أبحث عن موضوع

السبت، 10 أبريل 2021

الوطن في حقائب الرحيل ............ بقلم : سامي التميمي // العراق


طريق 

طويل

مرّ  وثقيل 

بين توقف وانتظار واستمرار 

كانت عيناي ترصدان

 كل نخلة وشجرة وجسر ونهر .

وكل التفاصيل الصغيرة . 

حزن وشوق  وحسرات تعتريني . 

وعبرات تخنقني .

هل ياترى !؟

يطول الفراق .

وأنا غارق في تلك الدوامة .

صوت يتعالى من داخل الباص وصلنا الحدود.

أنتبهت .

وأذا بعارضة مكتوب عليها ( قف للتفتيش  ) بوابة  الحدود ترتفع للأعلى .

حملت حقائبي وأنا أتلفت يميناً ويساراً . 

 وكأنّي لصٌّ يسرق النظرات 

شوقا ً لحبيبته لعشقة 

المسجون والمكبل بالبوابات . 

أرقب الوطن من بعيد وفي  أخر لحظة ومحطة . 

وحرارة الدموع تحرق جفوني . 

وأذا بصوت مقرف نشاز  .

أنت . 

ماذا في حقائبك .

أفتحها لنرى . 


ياسيدي . 

ليس سوى الملابس . 

وأذا به يقلبها ويبعثرها بهمجية وسخف واستهزاء .

وهو يردد بأسماعي هل من ممنوعات .

قلت له : 

لا  ياسيدي . 

حتى وجد ضالته لكي يحقق معي ويستجوبني 

 ويستغلني .


علم العراق 

وحجاب أمي 

وشماغ  أبي 

وبعض الصور لأهلي وأحبتي وأصدقائي  

وذكرياتي في دفاتر عتيقة بالية . 

فنظر  لي .

باستغراب وشك وريبة .

قلت له :

ياسيدي 

أنه .

العراق .

الوطن كله في قلبي و حقائبي  .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق