أبحث عن موضوع

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

قراءة نقدية لنص ( غواصون ) للشاعرة العراقية ذكرى لعيبي .......... بقلم الاديب عباس باني المالكي /// العراق



قراءة نقدية لنص ( غواصون ) للشاعرة العراقية ذكرى لعيبي
الموضوع المتخيل كبؤرة مركزية في الحوار الداخلي
) غواصون (
هل ..
نتقاسم خبز إقامتنا
في هذا الكون؟
أبداً ...
ما أصعب ذلك
أيجافي بحرٌ مهنتَهُ؟
غواصون!
وصيادون،
يلقون شباك ضمائرهم،
صوب الشمس ..
......
قال الوراقون:
يغوص الكاتب في غمر النور
يحمي مملكة الزهد،
ونبع الصدق،
وسر الصدر الأعظم،
والديجورْ
الظاهرَ
والمستورْ.
....
غواصون ..
ببحر الذات،
يتلون حكاية شاهٍ
مات!
مَن يدخل تلك الشاة
مِن خرم الإبرهْ؟
يا للقدرهْ!
السيافُ،
يحزم أمرهْ
يا امرأةً
أصدر فيها
حكماً جلادُ الغبرهْ
لكن ..
مَدت بحكايا فرقدها ألفي ليلهْ،
وألفي عام
مذ بزغتْ كأميرةِ سومرَ فوق النجم
حتى أدمت معصمها الأغلالْ
صارت سيدة القهر
وسيدة الحكي
وعرابة هذي الأجيالْ
كشفت عورة جلاد الليل
وأنَّ (بنيه)
ليسوا من صلب هواه!
عَقمَ الجلادُ
وكذا السيافُ
وكذلك
عقمت دولتهم
لم ينجب طاغية إلا الخوفَ
وإلا الأشرارِ!
على حافة نشوته
على دنِّ البلورِ
وعلى هامشه الأبكمْ
حفرَ الظالمْ:
لا حقٌّ لحمائمِ دوحِ البلدانْ
في أمنٍ وأمانْ
في ضحكٍ وغناء
أو حُبٍّ أو ندمٍ!
لكنَّ الظالمَ
أدركه السيفُ
و ....
فار التنور!
وأنا الوراقة بنت الوراق بحثتُ
عني بي!
فتعثر دمعي بلساني
وسال دمي!
فأيقنت أنَّ الزمان الشحيح مريرٌ
وأن الأمانْ
رهانٌ يؤجله الأغبياءْ
ودَينٌ يموتُ
ليشطبَهُ دفترُ الأوفياء!
وحزن يفوتُ
عليه الأوانْ!
أمانٌ
أمانْ
وفي الغوص
درٌّ
ودانْ
وياقوتةٌ
أو
جمانْ!
وفي الإنسِ
جانْ!!
أن التداخل البنيوي بين الدالة والمسعى إليه المدلول تحتم على الشاعر أن يجعل من اللغة الصوت الداخلي الذي يكشف عنونة الأسماء التي حوله لكي يبقى المدلول هو الرمز الموحي إلى لحظة التنوير الفهمي في أدراكية المعنى الذي يريد الشاعر أن يوصله الى المتلقي وهنا نجد الشاعرة ذكرى لعيبي بنصها ( الغواصون ) أستطاعت أن تبني فعل الأشارة الى المدلول والتدرج في طرح التوتر الأيقاعي وفق أسلوبة فكرة النص من خلال ثرايا النص ( العنوان) لأن فعل الأشارة هنا هو أيجاد الأبعاد السيميائية في سكيولوحية الدالة وهذا طبعا يخلق خصائص خاصة لأسلوب الشاعرة من خلال أحداث المقاربة الأيقاعية في التناوب بين الفكرة والمعنى التي تشير إليها حيث أن الشاعرة بنت فكرتها على زمن الأسطورة والمتداخله مع الحاضر لأنها مزقت القناع عن حكايات ألف ليلة وليلة من خلال تأطيرها بالحاضر لكي تجد المقاربة في حاضرة الدالة على الفعل المؤشر أتجاه المرأة وزمن السياف والذي هو رمز القمع المتناوب والمستمر أتجاه المرأة في فعل التاريخ الذكوري (غواصون! /وصيادون، /يلقون شباك /ضمائرهم، /صوب الشمس .. ) والشاعرة هنا أرادت أن تعطي لفعل التأويل الدلالي رمز الشباك لأن ماذا يعني لمن يدرك الحقيقة ولا يعمل بها أو أنه يتجاهلها , لأن الشباك لا تستطيع أن تمنع النور أن يمر من خلالها مع أنهم معترفون الغوص والصيد , أي أنها خلقت التضاد الدلالي لتعطي البعد المعكوس في أدراكية المعنى لدى من هم غواصون وصيادون أي أنهم يدركون الفعل الإنساني الحقيقي ولكنهم يحاولون أن لا يعيشوه في حياتهم السلوكية وفي الحركة السكيولوجية التي ينتمون إليها في الحياة ...
هل ..
نتقاسم خبز إقامتنا
في هذا الكون؟
أبداً ...
ما أصعب ذلك
أيجافي بحرٌ مهنتَهُ؟
غواصون!
وصيادون،
يلقون شباك ضمائرهم،
صوب الشمس ..
تبدا الشاعرة بالسؤال الأستبدالي لكي تبين ليس كل إنسان له القدرة على تبادل الأدوار وأكتساب الحركة السلوكية التي تبين الجهة التي ينتمي إليها ذلك الإنسان وأستطاعت الشاعرة أن تحدد ماهية الفعل السلوكي الإنسان في أدراكية الحياة وأهمية تحديد أنتمائنا إليه والشروط التي يجب أن نعيشها وفق هذه الشروط وهذه الشروط هي التي تحدد هوية الإنسان , كما ليس دائما من يمتلك الغوص في معرفة الحياة يعرف يحدد هويته أو يصل بمداركه الى حقيقة الإنسان , والشاعرة هنا أتسعت بهذه الفكرة على قدر الفكرة الكونية أي على قدر القيم الحقيقة الموجودة في كل الأماكن , وهي هنا تريد أن تؤكد أن الإنسان الحقيقي يبقى حقيقي مهما تغيرت الأماكن حوله (هل .. /نتقاسم خبز إقامتنا /في هذا الكون؟ /أبداً ... ) وقد أعطت البعد الكوني لقيم الإنسان حيث لا يمكن أن يحدث التبادل بالأدوار , كما لا يمكن أن تكون غير ما هي عليه فلا يمكن أن تجافي مهنتها لأنها متمسكة بكل ما تؤمن ولا يمكن أن ترى الشمس من خلال الشباك مثل مل يفعلوا الصيادون و الغواصون (ما أصعب ذلك /أيجافي بحرٌ مهنتَهُ؟ /غواصون! /وصيادون، /يلقون شباك ضمائرهم، /صوب الشمس ..)وهي هنا تحدد حقيقة سكيولوجية في مظهرية الناس حيث الكثير نراهم يكثرون الكلام عن القيم والمبادئ ( يلقون شباك ضمائرهم)ولكنهم في الحقيقة هم أكثر من أبتعد عن هذه القيم أي أنهم براقون في مظهرهم لكنهم فارغون من الداخل وأن الإنسان الحقيقي لا يمكن يلبس أو يتبادل الأدوار مع هولاء الذين لا يعيشون الحياة إلا بمظهرها.
غواصون ..
ببحر الذات،
يتلون حكاية شاهٍ
مات!
مَن يدخل تلك الشاة
مِن خرم الإبرهْ؟
يا للقدرهْ!
السيافُ،
يحزم أمرهْ
يا امرأةً
أصدر فيها
حكماً جلادُ الغبرهْ
لكن ..
مَدت بحكايا فرقدها ألفي ليلهْ،
وألفي عام
مذ بزغتْ كأميرةِ سومرَ فوق النجم
حتى أدمت معصمها الأغلالْ
صارت سيدة القهر
وسيدة الحكي
وعرابة هذي الأجيالْ
كشفت عورة جلاد الليل
وأنَّ (بنيه)
ليسوا من صلب هواه!
نشعر أن الشاعرة تتحرك من خلال اللغة وأصواتها وكلماتها من أجل أن تكون خطابها الشعري لتشكل منهجية بصرية حسية وجدانية أستدلالية التي تعطي الجرس الأيقاعي المتناوب ولكي تجعل من الجملة الشعرية لديها صوتيه لسانية تمتد بأمتداد الصوت المكتوم داخل الإنسان والذي يعاني القهر ولا يستطيع أن يصل صوته الى من يظلمه فمن يدخل الشاة من خرم الأبرة ( غواصون .. /ببحر الذات،/يتلون حكاية شاهٍ /مات! /مَن يدخل تلك الشاة /مِن خرم الإبرهْ؟ /يا للقدرهْ! / السيافُ، ) والدلالة هنا ترتكز على فعل استعارة الأشارة التي تعطي الرمز البعد الوجودي في حركة الحياة حين يكون هناك قهر ويبقى مكتوم داخلنا لأن هناك السياف الذي يفعل أي شيء حسب ما يرغب ويريد فهو لديه القدرة على فعل أي شيء حتى أن يدخل الشاة من خرم الأبرة ، والتعبير الدلالي هنا هو أنضاج التأويل لكي يقارب فعل الأشارة من خلال أستنهاض المعنى لكي يوازي الرمز الذي يقارب المدلول له حيث يمثل رمز الغواصون من هو العراف بكل الأشياء ولكن يفعل عكس معرفته لأن ذاته هي مبنية على فعل السيف ،وتستمر الشاعرة وهي تبني الفكرة النصية على المقاربة الكبيرة بين التأويل الدلالي والمعنى المجازي الذي يعطي المساحة الكبيرة من الأنسحام التام بين الرؤيا وفعل التخيل التصوري لكي تكون الصورة المجازية (يحزم أمرهْ /يا امرأةً /أصدر فيها /حكماً جلادُ الغبرهْ /لكن .. /مَدت بحكايا فرقدها ألفي ليلهْ، /وألفي عام /مذ بزغتْ كأميرةِ سومرَ فوق النجم /حتى أدمت معصمها الأغلالْ /صارت سيدة القهر /وسيدة الحكي /وعرابة هذي الأجيالْ /كشفت عورة جلاد الليل /وأنَّ (بنيه) /ليسوا من صلب هواه! )ولكي تربط بين كل هذا ربط تصوري المقارب لفعل الصورة الشعرية , تأخد من شواهد التاريخ حكايات ألف ليلة وليلة لكي تثبت فكرتها المنجذبة مع المعنى التي تريد أن تصل إليها ضمن زمن الرؤيا المنبعثة من أتساع المعنى المنسجم في فكرتها الأدراكية , فالجلاد التي عامل المرأة في فكرته المنحرفة وأدمى معصمها بالأغلال وجعلها سيدة القهر ما هو إلا رجل عنين أو أنه عقيم وأن عورته جعلته رجل غير حقيقي لأن بنيه ليسوا من صلب هواه لهذا يحاول أن يعكس طغيانه و حقده على المرأة , وأستطاعت الشاعرة أن تجد المعنى المركب من فعل السلوكي الظاهري وتفاعله مع العمق النفسي وقد أستخدمت الأرتداد الذهني السلوكي لأحداث المكاشفة بين فعل الإنسان وأزمته من الداخل , وقد حققت التصور الرمزي الأشاري التي يحدث الأستعارة في رمزية الرؤيا التي تعطي الأيحاء على حقيقة أن الظواهر ما هي إلا أنعكاس للداخل والتركيب النفسي في كل الأفعال الإنسانية ..
عَقمَ الجلادُ
وكذا السيافُ
وكذلك
عقمت دولتهم
لم ينجب طاغية إلا الخوفَ
وإلا الأشرارِ!
على حافة نشوته
على دنِّ البلورِ
وعلى هامشه الأبكمْ
حفرَ الظالمْ:
لا حقٌّ لحمائمِ دوحِ البلدانْ
في أمنٍ وأمانْ
في ضحكٍ وغناء
أو حُبٍّ أو ندمٍ!
لكنَّ الظالمَ
أدركه السيفُ
تستمر الشاعرة لتؤكد على فعل الجلاد وأزمته النفسية وأنعكاس كل هذا على فعله الظاهري والذي يجعله يتعامل مع هذا من خلال هذه الأزمة لأنه محكوم بها في كل أفعاله غير الإنسانية أي أن سلوكه غير طبيعي ما هو إلا أنتاج أزمة غير طبيعة في داخله (عَقمَ الجلادُ /وكذا السيافُ /وكذلك /عقمت دولتهم /لم ينجب طاغية إلا الخوفَ /وإلا الأشرارِ! ) وهنا الأزمة هي العقم في الفعل الإنساني , وقد حققت التوحد الكولاجي الصادم المتوهج الذي يبني المشهد الشعري من خلال اللغة السيميائية للفكرة لديها وفق نسق الأمتداد الرؤيوية في مشهدية التاريخ والأمثيولوجيا من خلال فعل الأشارة لأفقية الفكرة حيث أن أسباب هذا العقم في الفعل الإنساني يخلق الكثير من الجلادين والطغاة والأشرار,فلا يمكن أن يحدث الضحك والغناء وتحقيق الأمن والأمان بوجود هولاء الأشرار والطغاة لأن نشوتهم هي أستعباد الشعوب كما يستعبدون المرأة (على حافة نشوته/ على دنِّ البلورِ /وعلى هامشه الأبكمْ /حفرَ الظالمْ: /لا حقٌّ لحمائمِ دوحِ البلدانْ /في أمنٍ وأمانْ /في ضحكٍ وغناء /أو حُبٍّ أو ندمٍ! /لكنَّ الظالمَ / أدركه السيفُ ) ورغم صمت الشعوب لابد أن يدرك هذا الظالم السيف الذي يحارب به الشعوب من خلال حدوث الثورة ضدهم لكي يتوفر الأمن والأمان وتعيش هذه الشعوب الفرح والضحك وأستطاعت الشاعرة أن تخلق نسق منطق الأستقراء في الربط الجدلي ما بين أضطهاد المرأة على مر العصور وأضطهاد الشعوب لكي تبين أن ليس هناك فرق ما بين أضطهاد المرأة والشعوب لأنه يمثل أضطهاد الى الإنسانية , وبهذا هي أستطاعت أن تخلق التناظر التركيبي والترابط الأستهلالي لأزمة الإنسان من أزمة المرأة المرتبطة بأزمة الشعوب لأنه أضطهاد واحد ...
فار التنور!
وأنا الوراقة بنت الوراق بحثتُ
عني بي!
فتعثر دمعي بلساني
وسال دمي!
فأيقنت أنَّ الزمان الشحيح مريرٌ
وأن الأمانْ
رهانٌ يؤجله الأغبياءْ
ودَينٌ يموتُ
ليشطبَهُ دفترُ الأوفياء!
وحزن يفوتُ
عليه الأوانْ!
أمانٌ
أمانْ
وفي الغوص
درٌّ
ودانْ
وياقوتةٌ
أو
جمانْ!
وفي الإنسِ
جانْ!!
وفار التنور أي حدثت الثورة ضد كل الطغاة وأضطهادهم للشعوب لكي يحققوا الأمن والأمان ويأتي الفرح والضحك , والذي يعاند الشعوب ويضطهدها ما هو إلا غبي (فار التنور! /وأنا الوراقة بنت الوراق بحثتُ /عني بي! /فتعثر دمعي بلساني /وسال دمي! /فأيقنت أنَّ الزمان الشحيح مريرٌ /وأن الأمانْ /رهانٌ يؤجله الأغبياءْ )لأن الزمن سيتغير رغم شحته في الأفق لكن لابد أن يأتي رغم حالة اليأس وتعثر الدمع وأسالة الدم لأن الأغبياء يتصورون أن لا يأتي الزمن ضدهم (ودَينٌ يموتُ /ليشطبَهُ دفترُ الأوفياء! /وحزن يفوتُ /عليه الأوانْ! /أمانٌ /أمانْ /وفي الغوص /درٌّ /ودانْ /وياقوتةٌ /أو /جمانْ! /وفي الإنسِ /جانْ!! )فالأوفياء موجودون ليشطبوا الدين وهذا ما يجعلنا نتمسك بالأمل بدل اليأس طالما يوجد الأوفاء الذين يأتون بالأمان الأمان وهذا الأمان يحتاجه الأنس والجان لأن الحياة لا يمكن أن تستقر بدون هذا الأمان ,الشاعرة حققت التفاعل والأنفعال ضمن التوتر الداخلي لتوجد البصيرة المضاءة وبهواجس الحياة وفي طرح العمق الذي حقق حوارموضوعي مع الموضوع المتخيل كبؤرة مركزية لتحريك الهواجس مع ما يحدث في شواهد الحياة الوجودية لأزمة الإنسان في كل العصور ...
أن أمتلاك الشاعرة القدرة على استخدام اللغة المشهدية التي تقارب سيميائية الرؤيا مستندة على فكرتها بالكتابة والتي تجعل من اللغة ونحوها أداة التعبير من تقارب ذهنية الحدث التصوري في رسم الرؤيا كصورة الشعرية من خلال مخيلتها الذهنية والتي تعطي التصورالتحسسي في موضعة المعنى للمشهد الذهني الإدراكي لكي تبتعد عن التجريد في المقاربات الحسية والبصرية في تكوين الجملة الشعرية , كما أن الشاعرة أعتمدت الرمز المشع بالمعنى المقارب لرؤيتها في تكوين الجملة الشعرية ولم تستخدم الرمز المبهم الذي يبعد النص الشعري عن أعطاء أبعاد الأيحاء والمنسجم مع الأستعارة كمنهجية التركيب لللحدث الوجداني لأنها تعتمد على التخيل لكي لا تبتعد عن الواقع بل تحاول أن تعيد تركيب الواقع بالصورة الحقيقة المجازية وهذا يعطيها أنساق واسعة في بنيان الصورة الشعرية وكما قال مدلتون ( جرب أن تكون دقيقا فتكون بالصورة مجازيا ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق