أبحث عن موضوع

السبت، 10 أبريل 2021

أخبار زائفة _ قصة قصيرة ............ بقلم : عبد الحق الشنوفي _ المغرب




لم أكن غائبا، لم أكن حاضرا، لم أكن في الصفوف الأمامية، ولم أدرك مقعدا في الصفوف الخلفية لتلك السفينىة البيضاء، كان حينها الزمن رهوا سديميا ،وكانت الأرض رخوة  تحلم بسماء برتقالية لم تصادق على تقاسيم شكلها الجديد، وكان السكان في جدل لانهم لم يتفقوا بعد عن لون للبحر، كان جدي الخامس عشر لايزال سابحا في ملكوت العدم وكانت أمه في ربيعها الخامس تسامر أطفال العشيرة ،كان اليوم العاشر من الشهر الخامس من القرن السابع عشر قبل الميلاد، كنت حائرا وغاضبا تتملكني الدهشة وانا أركض وراء السفينة فوق الماء ولا أتبين لونه لأن سكان الأرض لم يحسموا أمرهم بعد، لكني كنت مقتنعا أيما اقتناع أني لن أدركهم، كانت الريح حرة ولم يكن سليمان الحكيم قد دعا دعوته لامتلاك أمرها فامتطيت الريح ،كنت سعيدا جدا وأنا أعلو مبتعدا عن السفينة ،كنت أسبقها أحيانا كثيرة وأتوقف لأصير فوقها تماما وأشهد مايجري فوق ظهرها عن كثب؛ رأيت أنكيدو وجها لوجه مع جلجامش ثورين يتصارعان فتضج السماء بخوارهما ،و شاهدت المتنبي متسلا يهرب من بطش الاخشيدي وابن رشد يبكي عن احراق مؤلفاته ،كان الحمداني يتحرر بشموخ من بذلة القائد العسكري ويتوعد عساكرالروم من داخل زنزانته. شاهدت هولاكو يلقي خطبته الأولى على منبر بالنجف الشريف ،و المقيم اليوطي يلقي محاضرة التاريخ كما يجب أن يكتب... ونمت على ظهر الريح.كان الليل طويلا وكانت الشمس تتحرق من طول انتظارها للصبح لذلك كان ببدوا عليهاشدة التعب وهي تقف بأول النهار .نزل كل من كان  بالسفينة  ،ورست بي الريح خلف باب الميناء كل المخلوقات كانت بيضاء لون الصباح أبيض العشب السابح على صدر الحديقة المجاورة للميناء أبيض والكلمات التي تخرج من أفواه المارة كانت شديدة البياض مستقيمة لاتنافق ولاتتملق، وكان وجهوكان وجه الموت باليا ،متضائلا ، فأدهشني أن أرى لأول مرة في حياتي  الموت خائفا ، يتراجع منكمشا كلما مر بجانبه أحد.

التقطت بعدسة هاتفي الذكي كل الصور التي تهيأ لي أنني  شاهدتها و تلك التي لم أشاهدها ،علقت عليها بلغة اخبارية واثقة تستجيب  لمعايير نشر الخبر المحلية والدولية، وأرسلتها، فترقبوها غدا على الصفحة الأولى تحت عنوان " أخبار زائفة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق