أبحث عن موضوع

الأحد، 19 يوليو 2020

أغرق في صمت مهيب ..................... بقلم : فاطمة الزهراء فزازي _ المغرب



أغرق في صمت مهيب

كحارس ليلي في شارع طويل

لايسمع سوى صدى خطوات يتيمة رتيبة

وهي تفرغ بكل قسوة خيبتها على الأسفلت،

ونعيق بومة على سلك الكهرباء

تندب حظها العثر،

تدير رأسها في حيرة

إذ لا تدري بالضبط

أهي ندير شؤم ، أم نبراس حكمة ؟!

أراقب ضوء قمر شاحب في السماء،

يستتر كمن يستشعر عبث وجوده

أو لا جدواه في مدينة شعثاء

لم تمشط شعر رأسها حدادا

أو نكاية

أو إهمالا وقرفا..

لقلبي العليل هذا مفتاح واحد

وسبعة أبواب مقفلة

يغزل أشرعته من ضياء العيون

ومن كل البسمات الملقاة على الطرقات

والأرصفة

يقتات من شعاع شمس تطل وتغيب

كيف يحتمل هذا القلب العليل

كثبانا من غيم جاثمة تأبى الرحيل..




شفشاون ...المغرب

هناك تعليق واحد:

  1. بداية، لهذا النص سحر جذاب خاص، وذلك لارتباطه بالصمت والليل الساكن المهيب وما يملأ هذا الفضاء الزماني و المكاني أهيب وأروع، وهو حضور البومة بالصوت و الحركة و قرع او صدى صوت الخطوات الوحيدة..وهي صورة تخييلية باستحضارها في ذهن المتلقي تترك احساسا جميلا جمال الصورة نفسها حين يخيم الصمت البهيم وهي إحالة بالضرورة على وضع نفسي خاص وذات تزدحم فيها المعاني تبدا من الحيرة و الخوف وتمتد الى الحكمة ، صورة تجعل ذهن المتلقي في دهشة مدعوا لفك لغزها وتأويل معانيها العميقة و العصية على الادراك وسبرغورها وهو في عزلة او خلوة مطبقة تجيش بمشاعر شتى ومعاني جمة مفتوحة على واقع الحال واثره البليغ على الذات الشاعرة ... تلي هذه الصورة البديعة، صورة شحوب القمر واضمحلاله مع اكفهرار المدينة وحالتها المزرية مما يطبع النفس بالنفور و عدم الرضى تترجم الحزن و التذمر و الرفض ، وهي صورة شعرية تخييلية قد يكون لها ارتباط بالواقع المعيش و الحياة العامة للناس وما يطبعها من غياب لمقومات الحياة المنشودة على مستويات عدة منها الاجتماعي و الاقتصادي و الفكري و المعرفي وغيره مما يضمن جودة الحياة المشرقة و المرغوب فيها ... وغياب كل هذا النور و بشكل مستمر وحجب الشمس بالغيوم يكون له الاثر البالغ على حزن القلب لجثوم الهموم عليه دون انزياحها و تبديدها فتنغلق ابوابه المقفلة التي لا يفتحها الا مفتاح واحد مفقود او مبحوث عنه ،قد يكون هو الحرية بمعناها الواسع وفي غياب هذا المفتاح لم يعد للقلب لاشرعته الا الشعاع المنفلت من بسمات الناس بين غيوم يفتات منه في تحمل عسير وفي انتظار رحيلها الذي قد ياتي او لاياتي . كل هذه الصور الحية و الجميلة بحق تنشد الحرية و العلم و المعرفة و كل ما هو انساني منشود بامتياز ... وقراءتي المتواضعة لا تعدو أن تكون محاولة لفهم بعض معاني النص وأبعاده الفكرية و الجمالية الكبيرة مع إقرار بروعة هذا النص وإمتاعه للقارئ و كذا بلوغه مستوى النصوص الشعرية الرصينة عند منتجي ومنتجات الشعر في الوطن العربي وذلك لما امتاز به من لغة الشعرو تسخير أدواته التعبيرية على المستوى الفني، اللغوي و البلاغي و الجرس و التخييل وعنايته الفائقة باللفظ الشعري المنتقى و ذائقة شعرية كبيرة مدهشة... .دام لك الابداع الجميل الممتع شاعرتنا فاطمة الزهراء.

    ردحذف