أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 21 مارس 2017

هل أعاقبهُ على طيشهِ ...! ".............. بقلم : أحمد بوحويطا أبو فيروز / المغرب




هل بطيشهِ كانَ يعاقبني ...!
حينما أصابني بصعقةٍ في قلبِ القصيدْ
فأُصيبتْ عاطفتي بعمى الألوانْ
هل أعاقبهُ أنا على طيشهِ ...!
فأنزلهُ من على عرشهِ
أُجردهُ من ألقابهِ كلِّها
و أعفيهِ من صلاحياتهِ مؤقتاً
ربما يُصابُ بسكتةٍ عاطفيةٍ فأنساهْ
لا هو كانَ أندلسي أنا ، و لا أنا كنتُ مولاهْ
سأنساهْ ... كحمامةِ جارتي العجوزْ
لا هي أطعمَتْها و لا هي تركْتها
مع إلفِِها يستكشفانِ غابةً فوضويةَ البياضِ
يتفكهانْ ...
يحترفانِ الحبَّ فيها على مهلهِِما
و في كاملِ وعيهِِما يتقدانِ
ثم يحترقانِ من الوريدِ إلى الوريدْ

كمنجتانِ مُشاكستانِ أنا و أنتْ
تتلاسنانِ بلهجتينِ مختلفتينِ
واحدةٌ واقعيةُ التخييلِ نهونديةُ الإيقاعْ
لكنها كأي طائرٍ ماكرٍ تغيرُ لونَ ريشِها
تحلبُ النبيذَ من الغيومِ المُمكنةْ
شوفينيةٌ إلى حد التفاهةِ
لا أولَ لآخرها و لا آخرَ لأولها
شبقيةُ المجازِ ، أنثويةُ المزاجِ
صارمةُ الشكيمةِ
لكنها تحبُّ النميمةَ
على لسانِ قوسِ قزحْ
تقولُ أينما وليتَ وجهكَ فثمةَ أنا
أنا شهرزادُك المزمنةْ

و الثانيةُ لا عيبَ فيها
كأنها ولدتْ نفسَها كما تريدْ
نظيفةُ المفرداتِ
كثيفةٌ كعاطفةِ السنونو
تطوعُ الحسَّ فيسمو عنِ الإشباعْ
و مما فاضَ من فضتِها
يتوجُ شقائقَ النعمانِ بالندى
قالتْ كنْ أنتَ بصمةَ اللّٰهِ
و أنتَ تُحصي أنفاسَ فراشةٍ فما فوقها
و ما دونكَ رجعٌ للصدى
كن واقعياً كالراقصاتْ
و هن يتموجنَ كالسجعِ في الرباعياتْ
يُهيجنَ رائحةَ البنِّ في قصيدتي
فيستحيي المجازُ من نكهتِها
دعِ الإستعارةَ قالتْ للمحبطينَ
إكتفِ بالإشارةِ دونَ العبارةِ
و جاهدْ لكي تشاهدْ
و كن مثالياً كسلطةِ النبيذِ على مخيلتي
حين تتركني خفيفاً كغيمةٍ على جبلٍ
فأحسدُ الصوفي على حصافتهِ
و أغبطهُ على حدسهِ
حينما قالَ ، رأيتُ اللّٰهَ رأيتُني أنا
فلولا أنهُ ضمني لانفرطتْ زرقةُ المدى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق