أبحث عن موضوع

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

الصهيلُ يخنقُ الخيولَ المربوطة ................. بقلم : عبد الجبّار الفيّاض // العراق

 باستضافة الاخ السينارست سعدي عبد الكريم

 

  الصهيلُ يخنقُ الخيولَ المربوطة


                 (الجمهور)


فراغُ مصبوغٌ بأمنياتٍ ميّتة

يتّسعُ لنهاياتٍ غائمة 

النّاسُ تحتَ خطِّ قيظٍ

يلوكُ رِئةَ النّهار . . .

يَهَبونَ جلودَهم للشّمسِ

لجوعٍ

يملأ كُلَّ فم  . . .

لكنّهم

ألفوا الطّبيخَ البارد

فلا ساخنَ غيرُ رصاصٍ معتوه 

في طُرقاتِ موت 

من جهاتٍ ست . . .

لكنَّ صوتَ  الرّعدِ لا يخرقُهُ رصاصٌ مارق !  

. . . . .

ما أطعمًتْ

ما كسَتْ

قشورٌ في فمِ ماعز . . .

عقودٌ

سلختْ لحاءَ زمنٍ مبتورِ السّاقين . . . 

الناسُ هنا

تشتري النّومَ قبلَ الخبز

كأنّهم نسوا 

كيفَ كانوا يصنعون خبزاً لحفاةٍ في دروبِ الشّمس ؟

. . . . .

غابرٌ

أتى

مومياواتٍ مُحنّطةٍ بشمعِ الزّمنِ الميّت . . .

هُبَلُ  

بشارةُ زمنِه

ولو تبيّنَ خيطُ فسادِهِ من خيطِ فسادِه . . .

داحسُ والغبراء 

يُثيرانِ الغبارَ على زجاجِ سيّاراتِ عبسٍ وذوبيان . . .

الغالبُ والمغلوب

يقتسمان ماءَ البئر . . .

السّباقُ ملهاة 

رمادٌ في عيون الفجر . . .

الغبارُ 

يحجبُ وجوهاً 

تعشقُ مثارَ الحوافر ! 

بمنعرجِ اللِّوى ١

يتهادى صوتُ ابنِ الصّمةِ بشذراتٍ من نُصْح 

تٌغلقُ عنها الأذان 

لتحلَّ الكارثة !

. . . . .

انتظارٌ

يتمدّدُ  ألماً تحتَ أقدامٍ مُتعبَة . . .

أفرغَ كُلَّ الصّبرِ في جيوبٍ مثقوبة . . .

ما عندَ الغفاريّ سوى سيفٍ

بوجهِ آلهةِ الخبزِ المسروق ! 

ولا لصعلوكٍ غيرُ شرٍ 

يتأبّط . . . 

هل ينزعُ البُهلولُ طرافتَه

ليبصقَ على بقعةِ جلوسِه؟

ذهبَ حنيْنٌ

يبحثُ عن خُفِّه

رجعَ  بساقٍ مبتورةٍ

لعلَّ الحربَ تمنُّ عليهِ بساقٍ من خشب . . .

. . . . .

جهاتٌ أربع

بابٌ واحد

عالمٌ نهارُهُ 

يُعلّمُ الصّغارَ أبجديّةَ العَتمة . . . يشنقُ دُماهُم بخيوطِ ما يحلمون . . .

لا عجبَ 

فكبارُ الخارطة 

ينتفخون ألآ يكونوا صغاراً . . . 

لا شأنَ لهم بهذا الذي سجدَ لهُ القمر . . .

بعيونٍ دامعة . . .

بشفاهٍ يصبغُها البارود . . . 

أطهرُهم 

أقذرُ من حاويةٍ قمامة 

يُخاطبون بما يُخاطَبُ بهِ ناهق . . .

لا تبتئسْ

حفّارُ القبور 

سيخذلُهُ رفْشُهُ ذاتَ يوم

ربما

يرثيهِ بحفنةٍ من دود  !

. . . . .

               (المسرح)


مسرحٌ 

كُلُّ ما فيهِ باينَ أمسِه

ستائرُه

كراسيُّه 

إلآ الضّوء . . .

لكنَّ النّصَ كما في مسرحتِهِ الأولى  

يبدأ بحذفٍ 

بإضافةٍ مُستترةٍ 

ينتهي 

بما يراهُ سينارست 

يتنفّسُ من تحتِ إبطِ السّيد . . .

حضيرةٌ 

يُلعنُ على بابِها زمنُ الإنحناء . . .

ثيرانٌ مخصيّة

بشِمتْ من علفٍ مستورَد 

بقرونٍ خشبيّة 

لا يهزأُ قَرنٌ من قَرن . . .

نِطاحٌ بدمٍ كذب

خُوارٌ

ينتهي بصمت . . . 

مَنْ بيدِهِ حياةُ كُلِّ البقر 

حَضَر !

. . . . .

جديداً ترتدي  

الأزهارُ الذابلة 

تفقدُ علامةَ التّعجب !

كمبارس

يأكلون الحُصرمَ

لا يضرسون . . .

أرضٌ عُقّتْ 

لا تعرضُ للشّمسِ جٌرحاً . . .

حمورابي 

لاجيءٌ في بلدٍ ناءٍ . . .

جلبابُ الرّشيدِ في موْلٍ غربيّ . . .

ذو الفقارِ 

هديّةٌ لواطيءٍ أرضاً بقذارةِ قدم . . . 

النّهايةٌ 

تتسعْ بدخانِ البنادق . . .

بحشرجةِ الموتِ

تضيق . . . 

يرسمُها المخرجُ بريشةِ سيدِه  . . .

. . . . .

المُخرجُ مهتمٌّ بتغييرِ الأقنعة  . . .

ليس سهلاً أنْ تنجوَ من نارِ النّمرود

فلستَ نبيّاً !

كُلٌّ تمرحلَ حتى استوى . . .

حذارِ

إنْ قناعٌ سقط

تهاوى ما بعدَه  . . .

مَنْ يفقدُ قناعَه

يفقدُ جلدةَ وجهِه

يتوارى 

إلى حيثُ يكونُ فيهِ حرفاً على شاهدة . . .

الأدوارُ

بما يدور . . .

الأيّامُ حُبلى

لا يُعرفُ جديدُ ما تلِد . . .

. . . . .

بريشت ضيفاً

بعينيْن 

تطفحُ فيهما كُلُّ المشاهد 

دوائرَ قاتمة  . . .

لا دائرةَ طباشيرٍ قوقازيّة . . . ٢

دوران

تقتاتُهُ ساعاتٌ لم تعدْ في حسابٍ مكتوب . . .

لولا المُشاهدون صعدوا خشبةَ المسرح 

لتناثرتْ كُلِّ الأصنامِ جُذاذاً 

لا يصلحُ لشيء . . .

لهربَ الشّيطانُ برجسهِ  قبلَ رجمِه . . .

لكنّ أدوارَهم شُطبت . . .

شمعٌ أحمر

صوتٌ

تقفّى السّامريَّ بعجولٍ 

لم ترَ للسّماءِ زُرقة . . .

الوراءُ قِبلة

ما انتهتْ إليهِ العاصفة . . .

خروجٌ إلى الدّاخل . . .

مُسحتْ أسماءُ الشّهورِ والأيّام  

رقعةٌ زمنيّةٌ بلونِ الرّماد  . . .

الصّفرُ سيّدُ الأرقام 

لتزددْ حقائبُ الظّلامِ تُخمة !

غادرَ بريشت حانقاً 

لم يعقبْ !

. . . . .

كواليسُ ساخنةٌ بأنفاسِ الأرقام . . . 

عرّابُ الظّل

الوطنيّةُ عشبةٌ مفقودة . . .

وَهْمٌ 

يُغلفُ جماجمَ تُعساءَ 

لا تُنسيهم لذةٌ نبضَ الطّينِ في عالمٍ شطرنجيّ 

لا يموتُ فيه ملك . . .

لِمَ يكرهُ أولئكَ الحُفاةُ انتفاخَ الجّيوب ؟ 

ليكنْ غدُهم طيراً 

يحلّقُ فوقَ سفينةِ السّندُباد . . .

لكنَّ المسرحيّةَ نجحتْ . . .

احرقوا النّصَّ إذنْ

خلا فصلَ رقعةِ الشّطرنْج . . .

حذارِ

أنْ تخرُجَ رائحةُ حروفهِ المسرطَنة

ليحتفظْ كُلٍّ بدورهِ لقادماتٍ أُخر . . . 

. . . . .

شكراً 

أيُّها المماليك

لكم يومُكم الذي أنتم فيهِ  فرحون . . . 

كنتُم فوقَ ما كانَ الكبيرُ  يحلم . . . 

يا أصحابَ الذّئبِ الخائب

براءٌ 

أنتم من دمٍ على قميصِ نبيّ . . .

عِشاءً تبكون 

وجوهٌ 

غشاها ما لشكٍ أنْ ينكرَه 

مشهداً ممسرحاً باحتراف . . .

يا أصحابَ النّاقة

اغرسوا أسنانَكم بلذيذِ لحم 

لا شأنَ لكم بناقةٍ عُقرتْ . . . 

اقتسموا ماغنمتم 

حِلٌّ لكم ما حرّمَ إسرائيلُ على نفسِه . . .

اذهبوا 

لا يلتقي خيال بخيال . . .

المَسرحُ مُغلقٌ لعرضٍ آخر  !

. . . . .

ربّاه

إنًّهم يتحلّقون حولَ ماكرٍ

خُسفَ ضميرُهُ لحظةَ أنْ رأى عملةً شقراءَ 

كشفتْ عن ساقيْها . . . 

لذي يدٍ عاهرةٍ

يمرُّ بموكبٍ 

يدوسُ على أمنياتِ ما وَعد  . . .

لسيفٍ من ثقيفٍ 

قطفَ رؤوساً أينعتْ

يُصفّقون . . . 

لا 

في حضرةِ المُبجّل 

أنْ تخلعَ رّأسَها عندَ الباب !

ربّاه

هلْ مِنْ طوفانٍ آخر ؟

وجهُ الكُرة

أصبحَ مملكةً للذّباب !

. . . . .



شباط / 2019


١ - دريد بن الصّمة

شاعر جاهلي أدرك الإسلام ولم يسلم لاعتداده بنفسه وكان حكيم قومه .لم يأخذوا بنصيحته فهلكوا .

أمرتُهمُ أمري بمُنعرجِ اللّوى 

فلم يستبينوا النّصحَ إلآ ضُحى الغَدِ

٢- مسرحية دائرة الطباشير القوقازية لبريشت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق