أبحث عن موضوع

الاثنين، 25 أغسطس 2014

"ماذا تشبه هذه المرأة" // قصائد للشاعرة الكوردية كزال ابراهيم خدر// العراق





1
أنها تشبه دمية، برداء أبيض
حائرة كالظل، سوداء كالقرنفل
حزينة كحزن مطر المسافر
ضعيفة كقوام راوان المغادر.
2
هذه المرأة تشبه غمامة
غمامة شتاء ثلجي، انها هائمة، هادئة
تجلس على كرسي خشبي
أنها ممشوقة القوام، كالناي
حزينة، كحزن أزقة "قلعة دزه"
طال التئام جرحها
وهي ما تزال تأن من شدة
ألم اغتيال المدينة
وقتل الحبيبة.
3
هذه المرأة تشبه
زهرة، تشمها أنامل حزن
لفتاة يانعة
أنها تشبه سلة شعر
ملؤها حروف حزينة
تشبه وردة رقيقة
أنها ساقية
تأن من شدة العطش
وهي تشبه رقصة صعود
ورقة خريفية
أنها أغنية محطمة
سبق يومها الموعود.
4
هذه المرأة تشبه
شارع مكتظ باللهب
والصيف والحرارة،
أنها تشبه غابة يابسة
تتألم من شدة العطش
هجرها الطيور خلسة
لأنها لم تعد تستطيع أن تعشعش هنا
وتحتضن صغارها.
5
هذه المرأة تشبه
طائر، أنها من تلك الطيور
المهاجرة، التي تعشق الرحيل بجنون
أنها من الذين سبقت ومارست رحلة الشتاء والصيف
أنها تشبه تساقط المطر
أنها تشبه رشقة مرقعة بمئات قبلة حب أبدية
أنها أبت أن تهاجر عشيقها
وهي الآن تحتضن الحبيبة.
6
هذه المرأة تشبه
قهقهة تتعالى
فتسقط على جبين امرأة ترتدي فستان رقيق
أنها تشبه خرز طفلة بريئة
جيوبها ملآى برحيق ريح محرمة
حينما تحضر تصاحبها البسمة
عندما تغادر نقذفها بحجر اللعنة.
7
هذه المرأة تشبه قصيدة ملونة
كلماتها بستان من الحب
ألحانها ألم غير منتظر
من الرّب
انها تمطر الشفة
ثم تغدو راحلة لتحتضن ذكرياتها
أنها في كل يوم، وفي كل لحظة
تحيا ثم تموت.
8
وجه هذه المرأة جبين هذه المرأة
تسكنها غيمة معدمة
تسكنها زوج من طيور الدمع
سرب من آهات صفراء
هم أهلها
أتعرف من تشبه هذه المرأة؟
حين تقذف هذه المرأة الحراس بأسوار أشعاري
دون رحمة
بوابل من الأحجار
حينئذ تتحول الى كرة ثلجية فتذوب من ذاتها
وتتحول الى أرملة
باكية دون غيرها.
ترجمة: كمال شيركر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق