أبحث عن موضوع

الأحد، 16 يوليو 2017

في ظِلِّ الجّحيم / نص سردي .............. بقلم : مجيد الزبيدي // العراق






كنتُ عائداً إلى البيت ظهيرة أمس. جليسي الذي يشاطرني كرسي باص النقل قد وضع على ركبتيه رزمةً كبيرةً من الجرائد ،والأوراق .راح يحرّك واحدةً منها أمام وجهه ؛طلبا لنسمة هواء في هذا الجو الحار الخانق . سمعته يتمتم ببعض كلمات، لم أتبين كلمةً واحدةً منها. زحام الشارع جعل ركّاب الباص يسبحون بعرقهم . فاجأني جليسي: من فضلك ( وهو ينتزع قلمي من جيب قميصي) . لاحظته بطرف عيني بدأ يرسم مربعاتٍ ،ومستطيلات ،وخطوطاً متقاطعةً على ورقة بيضاء استلّها من حزمة أوراقه . راقبته وهو يزيد من رسم الخطوط ،والمربعات ،صعودا، ونزولا برشاقة ،وبدأب المهندس المعماري . لم ينبس بكلمة واحدة طيلة انهماكه بعمل الخطوط. بعد نصف ساعة نظرتُ من نافذة السيارة للشارع ، وصلتُ للمكان الذي أريد . رآني أتهيأ للنزول . بسرعة رفع رأسَه ، ناولني القلم ، قلت : أتركه معك ، أكمل خارطة دارك. قال: شكرا ، هذه ليست خارطة دار ، هو تصميم لمفاعل ذَرّي أتحدّى به أمريكا أن تتمكّن من اكتشافه.
ضحكتُ ،وأنا أنظر إلى درجة الحرارة على هاتفي وقد بَلَغتْ الخامسة والخمسين درجة مئوية .همست مع نفسي : في ظل الجحيم كلّ شئٍ جائز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق