أبحث عن موضوع

السبت، 27 فبراير 2021

سايكولوجية الغضب / مقالة ............... بقلم : علي البدر // العراق

 




 The Psychology of Anger

                                   

     البعض يتصف بالهدوء وبردة فعل متأنية ونراه لا يقحم نفسه في الدفاع عن نفسه لانه على ثقة تامة بموقفه اولا وثانيا رفظه ان يكون خاطئا يعطيه كبحا لا اراديا بالصمت على امل ان الاخرين لابد ان يصححوا مواقفهم اتجاهه. وعندما يكون الموضوع تافها فإن المناقشة ثم الغضب تضع الفرد في موقف هابط سيندم عليه بالتأكيد. وان بدا الفرد هادئاً لا يعني انه لا يعاني وانما كبت انفعاله حيث يتراكم الكبت الذي قد يؤدي الى الانفجار 


           إن تراكم انفعالات الشعور بالحيف قد تسبب ضغطا يكبته الفرد في اللاوعي   unconsciousness  . والتراكم الذي اشرنا إليه قد يؤثر في عقلنا الباطن الذي هو خزين لكل الرغبات المكبوتة التي تسبب له إزعاجا وأيضا الرغبات التي لم يستطع الفرد الحصول عليها . ولابد من تصريف هذا الضغط بطرق متعددة كالغضب وهو موضوع النقاش.

وحسب رأي مدرسة التحليل النفسي برائدها فرويد   Sigmund Freud فإن الفرد السوي يمتلك 75% من طاقته العصبية المخزونة. وتفاعلنا اليومي مع المجتمع لابد أن يستنزف المزيد منها حسب المواقف التي نتعرض لها. وهكذا يقل الخزين ويصبح غير كاف لمواجهة العقبات أو مواقف الحيف والإشمئزاز لينتج الإنفجار وفقدان السيطرة على النفس.


     ولابد من التأني وعدم صرف الطاقة العصبية المخزونة لكي نحافظ على توازننا الإنفعالي عند الضرورة وبطاقة عصبية كافية، وعكسها يكون الإنهيار وعدم السيطرة على انفعالاتنا حتمياً. وكلما كان الفرد متعلما وذو ثقافة عميقة عالية يكون تصرفه متوازنا وذلك بسبب قدرته على الحفاظ على طاقته العصبية وهذا من أصعب الأمور ويتعلق بأمور عديدة. فالمدرس الناجح يعرف كيف يتعامل مع طلابه فنراه مبتعدا عن الإهانة والزجر وبنفس الوقت يكون صَفَّهُ في غاية الإنضباك وهذا من أصعب الأمور التي يفشل في التوصل إليها الكثيرون. ونرى هكذا شخصية لاتفرغ طاقتها العصبية بالغضب على العائلة مثلا وإنما تبقى متوازنة، وفي كل الأمور هناك ضغطا عصبيا لابد منه قد ينفجر إلى غضب وهذا طبيعي وغير الطبيعي وغير المألوف أن يتكرر الغضب والوقوع في مطبات لمثل هذه الشخصية المتوازنة.

      وعلينا أن لا نستبعد المؤثرات الوراثية التي تتفاعل معها مؤثرات البيئة لتنتج سلوكا behavior يميز الفرد عن غيره ولكن لابد أن تكون الظروف البيئية ساندة لخلق سلوك  متوازن يتفاعل الفرد السوي بواسطته باقتدار. إن الاستمرار في السكون قد يعتبره البعض ضعفا في الشخصية وعدم الثقة بالنفس لذلك لابد من فهم هذه المعادلة غير السهلة والحفاظ على طاقتنا العصبية المخزونة في الاشعور لمواجهة المواقف الجدية والتفاعل معها بعقلانية وتأنٍ ونجاح.

علي البدر

قاص وناقد أدبي وتشكيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق