أبحث عن موضوع

السبت، 6 سبتمبر 2014

قصه حقيقيه عن ام فقدت ولدها....والتقت به بعد 15 عاما......بقلم مهدي الربيعي /// العراق



هذه القصه حقيقيه وليست من نسج الخيال ...عشتها من الالف للياء ..كونها حصلت امامي ....
... قبل اكثر من خمسة عشر عاما كانت هذه المرأه متزوجه من شخص من مدينة الحي في محافظة واسط ومن الريف تحديدا ...كانت المرأه من بغداد حيث اجبرت على الزواج من هذا الشخص وقبلت بقسمتها وماكتب الله لها مؤمنة بالقسمه والنصيب ..
الا ان الامور بدأت بالانحدار يوما بعد يوم من خلال عائلة الزوج كونها عائله كبيره فيها من الكنات الاخريات كثيرات وحموات واشقاء وشقيقات واطفال وغيرهم ...فلم يكن هناك اي انسجام مع هذه المرأه من الكل لاختلاف البيئه فيما بينهم .....المهم ..بعد سنه رزقت المرأه بطفل اسمته .كرار.وبعد شهرين من ولادتها تم طلاقها ...وانتهاء حياتها مع هذه العائله ...
هنا حصلت مشكلة حضانة الطفل ...التي كسبتها المرأه بقوه من خلال القانون والعشائر.....واستمر الحال على ذلك حتى اصبح عمر الطفل اربع سنوات ...وبعدها حصل مالم يكن بالحسبان ...حيث ان اهل الطفل ووالده بعثو باناس للمرأه واهلها يطلبون السماح لهم برؤية الطفل غير المقرر اصلا... وكعائله للمراه بعد الضغط سمحو لهم باخذ الطفل لرؤية والده ....
وهنا المفاجئه الكبرى ...فان جدة الولد لابيه كانت متسلطه فقامت باخذ الولد واخفائه في القرى النائيه ولم تترك له اثر يمكن لاحد ان يعثر عليه طبعا هي وعائلتها ....هنا ثارت ثائرت الام واصبحت كالمجنونه بالبحث والبكاء والعويل وطرق كل الابواب التي يمكن طرقها...لكن دون جدوى ...
فاصبحت سجينة الصور التي مع ابنها والذكريات التي ماانفك اهلها ان يطلبو منها ان تنسى ...ثم بعد ذلك ارغموها اهلها على قبول الزواج من اول شخص تقدم لها ...فوافقت مجبره مكرهه اذ انها ليس بيدها شيء فلازالت صغيره ولاتملك شيء من القوه او حتى ابداء راي فهي اسير ة المجتمع الشرقي والعشائري العراقي بامتياز .....
مرت بضع سنين على الحادثه حتى جاء خبر ان ابو الولد قد توفي بحادث سير ..ولم تبقى الا الجده المتسلطه ..وهنا انقطع كل امل في العثور على الطفل ,,,,كما ان المراه رزقت ببنات واولاد ومرت السنون تلو السنون والام لاتنسى وليدها الاول الذي عاش معها قرابة اربع سنوات وفيها شاهدت وشهدت احلى ايام طفولته ......
وبعد خمسة عشر سنه او اكثر حصل مالم يكن احد يتوقعه .....الطفل الذي اصبح شاب بعمر 19 عاما او اكثر كان كلما يسال عن امه يقال له انها ميته ..,,,هكذا افهموه وادخلو له المعلومات على مر السنين ...الا ان الولد كان يتذكر اسماء احد اخواله الذي كان يحبه كثيرا ولايتذكر غير ذلك وبعض الذكريات البسيطه جدا عن امه ...
فهو كان كلما اتى الى بغداد يسال لكن سؤاله مبهم فهو لايتذكر سوى اسم وليس اسم كامل حتى ..؟وفي يوم عمل مع احد اقرباء والده في بغداد الذي شاء الله سبحانه ان يكون احد الذين يعملون بنفس المكان شاب بعمره من اقرباء امه ...وفي مرور الايام تكونت بينهم صداقه ..ثم وفي احد الاستراحات تكلم الولد عن بعض ماساته وبحثه عن شيء اسمه امي او حتى خالي الذي اسمه ..فلان ..فمرت على صاحبه وهنا طلب منه ان يعيد عليه القصه كونه سمع في صغره قصه مشابهه ....وبعد برهه قال له صديقه انت اسمك سجاد واسم الولد المفقود كرار....
نسيت ان اقول لكم انهم غيرو اسم الولد وكل شيء عنه ....فقال له صاحبه لكني املك رقم هاتف لاحد اخوالك ..لو كان خالك فعلا ...فاتصلو به وبعد اول سماع لصوت الخال انهار الولد بالبكاء ..فماكان من الخال الا الاتصال على اخوته الباقين والتوجه الى المكان المعلوم للتاكد من هذا الشاب وهل يمكن ان يكون هو فعلا....وعند وصولهم وبمجرد وقوع انظارهم على الشاب الذي تتغيرت ملامحه الا قليلا فقط ...سقطو عليه باكين وذلك للعذاب الذي شاهدوه يقع على اختهم عند فراقه بتلك الصوره البشعه...
فعانقوه وعانقهم هو الاخر بعد ان شاهدهم متاملا ان يرى امه التي لطالما حلم برؤياها كثيرا ...فاتصلو بامه واوصلو لها الخبر قليلا قليلا ....وتوجهت الجموع وانا من ضمنهم لمشاهدة الحدث عن قرب ......
ولااقول لكم عن ما شاهدت عيناي عندما جلبو الشاب لامه فبمجرد ان وقعت عيناها على ابنها خرت مغشيا عليها ودموعها تملأ عينيها واهاتها وحسرتها تملأ صدرها ,,,فافاقت ,,فاغشي عليها ..وعلى هذا المنوال وولدها يحضنها بين ذراعيه وهو يصرخ والناس تصرخ والموجودين يضجون بالبكاء ويزدحمون فوقهم وهو يلملم امه ويجعلها في حضنه ولاينفك يشمها وتشمه حتى اننا راينا انهما سيهلكان ففارقنا بينهما ولو قليلا لنسيطر على وضعهم .....سبحان الله ولاحول ولاقوة الا بالله.....والله لقد بكيت في ذلك اليوم كلما تكلمت عنهم ولازلت للان وانا انشر القصه تدمع عيناي لما رايت من تلك الام ولما عايشت من الم لها على مر السنين ....فسبحان الذي جمع بينهما بعد طول فراق....
مهدي الربيعي ..20\10\2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق