أبحث عن موضوع

الجمعة، 4 فبراير 2022

قصة طويلة جدا ................ بقلم : علي البدر // العراق

 


The Cafeteria
- ماذا دهاك؟
- ما رأيك. هل ندخل؟ بودي البقاء هنا.
- وتحتسي القهوة . لماذا لا تنقل مقعدك إليها؟
- أنا جاد. لاتمزح معي عندما يتعكر مزاجي. أفهمت؟
- وماذا نقول لمن انتخبنا وصبغ إصبعه لأجلنا؟
- مغفلون. لابد من انتهاز الفرصة. سأَتخذ من تجربتي السابقة درساً لي في الدورة الحالية.
- أمرُكَ غريبٌ! أنت عضوٌ يفترض أن تُمثل الشعبَ. لم تحضر إلا مرُّات قليلة. لم تُحْتَسَبْ غِياباتُكَ. رواتبك جارية. مخصصات حضورك ورواتب حماياتك الوهمية تُحَوَّلُ إليك. متى تشبع؟
- عندما أكون المستفيد الوحيد وعندما تشبع أنت، من حقك أن تلومني. لم تجرؤ على معاتبة رئيس الكتلة لأنك معه.
- معه!
- أجل فأنا أعرفُ كلَّ تحركاتِك وادعاءاتِك بالوَطنية.
- غيِّر الموضوع، الآن على الأقل. لا وقت للجدل أو المساومة.
- اتفقنا.
- لن نوافق إذن على تحميل الحكومة مصاريف غير مبررة لشريحةٍ لم يَبْقَ من عمرها إلا القليل؟
- المتقاعدون؟
- بالضبط. لابد من رفض تعديل القانون ومعارضة أية امتيازات لهم. سنواتٌ معدودةٌ وتلفُّهم قبورُهم وينتهي الأمرُ. كَفاهُم امتِصاص دماءِ الشعب المسكين طوال سِني خِدمتِهم والرواتب التي تنعموا بها.
- لندخل الان . الرئيس يطرد الاعلا ميين. وهذا شيء حسن.
- الجلسة سرية إذن.
- بالتأكيد.
- ألمهم. سيبدأ التصويت لنذهب حالاَ.
- لابد من الحسم. بضعة ملايين دينار تحسين حال.
- نقطة نظام سيدي الرئيس.
- تفضل.
- سيدي. ما قيمتها. أنحن بحاجة لنثريات شهر واحد؟
- انا معك لكنها أفضل من لاشيء. إطمئن سيكون لدينا خطواتٌ لاحقة. لقد أيَّدنا الإقتراضَ من البنك الدولي رغم شروطه القاسية، والشكر لله سبىحانه وتعالى، وأفشلنا المشروع الإسكاني وزراعة نصف مليون نخلة وأيضاً مشروع تحلية ماء الشرب للمدينة و تبليط بعض الطرق الرابطة بين المدن والقرى النائية وبناء ألفي مدرسة، وأفشلنا بناء سد شط العرب وميناء الفاو والإتفاقية الصينية، ولم يبق إلا تأجيل قانون الضمان الإجتماعي وعرقلة من يحاول زيادة رواتب المتقاعدين.
- عقبة قد نفشل في اجتيازها. عجيب أمر هؤلاء الجهلاء. يستميتون من أجل الفقراء. لو شاء الله لأغناهم. يا أخي لقد خلقهم الله سبحانه وتعالى هكذا.
مطرقة تُسْكِت الحاضرين.
- لا حاجةَ للعَدِّ وتَضْييع الوقت. ألأيادي مُعظمُها مرفوعة. قال الرئيسُ وأضاف: تَمَّت الموافقة بالأغلبِيَّةِ شُبْهِ المُطلقة.
إرتياحٌ بدا هنا وتصفيقٌ سُمِعَ هناك. أخذَ نَفَساً عميقاً وقال مبتسماً:
- شكراً لله الذي هَدانا لِنَسيرَ بطريقِ الحَق.
- أحسنتَ أيها العزيز. فهل يُعقَل أن نَعصِيَ الإلهَ وَنُغَيِّرَ قانونَ الحياة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق