماً

لا تزاورُ على بابِهِ شَمْس . . .

أتقنتْ فنَّ القَتل

البُكاءَ على غابِرٍ من غيرِ دَمع . . .

أيُّها الفَجر

وإنْ كنتَ خديجاً في زُجاجةٍ

أقبلْ

كُلُّ الأشياء

تنتظرُ أنْ تتنفّس !

فقد أخذَ النّومُ من ليلهِ ما أتعبَ الوسائد . . .

. . . . .

فقَدَ الميزانُ إحدى عينيْهِ في حروبِ الأخوةِ الأغبياء . . .

اشتكى في حضرتهِ كلبٌ

خنزيزٌ

حمار

من سوءِ ما وُصِفوا به . . .

لكنَّ براقشَ التي جَنَتْ على أهلِها

ندِمَتْ . . .

الحمارَ الذي بُتِرَ ذيلُه عندَ الآذانِ

نهقَ بأدب . . .

الخنزيرَ الذي جَثا مشويّاً على مائدةٍ

مُضريّة

رُفعَ عنهُ الحَظر . . .

غيرَ أنَّ أصحابَ القراراتِ الدّاكنةِ

كانوا دونَ ذاكَ بمسافةٍ ملعونة . . .

إنَّهم يزرعونَ الأفيونَ في عروقِ الغَضب . . .

ينزعونَ قلبَ الشّمعةِ قبلَ أنْ تلدَ ما يخرمُ ثوبَ العَتمة . . .

فلا أحلى عندَهم من رقصةِ سالومي ٢ لقطعِ رؤوسٍ في حضرةِ لقيطٍ على قارعةِ ربيعٍ أسود !

. . . . .

بخيطٍ من حرير

يفصلُ عالَماً عن عالَم

ثُمَّ يُصلي العيدَ متبوعاً بقطيعٍ من خراف . . .

بيتٌ

يُطلى بحليبِ البقرِ صباحاً

ليعودَ مساءً

يحملُ كُلَّ سوادِ الأرض . . .

راهبٌ

ولغَ في صحونٍ ما شاءَ له نَزَقٌ

تنحني لهُ رؤوسٌ فارغة . . .

كذا هم الوعّاظُ في أزمنةٍ

تبحثُ عن أسمائِها الخَلائق !

. . . . .

بالوناتٌ بأجنحةِ الذُّباب

يُداسُ تحتَ ذي الألفِ رِجْلٍ لأمةٍ وجود . . .

لا أرخصَ مما جعلَهُ اللهُ خليفةً في أرضِه . . .

فعلى جماجمَ

يسكنُ فيها اسمُه

قصورٌ

لضفادعَ ارستوفان السّمان ٣

إنّهم يروْنَ بعينِ الشّيطان

يسمعونَ بإذنِه . . .

فماذا بقيَ لهُ بعدَ الرّجم ؟

إنّهُ يشكو لربّهِ العدلَ

فقد سُلبَ منهُ يومُهُ المُنتظَرُ كذلك !

. . . . .

أيُّها العامُ المُتقرفصُ في حُضنِ السّادة . . .

أيُّها المملوءُ إلى أخمصِ قدميهِ نكباتٍ لا تُنسى . . .

حانَ أنْ تُغادرَ إلى بيوتِ الطّين . . .

الشّمسُ هناكَ

تفرشُ بساطَها للملتصقينَ بالأرض أجملُ من صباحٍ على ناطحة . . .

اللّيلُ

لا يملُّ مُضاجعةَ أحلامهِ التي لم تُودعِ الجفون . . .

لكنَّهُ

يجمعُ رصاصَك الأخرسَ

ليحشوهُ غَضباً لا يُردّ . . .

. . .

وأنتَ ترتدي جديدَك المُهترئ في ساعةٍ أتلوّى فيها على سيخِ شِواء

أحبُّكَ

لأنَّكَ

لا مفرَّ

سفينتي . . .

أبغضُكَ

لأنَّكَ حبلُ مَشنقتي . . .

لمْ تزلْ غربتُكَ

تبتلعُ أحلامَ الفارّينَ إليها

ليعودوا قِطعاً خاويةً من حَنين ؟

لمْ تزلْ الأعيادُ

تتشظّى بحجارةٍ مُسوّمةٍ لآلهةِ الظّلام ؟

حَتّامَ يحتفظُ بأذرعتِهِ الأخطبوط ؟

وإنْ

فللمَرايا مَرايا . . .

أليستْ عيونُ الصّغار

الأرصفةُ

القبورُ

الألمُ السّاكنُ في جوفِ الجوعِ

مَرايا ؟

لستُ منكَ . . .

لا أستضيفُكَ

حتى تخلعَ قناعَكَ أمامَ المَرايا . . .

الأجراسُ

تُقرعُ غداً

ليسَ لغيرِ مَنْ برّأتْهُ المَرايا !




25/12/2018




١- ما جاور الإذن من جانب الرأس .

٢- سالومي ورقصتها المشهورة التي اشترطتها بقطع رأس النبي يحيى عليه السلام .

٣- كاتب مسرحي يوناني صاحب ملهاة الضّفادع السّاخرة ،كان الأداء الأوّل لها ٤٠٥ ق .م

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏زهرة‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق