أبحث عن موضوع

الجمعة، 30 سبتمبر 2022

معارج............... بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب



    


مِنَ الْقَصِيِّ
تاتي أفْياءَ ماءٍ
في كُلِّ الْمَعارِجِ
لَها هذا النِّداءُ
لَعَلّها أمْطارُ ليْل
تَنوحُ مِثْلَ ساقِيَةٍ
أوْ أنْدَلُسٍ..
فـي الْجِبالِ
نَسيمَ الصّبا تَراءَتْ
فاتِنَتي عَمودُ ماس
ها سَيْلُ..
بَياضِها هُنا يَنْدَلِقُ
أراها مِنْ نَوافِذَ لا
تُحْصى كائِناتٍ
مَمْحُوةً تتَلاطَمُ
في الزِّحامِ..
لَها في الْمَدى
شَكْلُ بِئْـر .
وَحْدي في الْمَعارِجِ
إلى الْبَدْءِ الْقَصِيِّ
رُبّما هِيَ ِتِلْكَ
النّجْمَةُ في الانْتِظارِ
وَجْهُها هذا الْغَبَشُ
هذا الْحَجَرُ..
وَهذا الثّرى حَيْثُ
أُعاوِدُ الرّكْضَ .
وَراحَتاها هذا
الْمَدى الْمَفْتوح
مَخافَةَ حُسْنِها أتَحاشى
النّظَرَ الْفاحِشَ..
إلى النِّساءِ
لا أدْري أيْنَ هِيَ
لَعَلّها رَهينَةُ قَراصِنَةٍ
أو ْفي خَيْمَةِ راعٍ
فَتَنَتْني الْمَرْأةُ الْمَلْساءُ
اُكْشُفْ عَنْها
الْحُجُبَ أيُّها الشِّعْر
قدْ تَكونُ في
طَيّاتِ الشّفَقِ..
قَدْ تَهْبِطُ نَهْراً
حَزيناً وَقَدْ تَحُلُّ
بِأيِّ مُتّسَعٍ..
أنا انْشَغَلْتُ بِالأنْثى
تَمُدّ ُلي يَدَها
بِِقُبَلٍ وَكُؤوس..
قدْ تَكونُ امْرأةً
وَقَدْ تَكـونُ
نُقْطَـةَ ماءٍ..
كَمْ اِرْتَعَدْتُ خَشْيَةَ
أنْ لا أجِدَها..
هذهِ الْمَرّةَ ! ؟
كُلُّ الْجِهاتِ عَنيّ
تَصُدُّها فعُدْتُ
أطْلُبُها بِلَهْفَةٍٍ..
هِيَ بِذاتِها مَنْ
أشُدُّ إلَيْها الرِّحالَ
كانَ لَها وُجودٌ
جَسَدي حينَ أعْرَضْتُ
عَنْها يَوْماً ما..
غَيْـرَ مُكْتَرِثٍ
اَلْوُصولُ إلَيْها يَحْتاجُ
إلى الْعَديدِ..
مِنَ الْمَعارِفِ
ها أنا مَعَ الطّيْرِ
مَرْفوعَ الرّأسِ أصْعَدُ
إلَيْها الْمَعارِجَ
بَعْدَ الْيَوْمِ لَنْ
أخْشى عاصِفَةً..
فَكُلُّ الْغِيابِ أنْشَبَ
مَخالِبَهُ فِيّ هُنا في
رُكْنِ هذهِ الْعُزْلَةِ..
حَيْثُ الْفَراغُ الْمُرّ
يَبْدو أنِّيَ غَيْرُ
قادِرٍ أنْ أعْثُرَ
عَلَيْها في الظُّلْمَةِ
هِيَ طَيْفٌ ألْتَقِطُ
لَـهُ صُوَراً..
كَالْحِسانِ الإغْريقِياتِ
أُغْنِياتُها تُلاحِقُني
فـي الْمَوانِئِ.
لَها في الْحَواري
رَجْعُ الصّدى
سَأعْرُجُ عَلَيْها في إِرَمَ
سَوْفَ أحظى
بِمَباهِجِ الطّريقِ..
وَأجِدُ لَذّةَ
السّفَرِ إنْ كانَ
إلَيْها يَطولُ..
فَتِلْكَ الْعارِيَةُ مِثْلَ
إلَهَةٍ جَديرَةٌ بِأنٍْ
تُعْبَدَ حَتّى تراني
وتَحُثّني لأنامَ


كولون / ألمانيا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق