أبحث عن موضوع

الأحد، 21 سبتمبر 2014

عبور ........ بقلم محمود قباجا /// فلسطين


بدأت تطرق الأبواب ، تلتفت يَميناً و يَساراً
تتساءل وهي ترتجف .
انتظرت في الخارج وكلها ادراك أنَّ هناك من يعبث بالمحتويات
هل هو من أطفال الجيران ام من القطط الضالة التي تعودت لتلقف بعض البقايا التي تم إلقائها في سلال الزبالة ام ماذا عساهُ يكون؟ .
تتجوَّل حول البيت كعادتها كفراشة ، تنتقل بين الأزهار وتمتص الرحيق وتمتّع انظارها بالجمال الخلاب . في لحظة تأمل وتفكير تنهمر دموعها وتصيح : إنَّه قادم يحمل بيده العصا السِّحرية التي طالما استخدمها في التعذيب وبتر أطراف الجسد . تسمّرت في مكانها وهي ترتجف خوفا من القدوم المُباغت لعجلة الماضي التي تدور وتنثر الخيبات على جنبات الجسد . تتساءل عن سبب المَجيء لهذا العابس المُتجهّم في وجه الحقيقة وهل الشكوى لغير الله تجوز ؟. تحاول الترحيب به واستدراج الماضي الذي عشش في الذاكرة وأسدى من خيوطه ليدثر عُريّا ، لكن الخوف أجهض البسمات وجعل العين تترهّل والشحوب يُغلف الوجدان .
لا تقوَ على التحمُّل فما عساه فاعلاً ، لتخبره وما يحدُث يحدُث ، شيئا لا بُدّ منه وليعرفا مَنْ هو بالداخل .
اقتحما البيت وإذا به مُستلقي على الأريكة ، ذلك الذي كان قد أزعج الجيران وكان يفسد مكنونات البيوت ويعبث بمحتوياتها بين حين وآخر ، يجمعان قواهما لينقضا عليه فإذا به ينهض و يهرُب من فتحة النافذة . يلاحقانه و لكن ليس باليد حيلة فهو مُندفع كالسّهم لا تعيقه النوافذ ولا الأجساد . يخرجان لتعقبه لمعرفة حقيقته التي تفسد حياة الناس فمنهم من يقول إنَّه انسيٌّ ومنهم يسميه جنيا ومنهم يقول إنه حيوانٌ وتتعدد الحكايات . يقطع مسافه طويلة و هو ينتقل من زقاق لزقاق ومن شارع لآخر و يلجأ إلى كهف مهجور تحيط به ظلمة فلا يكاد يَرى من اليد اصبع الإبهام فعبر المجهول الذي يطاردانه في ظلمة المكان .
هل يتمكنان منه ام يعودان حاملين خفي الخيبة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق