أبحث عن موضوع

الأحد، 19 يوليو 2020

نجوى طائر ................. بقلم : فيصل سليم التلاوي _ فلسطين





عصفورةٌ قالت لجاراتـــــــها ذات صباحٍ مخمليٍّ قشــــيبْ

والأرض قد جادت بمكنونها ونافسَ الوهدةَ منها الكثيـــب

ومالت الأغصان في دلِّــــها من فنَنٍ غضٍ وعودٍ رطيــب

وكلما هزّت صبــــــــا بلبلاً جاَوَبهُ في شدوهِ عندليــــــــب

تُنغّمُ الطيـــرُ بترنيـــــــــمةٍ فينتشي السربُ سميعًا مجيب

واستيقظت من نومها نشوةٌ أخمدها برد الشتاء القريــــب

والتمّت الأطيار في جوقــةٍ لم يبقَ في غُربته من غـريب

تعانقت نشوى مناقيــــرها في قُبَلٍ صميمها من لهيــــب

يا روعة الطيـــر ويا دفأه إذ يحضنُ المحبوب منها الحبيب

ومرّ آذارُ بديـــــع الرؤى ينفح أنف الكون من كل طيــب

وشمسه تبطئ في سيرها كأنما قد نسيت أن تغيــــــــــب

والطير فوق البيض في توقهِ كلٌ على ليلاه حانٍ حسيــــــب

عصفورةٌ قد رفعت رأسها واحتضنت فرخًا صغيرًا زغيب

باهت به جاراتها تزدهـــي إذ إنه أولُ فرخٍ تصـيــــــــــــب

لكنها أفضت على رغمـها في لحظة الوجد بأمر مريــــب

يا جارتي: بين قطوف المُنى يومضُ في الخاطر برقٌ كئيـــب

هذا البديع الناضرُ المُجتبى أغذوهُ من لحمي ودمعي الصبيب

وأبتني من خافقي مسكنـًــا ترنيمة النومِ توالي الوجـــــــيب

أطعمهُ عينيّ أو مهجتــــي إن مرّ في الأيام يومٌ جديـــــــب

لكنني يا أخت أخشى الذي لا بدّ آتٍ في نهارٍ قريـــــــــــب

يوم يفرّ الحِبُ من سربـــهِ ذات صباحٍ نحو حقلٍ خصـــيب

تتبعهُ عينيَ في لهفــــــــةٍ لكنهُ يوغـــــــلُ حتى يغيــــــــب

إني أرى الناس ودنياهــمُ كل ُ غريبٍ ذات يــــــومٍ يؤوب

فما الذي جئناهُ من أمـرنا فمسّنا يا أختُ هذا اللغــــــــوب

وانتُزعت أكبادنا عُنـــوةً فانصدعت تحت الحنايا قلـــوب

يا حسرةً ما ذقتُ أهوالها لكن قلبي إن تبدّت يـلـــــــــــوب

قالت لها: يا أختُ لا تحزني وتبصري قبل الجروح النــدوب

يكفيكِ من دنياكِ يا حُلوتي أنكِ أمٌ رغم كل الخطـــــــــــوب

حنانُكِ الغامرُ طوبى لــهُ بُوركتِ من أمٍ حنونٍ وهــــوب

ولينطلقْ فرخكِ في أفقِهِ ما من محبٍ يأسرالمحبــــــــوب

هذا هو الكــون بأسرارهِ تمضي سُروبٌ ثم تأتي سُــروب

وكلما هبت شماليـــــــةٌ أو نفحت ريّا رياح الجـنــــــوب

تراقص الطيرُ وغنّى لها ما ابتسمت شمسٌ ووافى غــروب


26/2/2001

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق