أبحث عن موضوع

السبت، 10 أكتوبر 2020

الْقُنَيْطِرَة 2................. بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل _ المغرب


إلى أ. د. مصطفى يعلى


أَنا هُنا ..

كَما يَقْتَضي

الْمَشْهَدُ الْعاطِفِيّ .

كَيْفَ أبْدَأُ مَعَ أشَدِّ

النِّساءِ عُذوبَةً ؟

تَمْشي وَ لِعَجيزَتِها

عَلى الأرْصِفَةِ

هَسيسُ أمْواجٍ .

وتَراها بِالأبْيَضِ

عَيْنُ قَلْبي !

ألا تتَذَكّرُ اسْمَها

الْحَرَكِيّ أيُّها الْوَقْتُ ؟

مَدينَتي مَنْذورَةٌ

لِلْبُعْدِ كَأنْ لا اسْمَ

لَها ولا رَسْم .

وَأنا مُعْجَبٌ

بِرَغْبَتِها مِثْلُ قُرْطُبَةَ

فِي حُبِّ الإِثْمِ !

بَيْني وبَيْنَها

بُعْدُ إيثاكا وهِي

في عُنُقي سبحة

راهِبٍ خشية

ذوي اللّحى

و اللّصوصِ و قراصنة

البرّ و البحر .

إذْ خَلْفي ..

حِرابٌ و هذا لا

يُدْرِكُه الْمَعْنى

حَتّى أصِلَ !

أوْ كَيْفَ ؟

تَنْهَبُني دونَها أمْداءٌ

بَحْرِيّةٌ وَآمادٌ تَعْوي .

وَراءَها أتَعَرى كَمَجْنونٍ

وأُجاهِرُ بِالْمَحظور!

أَقولُ لها أُحِبُّكِ ..

مَخْموراً بِصَهيلِ جِيّادٍ

وحَتّى قاعِ الأرْضِ

سَوْفَ أُباغِتُكِ

بِهِمّةِ الفحْلِ .

الْوَقْتُ بِها قَدِ

اخْتَمَرَ يانَسْري !

وعَلى طولِ

السّواحِلِ أجلُب 

إلَيْها الشّموسَ 

وأُسْرِج الأحْصِنَة 

إلى الفجر .

تِلْكَ ابْتِسامَتُها

بِالأخْضَرِ ..لَيْسَتْ

إِلاّ ريحاً وأنا

بِها أعْمى !

إذْ فيها أعْشَقُ

وَعَنّي حَكَوْا 

مَعَها كما فِي الـ ..

الْخُرافَةِ والأساطيرِ!

أنا أعْمى وفيها

أُتّهَمُ بِاغْتِصابِ

حَياءِ الْخلْخالِ

والرُّكبَتَيْنِ والمسّ 

بِغَمّازاتِ الْجَمالِ ..

بأُبّهة الكأس وبالكفر !

مِنْ أجْلِ هذا أُتَّهَمُ

فَمَنْ يَنْقُذُنِي وَ أنا

مُهَدّدٌ بِكَوْثَر الْفَمِ

بِمَذاقِ الْكَرَزِ ..

و نَبْعِها الْمَحْمومِ

ولا حُدودَ لآلائها

الحِسِّيّةِ ومباهجها 

الجمالية الْغامِضَةِ

وَما أسْتَنْتِجُهُ

بَيْن الرُّؤْيا والشِّعْرِ . 

أنا أتَأمّلُ

الصّورَةَ تَضْحَكُ 

و الْكَأْسُ وحْدَها

فِي أُبّهَةِ

احْتِفالِها تُغْري !

تَبْدو مُنْهارَةً مِنْ

شِدّةِ الإقْصاءِ

كأرْملَةِ الْوَطَن .

نَهْداها زائِغانِ

صدْرُها مُتَعَجْرِفٌ

أمامي وَحضْنُها

ساحَةُ أعْراسِ

عَلى ضِفّةِ النّهْرِ .

ولا أحَدَ يَأْبَهُ

لِذلِكَ أوْ هذا

أو يَغارُ ..

عَليْها مِنّـي !






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق