أبحث عن موضوع

السبت، 20 فبراير 2021

هَلْ يَسْتَيْقِظُ الْمَوْتَى؟ ................. بقلم : العلمي الدريوش _ المغرب

 




        (إلى كل الذين ذهبوا للبحث عن لقمة 

         العيش المرة ففارقوا الحياة في معمل 

         النسيج بطنجة)

   

هَل يَسْتَيْقِظُ الْمَوتَى 

كَي يَنْدَبُوا حَظَّ هَذَا الْوَطَنْ؟!

مَنْ  يَا وَطَنِي 

مَنْ أنْجَبَ كُلَّ هَذَا الْألَمْ؟!

أَوْجَاعُنَا شَتَّى..

فَمَنْ يَرْثِي الْآنَ مَنْ؟!

طَنْجَةُ غابَةُ إِِسْمَنْتٍ 

تَكَاثَفَتْ فِي الدُّخَّانِ وَاللَّهَبْ، 

تَنَاسَلَتْ فِيهَا الثَّعَالِبُ وَالذِّئَابْ..

كَانَتْ تَعْلُو مِنْ جَشَعٍ 

وَكَانَتْ مِنْ وَجَعٍ  

تنْسُجُ للْفَرَاشَاتِ الْكَفَنْ..

طَنْجَةُ 

اِمْرَأةٌ مِنْ تَعَبٍ وَمِنْ نَدَمْ  

تَتَهَجَّى عُرْيَهَا فِي الْغِيَابْ

تَبِيعُ أنُوثَتََها فِي مَوَاخِيرِ فُجَّارِ الزَّمَنْ..

وَطَنْجَةُ 

عُشُّ مَوْتٍ لِفِرَاخِ الْعَدَمْ

مِنْ سَغَبٍ أَنْبَتَ اللَّيْلُ رِيشَهَا 

وَمِنْ وَهَنْ

رَفْرَفَتْ وَحَطَّتْ فِي شَتَائِلِ السَّرَابْ..


آيِلٌ لِلسُّقُوطِ هَذَا السُّقُوطُ

طَنْجَةُ 

بُرْكَانُ بِكُلِّ لُغَاتِ الْحُزْنٍ تَكَلَّمْ.. 

مَوْتٌ تَقَاطَعَتْ فِيهِ الْخُطُوطُ

كَأَنَّهَا شِبَاكُ عَنْكَبُوتٍ لِصَيْدِ الْخَرابْ

فِي سَرادِيب وَقْتٍ مُكَمَّمْ!

يَرْفَعُنَا عَالِياً هَذَا الْهُبُوطُ

كَيْ تَرَانَا عُرَاةً كُلُّ الْأُمَمْ.

وَاحَرَّ قَلْبَاهُ!

هُوَ الْمَوْتُ المُعَمَّمْ!

أَمِنْ بَطْنِ لَيْلٍ تَخْرُجُ هَذِهِ الْجُثَثُ

لِتَصْرُخَ فِي الْعَلَنْ:

أَحَقّاَ كُلُّ هَذَا الْمَوْتُ فِينَا 

وَقَدْ عَزَّ مَرْآهُ ؟!

لَيْسَ سِرّاً مَنْ يَنْهَش الرُّوحَ وَالْبَدَنْ..

فِي مُدُنِ الْكَدْحِ مَأْوَاهُ وَمَجْرَاهُ،

وَخَلْفَ صَمْتِ الطَّحَالِبِ الْمُخَادِعَةِ    

تَحْتَمِي دِيدَانُ الْمِحَنْ

كْي تَسِفَّ الدَّمَ وَالْهَوَاءَ وَالتَّرَابْ..

وَاحَرَّ قْلْبَاهُ!

ذابَ حَرْقاً وِعَاءُ الْقَلْبِ أَيُّهَا الْوَطَنْ.


11 فبراير 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق