أبحث عن موضوع

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

قراءه أولية لقصيدة يا قِبْلتي يا قُبلتي للشاعرة الفلسطينية المبدع ايمان مصاروة// بقلم ناظم ناصر// العراق


23\9\2014
هي القدس زهرة المدائن ومدينة السلام مسرى النبي صلى الله عليه واله وسلم ومعراجه فيها المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله فشملت بركة الله الماء والهواء والأرض والأشجار و الناس وشاعرتنا ايمان مصاروة والتي ولدت بمدينة الناصرة في الجليل وسكنت القدس بعد ذلك لتحل عليها هذه البركة فكانت أبداع الشعر وبركته
ونحن نعرف أن الممالك في الأساطير انتهت منذ زمن بعيد و الأساطير نفسها كذلك الممالك الخيالية لكن الشاعرة ايمان مصاروة تخلق مملكة من جديد مملكة من شعر لا تكون فيها ملكه وهي بالفعل ملكة متوجه لكن كقديسة للقصيدة وملاك للشعر تسهر الليالي تتفقد حروفها ومعانيه وترعى الجمال الذي ينبع من القصيدة
فخيالها نشيط وخصب لذا هي في بحث دائم عن نقطة يتقاطع فيها الواقع مع الخيال فهي تؤمن بالواقع لكنها تحلم بالمستحيل فالحلم الممكن يتحقق والحلم المستحيل صعب المنال فكان ابدعها يرتكز على هذه النقطة
والقصيدة التي سنتناولها كمتذوقين للشعر هي قصيدة يا قِبْلتي يا قُبلتي
وهي من روائع الشاعرة الفلسطينية ايمان مصاروة
والقصيدة تبداء وكأنها ترنيمة أو ابتهال تردده القلوب قبل الشفاه وتتغنى به الروح
يا قِبْلتي يا قُبلتي اي ترنيمة عشق هذه التي اختصرت الكلام وجعلت الشاعرة تذوب شوقا وتهيم صبابتا فالعيون هي التي تتكلم والشفاه هي التي تنطق والقلم يدون نبضات القلب
هي الجنة والأماني كلها وهي عطش الفؤاد ولحن الأمنية الأخيرة أغمض عيني وأنا أرى ترابك المبارك واضع خدي يا مشتهاي انا المسافر في الزمان والمكان وأنت مرفأي الخير ها هو انا عود اليك يا عطش فالفؤاد الذي لا يرتوي منك أبدا يا فضائي الواسع بعد ان شح الزمان والناس مدي ذراعيك وحضنيني لأشعر بوجودي الذي هو وجودك المبارك أي بهاء في هذه الكلمات وأي بركة تحملها عبر أنفاس القصيدة لعل قلب الشاعرة المليء بالنور والنقاء كتب الكلمات بالاحساس قبل ان تتحول الى حروف من ألق
يا قِبْلتي يا قُبلتي
يا جنتّي يا لحنَ أمنيتي الأخيرْ
عطَشَ الفؤادْ
يا مُشتهايَ ومُنتهايَ ومَرفأِي
إنْ عَزِّتِ الأنفاسُ وانحسرَ الفضاءْ

وتعود الشاعرة الى حلمها فتطلب طلب بسيط فقط أريد انا كون هناك خذوني الى هناك فانا في أي مكان بعيدا عنك في الغياب خذني أيها الحلم الى لحدي فانا أريد انا موت هناك على ثراها المبارك هل الملم ذكريات الغياب شهقة الشوق اليها واختناق العين بالدموع والقلب بالعبرات هل أكحل العين بمرآك هل أراك ويستمر ترتيل لهفة الحنين على موسيقى النبض الذي يكاد يفر من القلب ليعانق التراب تراب الحبيبة قِبْلتي و قُبلتي
خُذني إلى لحدي
ولملِمْ ما تركْتُ مِن الغيابِ
وكحّلِ العينَ الشقيةَ في ابتعادِكَ
كي تراكْ
أيها الحلم أيها الأمل يا نشيد الحيارى ارحم طفولتي الندية التي لم تزل تغفو هناك خطواتي الأولى وأنا أتعثر فرحتي وأنا اتكئ على ترابها وانهض وهي تمد لي يدا العون وشذى عطرها يملاء كياني وحروف اسمي المبعثرة على شفتيك وأشجارك نسيمك الذي يردده عبر النهار ليرسمه قمرا بالليل هل أهداب عيني تتكحل بالنظر اليك وهل تحملني الأيام الى عمر قادم

إرحمْ طفولتَكَ النديّةَ لم تزلْ
تغفو هنا
خطواتُكَ الأولى
حروفُ اسمي مُبعثرةً على شفتيكَ
تحملُني لعمرٍ قادمٍ
ونتابع الشاعرة بسفرها عبر الحنين ونحن نقرأ الكلمات ونرتل الحروف لكن المعاني التي تمر علينا كحلمها المستحيل هناك مختلط في تراب مدينتها المبارك في النسغ الصاعد في الأشجار في أزهار الليمون والبرتقال التي تحمل ذاكرة الشتاء
أمي انا هي أمك الثكلى أيتها الأرض يا أرض بلاد أيتها الأم التي تحضنا جميعا انا أمك التي تحمل همومك انا أمك الثكلى طرقاتك التي تحمل خطواتي المتثاقلة أسافر في ثراك حاملا جراحاتك في قلبي وفي عيني حلم وطن أين ما اذهب التقيك أمامي وكيف لا أراك وأنت في قلبي ونبضي الشغوف بحبك هو نبضك فكيف تغيبين عني حتى التقيك
أمي أنا هي أمكَ الثكلى
تُسافرُ في ثراكَ
تُعلقُ النبضَ الشغوفَ
تُعيدُ ترتيبَ الحقيبةِ
تأسِرُ المَعنى
تسافرُ في غيابِكَ
تلتقيكْ
ويكون اللقاء بعد الغياب وتفتح القدس ذراعيها بكل ما في الوجود من حنين أحجار تبتسم طرقاتها تبتسم أشجارها القدس هي بسمة الحياة ويتهدد الدمع السعيد من العيون تكاد القدس تأتي اليك من شوقها هي بالاه تستجدي خطاك تقدم أسرع الخطوات لا تجعلها تنتظر لتضمك الى صدرها ضمت الشوق والحنين ضمت العمر فأنت كنت حلما فارس غضبا كأسير سابقه خطاه اليها يسقيها الحنين من مقلتيه دمعا سعيدا في لقاه
وتُهدهدُ الدمعَ السّعيدَ بمقلتيْكْ
سمعتُها بالآهِ تَستجدي
خُطاكَ أنِ اقتربْ
لِتَضُمَ مَن ضمتكَ عمراً
كنتَ حُلماً فارساً غضَباً
أسيراً سارَ في الطرقاتِ
عانَقَ ضوءَ عصفورٍ بقربِ القدسِ
يَسقيها الحنينُ إلى اللّقاءْ
فالقدس مفتتح الرجاء وبداء النقاء ومنتهى الأحلام والبهاء
فالقدسُ مُفتتَحُ الرّجاءِ
ومنتهى أحلامِ مَن مرّوا يمامًا
في سماءِ الطّهرِ مثلَ
يمامةٍ في القدسِ
يَسقيها النّبيذَ القلبُ
واراهُ الحنينُ مِن التّرابْ

أتتركني حقا وهنا ندخل في حوارية من أجمل ما يكون ها هي القدس تخاطب ابنها بطلها أملاها وحلمها الذي تحلم به على طول الرجاء هي الأم وهذا هو نشيد الأمهات الذي يشبه النحيب انه دموع الزمن الذي خلفه الأسى في القلب هذا النشيد الخفي الذي هو النشيج الذي تردده الصدور كالآهات لوطن يقيده الغريب ينوح على مواجعه الصليب و وقت الآذان يموت حيا
أَتركتَني .. حقًّا .. أراكَ هجرتَني
جسَداً خَوى فيهِ النّحيبُ
تَركتَني
وطنًا يقيّدُهُ الغريبُ
تركتَني
زمنًا ينوحُ على مواجعِهِ الصّليبُ
تركتَني
وقتَ الأذانِ أموتُ حيًّا
ثم يبدأ النداء انه تعبير عن معنى الشعر الحقيقي الذي يجسد واقع الحياة راسم خطوطها بكل مهارة متوجس كل المشاعر باسطا جناحيه على كل المشاعر نداء يتردد بين الأرض والسماء نداء القدس زهرة المدائن نداء الشاعرة المقدسية الملاك ايمان التي هي الان مدينتها الحبيبة : يا سماءَ اللهِ طال غيابك ياولدي وطال اسري وانتظار القادم من ارض النجوم ليحررني من هذا الأسر فانا زغردت يوم العشق منذ ان فارقت كهولتي فيك في شبابك فلا تجعل ابتسامة شفاهي تذهب في الفرغ بعد انا سرك الغياب هيا كسر قيد غيابك وتعال كي اراك حيا ولتراني وانا اردد لحن زماني يا قِبْلتي يا قُبلتي

يا سماءَ اللهِ
في الطّرقاتِ
يَسمعُني على الكتفينِ
مَن ذاقوا المرارةَ من دمي
زغردْتُ يومَ العشقِ
مُذ فارَقْتُ فيكَ
كهولتي
حينَ انحنيْتُ
تبسمَ القدَرُ الشّهيُ على شفاهِكَ
خانني دمعي
وقيّدتُ الغيابَ
على ثَراكَ
أراكَ
حيــاً
يا بُنيّ
ولا أرى الموتى ، ووحدَكَ أنتَ
يا ولدي أراكْ
وأراكَ حيًّا يا بنيَّ أجَلْ
أراك.

وبهذا نكون قد سافرنا عبر قصيدة هي نهر الحياة وترنيمة الزمن وابتهالات الفجر لشاعرة هي قمة شامخة في الشعر العربي مجيدة في إحساسها متمكنة من لغتها العالية راسمه بريشة الفنان الماهر واقعها وهي تحلم بالمستحيل الذي قد يتحقق يوما وبذلك تكون الشاعرة ايمان مصاروة هي تجسيد للشعر الحقيقي وجماله الذي نسعى اليه دائما
النص
يا قِبْلتي يا قُبلتي
يا جنتّي يا لحنَ أمنيتي الأخيرْ
عطَشَ الفؤادْ
يا مُشتهايَ ومُنتهايَ ومَرفأِي
إنْ عَزِّتِ الأنفاسُ وانحسرَ الفضاءْ

خُذني إلى لحدي
ولملِمْ ما تركْتُ مِن الغيابِ
وكحّلِ العينَ الشقيةَ في ابتعادِكَ
كي تراكْ

إرحمْ طفولتَكَ النديّةَ لم تزلْ
تغفو هنا
خطواتُكَ الأولى
حروفُ اسمي مُبعثرةً على شفتيكَ
تحملُني لعمرٍ قادمٍ

أمي أنا هي أمكَ الثكلى
تُسافرُ في ثراكَ
تُعلقُ النبضَ الشغوفَ
تُعيدُ ترتيبَ الحقيبةِ
تأسِرُ المَعنى
تسافرُ في غيابِكَ
تلتقيكْ

وتُهدهدُ الدمعَ السّعيدَ بمقلتيْكْ
سمعتُها بالآهِ تَستجدي
خُطاكَ أنِ اقتربْ
لِتَضُمَ مَن ضمتكَ عمراً
كنتَ حُلماً فارساً غضَباً
أسيراً سارَ في الطرقاتِ
عانَقَ ضوءَ عصفورٍ بقربِ القدسِ
يَسقيها الحنينُ إلى اللّقاءْ

فالقدسُ مُفتتَحُ الرّجاءِ
ومنتهى أحلامِ مَن مرّوا يمامًا
في سماءِ الطّهرِ مثلَ
يمامةٍ في القدسِ
يَسقيها النّبيذَ القلبُ
واراهُ الحنينُ مِن التّرابْ

أَتركتَني .. حقًّا .. أراكَ هجرتَني
جسَداً خَوى فيهِ النّحيبُ
تَركتَني
وطنًا يقيّدُهُ الغريبُ
تركتَني
زمنًا ينوحُ على مواجعِهِ الصّليبُ
تركتَني
وقتَ الأذانِ أموتُ حيًّا
يا سماءَ اللهِ
في الطّرقاتِ
يَسمعُني على الكتفينِ
مَن ذاقوا المرارةَ من دمي
زغردْتُ يومَ العشقِ
مُذ فارَقْتُ فيكَ
كهولتي
حينَ انحنيْتُ
تبسمَ القدَرُ الشّهيُ على شفاهِكَ
خانني دمعي
وقيّدتُ الغيابَ
على ثَراكَ
أراكَ
حيــاً
يا بُنيّ
ولا أرى الموتى ، ووحدَكَ أنتَ
يا ولدي أراكْ
وأراكَ حيًّا يا بنيَّ أجَلْ
أراك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق