أبحث عن موضوع

الجمعة، 4 فبراير 2022

الاحتجاج الفاتر............ بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق






فقدَ سيطرتهُ على الاجنحة
هبطَ مختلَ التوازن
فوقَ عصرٍ جليدي
لا يعرفُ لهيبَ النار ،
في عقرِ فحولةِ الزمان
كانت أصابعه
تغطي ضفائرَ الشّمس
أثناءَ الطريقِ إلى فراديسَ بلا قاعٍ
وعند العودةِ يستريحُ على مفاتنِ الارواح ،
على خطوطِ المدى
يبصرُ خيولا قد اينعت
حانَ قطاف صهيلها
لم يتوقع أبدًا أن بضاعتهُ رُدّت إليه
في كهفهِ القديم الذي لم يمرّ عليه أحد ،
قابلةٌ متوفرةٌ حين الطلب
حيثُ الولادةُ كانت بالمجانِ
وتكاثرَ في الفراقِ حديثُ اللسان معَ الأسنانِ اللبنية ،
أكملت له اللاءاتِ بلاغةُ القياس
لا جارَ … لا نسوان …
لا حفلةَ عرسٍ توسوسُ في صدرِ الشارعِ
لا عزاءَ للموتِ حين توافيه المنية
في حفرةِ الماضي العميقة
كأنه الباقي الفريدُ يجوبُ
في الأرضِ الموحشةِ الخاليةِ من كعوبِ البشر ،
فقيرٌ ، مسكينٌ ، تائهٌ
تطردهُ الابوابُ
ولا تؤويه الأطر
يدورُ وحيدا يغرفُ كالناعور
أروحا يعبئ بها السماء
ليسهل عليها تنظيم رقود الكواكب ،
رأيته ذاتَ ليلةٍ
حافياً في الطرقات
يحرقُ المواعيد
يمزقُ دفاترَ الملاحظات
كأنه الملكُ الوريثُ الواقف
خلف نفسه بطوابير
ينظمُ إلى حشودِ الدموع
يقفُ جانبا متفرجا على المآقي
يقولُ في نفسِه لا شيء
لا شيء يستحق
أن يكونَ في الوجود ،
أثناء هدوئه
يقطفُ من وقتهِ لحظةً أخرى
لعلهُ يستكملُ شهوةَ الندى
قبل ان تسقطَ عاريةً
من حروفِ المطرِ
احيانا يرعبه الصمت
عندما يكشرُ عن الوسواس
يكابرُ باللامبالاة
ينثرُ الأنينَ
على الماكثِ في آخر جملةٍ
يجاورُ بصمةَ حلمٍ
قبل انشطارِ التراب
يقتربُ منه الضجيج
رويدًا رويدًا
فيعتقد إنّها تظاهرةٌ قامت بها الأموات
تنادي بسقوط النظام … بسقوط العدمِ
بسقوط الجلاء القسري ،
في كلّ ركنٍ من اركانه
يسمع احتجاجهم الفاتر
يرجعُ كما كان
مقتنعا بخطيئته ٠٠
——————
البصرة / ١-٢-٢٢




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق