أبحث عن موضوع

السبت، 10 أبريل 2021

سلاطينُ الموت (حامد والبحر) .............. بقلم : عبد الجبار الفياض // العراق

 


عرفتُكَ مُذْ كانَ أبي 

يصحبُني 

وأخاً 

ذهبَ بفكِ موجٍ مُفترسٍ إلى قبرٍ من ماء . . .

ما أبشعَ أنْ تُستَلَ حياةٌ من عيونِ غريق !

مُحاق . . .

دونَكَ شباكَاً 

امتدتْ إليكَ سنيناً

أمدتْنا بما نُريد . . .

لكنّ الكريمَ لا يسترجعُ ما وَهَب . . .

لاصيدَ لنا عندَكَ بعد . . .

إلى حيثُ محراثٍ 

يجرُّ سنواتِ أبي الأخيرة . . . 

سقطتْ دمعةٌ لا ملاذَ لها في جَفنٍ 

عجزَ ألّا نراهُ بها  . . .

كذاكَ أُمّي 

حرّمتْ على نفسِها ما منكَ يُؤتى . . .

ليتَ ما كانَ لم يكنْ  !

. . . . .

يقولون إنّك ساحرٌ 

لا يرى فارترُ فيكَ آلامَهُ إلآ بقايا زبد . . .

معطاءٌ 

تنتشلُ كلَّ تعساءِ الأرضِ من سنواتِ الصّديق  . . .

لا أجملَ من صورٍ 

تأتي بها عندَ المساء . . .

لكنّي لا أراكَ إلآ قاتلاً بمسوحِ راهب . . .  

تُغري بما تُهلك . . . 

أكرهُكَ إلى آخرِ ما تنتهي بعيني نقطةُ ضوء . . .

. . . . .

أيّها الإمبراطورُ الخَرف

أمتسوّلٌ وأنتَ الغنيّ ؟

حتامَ تتقرصنُ أمواجُكَ لتُطعمَك ؟ 

لا أدري كيفَ استمرأتَ أن تزدردَ 

أحلى قطعةِ حلوى عائمة ؟

تيتانيك

لتُمسيَ بعدَ صخبِ حياةٍ مقبرةً 

لا يدخلُها زائرٌ من شمس . . .

موسيقى 

أجملُ من كلِّ جميلاتِ الأرض . . . تنسابُ حريراً على متونِ حِسانٍ يُشعْنَ عطراً لم تحوهِ أبداً قارورةٌ صُنعتْ بيد . . .

بأثوابٍ 

التصقتْ بأجسادٍ لدنة

أخذتْ من الحُسنِ أحسنَه . . .

عوالمُ من غيرِ أجنحة 

ترسمُ أيقاعَ الحياةِ على جميلِ ما فيها 

صورَ عِشقٍ 

لا يلمُّها كونٌ على سعةِ ما يكون . . . 

فكيفَ لحيتانكَ أنْ تفترسَ كُلَّ هذا السِّحر ؟

لترقصَ رقصةَ سالومي في دائرةٍ مُغلقة ؟

وأنت تجمعُ فقاعاتِ الموتِ نبيذاً في جماجمَ حلمتْ لآلؤكَ إنْ تكونَ تاجاً لها . . .

العُتاةُ دوماً  لا يشغلُهم إلآ أنْ يروا الأخضرَ أصفرَ في كُلِّ المواسم . . .  احتراقٌ بعدَ سُكر

سُكرٌ بعدَ احتراق  ؟

. . . . .

لكنّكَ 

كنتَ ذليلاً تحتَ جبروتِ ذلكَ الفتى البرتغاليّ 

ماجلان ١

حتى قيّدَ يديْكَ إلى مراسي مونتفيديو . . . ٢

أظنُّكَ لن تنسى حناجرَ 

صدحتْ للحياة

في ذروةِ ما أغضبَ موجَكَ رفيفُ الأشرعة . . .

حتى بوسيدون  

أنحنى قبلَكَ لأقدامِ سيّدِ الأرضِ  . . . ٣

للغرورِ مقابرُ 

تتّسعُ ما اتسعَ ظلامُ الطّغاة . . .

. . . . .

صاغراً تحتَ سيفِ ابنِ زياد  

أطعمكَ رمادَ سفنِه . . .

سخّركَ خادماً

تغسلُ حوافرَ خيلِه . . .

في كُلِّ الأحوال

كنتَ مُستسلماً لِما يُريد . . .

لا شيءَ غيرُ أنْ تُمسي مرآةً لنجومِ السّماءِ والقمر !

. . . . .

سعيداً كنتَ حينَ حملتَ خشبةَ الموتِ إلى طروادة 

لا لعيونِ هيلين . . .

لكلمةٍ بيضاء . . . 

بلْ لِما تعرفُهُ أسماكُ قرشِكَ بلونٍ أحمر  . . .

دمٌ يُراق . . .

عرباتٌ

تُسرعُ بالموت . . . 

أشلاءُ أبطالٍ 

خلّدهم تاريخُ السّاحاتِ المفتوحة . . . 

ما عرفوا غيرَ انبهارٍ في عيونِ جميلاتِ أثينا . . .

أتذكرُ كيفَ أنّ اديسيوس أسرجَ غرورَك عودةً لحضنِ إيثاكا  ؟ ٤

. . . . .

كنْ كما سخّركَ هيمنغواي بعدَ مريرِ صراعٍ نديماً لشيخِه . . .

مُلهماً لقصيدة

معشوقاً لريشةِ فنان . . . 

كاتماً لأسرارِ فيلسوفٍ  مهزومٍ في حوارٍ سفسطائيّ في أروقةِ المَشّائين . . . 

لكنّكَ 

قايضتَ حياةً بموت ؟

ذاكَ ما سرقَ من الميزانِ كفّة . . .

تراجيديا 

لا يطهّرُها ما ذرفُهُ البكّائون من دمع . . . ٥

أُحبُّ فيكَ ما أكرَه !

سكبتُ الحبرَ الأسودَ على كُلِّ صورةٍ 

كُنتُ فيها معَك . . .

الحرُّ على إنسانيتِهِ لا يُساومُ

ولو سيقَ لخشَبةٍ وحبل . . .



آذار /2021


١ - بحار ومكتشف برتغالي قاد اول حملة بحرية عبرت المحيط الاطلسي الى المحيط الهادي ١٥١٩ م .

٢ - عاصمة الأورغواي .

٣ - إله البحر عند اليونان .

٤ - مدينة أوديسيوس وفيها حبيبته. 

 ٥ - الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ : آدَمُ ، وَ يَعْقُوبُ ، وَ يُوسُفُ ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ  "




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق