أبحث عن موضوع

الأحد، 24 يناير 2021

هذيان من نوع آخر .............. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




حينما قتلني الجميع ،

منْ كانَ يجمعُ اشلائي ؟

ربّما كانت هناكَ قطرةٌ 

عالقةٌ فيّ تبحثُ عن آخرَ حرفٍ

من كلامٍ متجمدٍ في المنّحر ..

منْ كانَ يرددُ معي 

-أين مكان الموت-

لا أتذكرُ اسمهُ ابدا 

بل أعرفُ وجهَهُ المكتظَّ بدورانِ النواعير  ،

شريانهُ الابهرُ ، على ما اتذكر  ،

أكبرُ من قلبي بقليلٍ بل يعلو حتى رأسي 

كانَ يطلقُ عليَّ فقاعةَ الانفعال 

كلّما أنوي العيشَ أو عندَ المحشر ، 

                                  عند المعشرِ ، عند جعجعةِ المعارك ، 

يومَ يكررُ النداءَ ، لا من عَلمٍ يرفرفُ فوقَ المدفع 

كي يعلنَ البدايةَ من الحدودِ إلى ثقبٍ أصغر ،

 الآمرُ والرئيسُ يلوذان 

خلفَ نصبِ النصرِ الأخضر 

بينما جعبةٌ  خاويةٌ

تلوذُ بخصرٍ خائرٍ فيها صافرةٌ قديمة 

تأكلُ سيقانَ الاستعدادِ على الريقِ ،

قرارٌ نحيفٌ في حضرةِ ورقةٍ بيضاء 

يراقصُ قلماً عازبا لا يملكُ ابجدية 

في هذا الأثناءِ أنا أطبعُ ثمّ أطبعُ حروفَ العلّة 

حتى كادت صحفُ العالمِ شبه ثورية ،

يفوحُ الخدرُ من لهاثي

وراءَ سرابٍ مطمورٍ بفيضانِ نوح … 

فارَ التنورُ  ولن يستقرْ الصراخُ أخيرا

في قعرِ اللّهفةِ دون حراك 

أو نَملةُ النعاسِ آيلةٌ الى غفوةٍ 

أحيانا تداعبها لوامسُ اليقظةِ فوقَ بساطٍ أحمر ،

نحنُ العاطلونَ عن الأملِ

معروفونَ بشدِّ التمائمِ تحت الإبطِ الأملس

نبحثُ في دكاكين ( الشيباني ) 

عن نبوءةٍ تفعّلُ الأكاذيب ،

نحنُ الغاطسونَ نركبُ بعضنا بعضا

ننشطرُ  كالطحالب ونرقصُ حتى في الموج ، 

نتوزعُ بالتساوي على إرثِ الطلاسم

المنزوعِ من التفكيرِ والتأويل 

أنينُ السعفةِ حصةُ الأكبر ، 

يا أغنى نصيبا في ذخيرةِ الحظّ ،

ونحنُ نتصارعُ بمحضِ إرادتنا 

لأجل أن يكونَ الجوعُ أطولَ من النخيل

ولو بشبرٍ وارد ، تعبنا والله من القياس ،

دعنا نتفرقُ كي نتسلى بعناقيد الهمّ ..


البصرة /١٩-١-٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق