في الفندقِ الهادئِ ، الصَّمتُ وسيلةُ البُحيرةِ لاستدراجِ المساء
يأتيها بك مسحورًا كالـنَّـظرةِ الشَّاردة !
عيناك تتركان أَمانيكَ على الـضـفَّةِ الأُخرى ..
لكي تنامَ متحلِّلًا من عهودِكَ مع الآفاق

عليكَ أَن تمنحَ البردَ مساحةً منكَ لكي ترتعشَ الفكرةُ الآمنة
يَـعزِلُكَ الماءُ عنكَ فلا ترى أَثرًا للظمأِ على جبينكَ
كهذهِ البُحيرةِ أَنتَ .. لا صوتَ لكْ
فاحملْ على كتفـيْـكَ التُّرابَ المُجاورَ
وتذمَّرْ – إِن أَردتَ – من وزنِ الرَّصيف
أَو ..
فاتركْ للمقاعدِ الخشبيَّـةِ ما أَردتَ أَن تقولَ لامرأَةٍ ساحرة
لو أُتيحَ لشفتيكَ الطوافُ حولَ أُذنيها !
وذلكَ الحلم الذي كنتَ سَـتُـلَـوِّنُ بهِ الكونَ
لو أُتيحَ لكَ أَن تغفو – ولو للحظةٍ – على صدرِها المجنون !

الأَرضُ بعيدةٌ عنكَ .. !
فلا تكترثْ بالخرائطِ ، وبما تَقولُ إِشاراتُ السَّفر
قد ينتشلُكَ الماءُ يومًا من قاعِ البحيرةِ
وقد تجدُ لكَ في هذا الفضاءِ ركنًا ..
لكي تَصلبَ عليهِ بضعةَ أَيَّـامٍ
كهديَّـةٍ تذكاريَّـةٍ .. من زمنٍ مُستحيل !