أبحث عن موضوع

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

غريمتي امرأةٌ تشبهني / سرد تعبيري ................ بقلم : سامية خليفة / لبنان



هكذا غلبتْني الرِّياحُ صارتْ لي النّدَّ أنا أشدُّها علوًّا لعلّها ترفعني بكبريائي نحو التَّسامي والتَّشافي من لوثةِ الجنونِ وهي تشدُّني نحوَ الأرضِ، يرهقُني صفيرُها يكبِّلُني أسرُها واستبدادُها وهي توعزُ للرِّمال أنْ تعميَني تذرُّ قذاها في عينيَّ بلا رحمةٍ. رياحٌ هوجاءُ توحي للأصفرِ أنْ يلبسَني ثوبَ خريفِهِ،أرنو أن أسعى للخلاصِ أن أتمرَّدَ أن أكتشفَ حقيقةً مخبَّأةً تحتَ جلدِ الإدمانِ، هناك أسفل كلِّ خليَّةٍ بركٌ من مورفينٍ ينمو في الجسدِ يتحكَّمُ بالإرادةِ أفتحُ شقًّا أخرجُ منهُ صديدَ الوهمِ  أنزفُ واقعًا منه أتلصَّصُ على عاشقينِ كانَ أحدُهما حبيبي، الأخضرُ الدّائري كما دوّامةُ حزني علامةُ ارتكابيْهما للحبِّ كم تشبهني غريمتي التي استعاضها عني ! أنوثتُها مفتاحُ جاذبيةٍ شاعريَّتُها تدفُّقٌ لشلالاتٍ أناملُ ريشتِها ترسمُ الكلماتِ والنبضاتِ والحركاتِ، أنا كما هي لريشتينا أناملُ سحريَّةٌ ترسمُ مدارات الحبِّ بحبٍّ، وتختمُ اللَّوحاتِ بإصبعٍ يكتبُ كلمة (بحبَّك) توقيعامذيَّلًا بالنجومِ، هي مثلي ترتدي نظّارتينِ واسعتينِ هي أيضًا تريدُ أنْ تلتقطَ تفاصيلَ الحبيبِ بدقَّةِ امرأةٍ عاشقةٍ لا تفوتُها أدنى علامةٍ، هي أيضًا تسبحُ في سماءِ وجهٍ لطالما لثمتْ شفتايَ مساحاتِهِ بآلافِ القبلِ وبعدَما حرثْتُها وبذرتُ فيها بذورَ الحبِّ وسقيْتُها بماءِ الرّوحِ أتتِ المرأةُ الغريمةُ لتقطفَ الورودَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق