أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

المدينـــــــــــــــــــــة النائمــــــــــــــــــــــــــة,,,,,,,,,,,,,,,,, ق . ق بقلم الاديبة خديجة السعدي / العراق



"تصبح على خير يا بُني."
أغلقتُ الباب ورائي وعدتُ إلى غرفتي. كان الهدوء يسود في أرجاء المنزل. أدرتُ قرص المذياع أبحثُ عن أغنية هادئة وتوقفت عند صوت أم كلثوم تغني "والليالي كنت بتسمّي الليالي/ لعبة الخالي وهي عمر غالي."حاولت تذكر اسم الأغنية دون جدوى. اتكأت على وسادة جانبية وأغمضتُ عينيّ. كان ضوء المصباح الخافت يبعث على الدفء. "لسّه فاكر" صحتُ فجأة بصوت مسموع إذ تذكرتُ اسم الأغنية.
انتهت الأغنية فأقفلتُ المذياع. أردتُ أن أستمتع بالصمت. لكني، كعادة الكتّاب الذين يُغريهم الصمت بالكتابة، تناولتُ قلماً ودفتراً وبدأتُ أكتب. لما تطاوعني الكلمات. "لماذا نغطي الصمت بضجيج الكلمات؟" فكّرتُ. لم أكن لأجرؤ على الاعتراف بإجابة ما.
اقتربتْ الساعة من الثالثة وأنا لا أستطيع النوم. نظرتُ مرّة أخرى إلى السطور القليلة المائلة التي خططتُها قبل ساعات. كلمات متلاصقة وأخرى متباعدة. بدتْ الحروف غيرمتّسقة وغريبة، كأنها من لغة لا أعرفها. مرّت بضع ساعات أخرى ـ أو هكذا اعتقدتُ ـ دون أن أخلد إلى النوم.
شربتُ فنجان قهوة وخرجت. كانت طرقات الحيّ خالية تماماً والدكاكين مقفلة."أين ذهب الناس؟" سألتُ نفسي. "لماذا ينامون إلى وقت متأخر؟"
دلفتُ من شارع إلى شارع محاولةً أن أجد امرأة تحمل خبزاً طازجاً من الفرن أو أطفالاً يحملون حقائبهم المدرسيّة. لا أحد.
بعد قرابة نصف الساعة اتجهتُ عائدةً إلى البيت. كانت جارتنا أم أنس تجلس عند باب منزلها."أين ذهب الجميع؟" سألتها. لماذا لا يوجد أحد في شوارع المدينة؟"
"ما زالوا نائمين يا عزيزتي،" قالت. "إنهم يحلمون بمدن أخرى."
أفقتُ من حلمي على صوت بائع الغاز يدقّ جرّة فارغة ويصيح "غاز، غاز."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق