أبحث عن موضوع

السبت، 21 مارس 2020

بين الْـمُستحيل والْـمُـمكِن...!.................. بقلم : محمــد عبــد المعــز _ مصر





السجال الدائر الآن، بين العُلماء عموماً، والأطباء خصوصاً، ولاعبي الكرة، له شِقان:

الأول: منطقي، بالمقارنة بينهم في الدخل، وهو لا علاقة له بدور كل منهم...!

والآخر: رفاهية، في ظل كارثة، لن تُفرِّق بين عالِـم ولاعب، ولا بين ملياردير ومديونير...!

فليس من حق العالمة، مثلاً، مطالبة اللاعبين بلقاح لكورونا، وإلا كان من حقهم، مطالبتها باللعب، ليس هذا فحسب، بل بالفور والبطولات، وكلاهما مستحيل، وكذلك بين الجنود والأطباء، وبين الْمُفكِّرين والعتالين، وغيرهم، لأنها مُقارنة بين عَقْل وعَضَل...!

أما الممكن، فهو اعتِرافُ كُـلٍّ منهما بدور الآخر، والاتفاق على ما يمكن أن يقدِّمه، للخلاص بإخلاص، فالعالِم بحاجة إلى المال، واللاعب بحاجة إلى العِلْم، كي ينجوَ بنفسه، ويُسْهِمَ في نجاة غيره، وبينهما، ككلِ الطبقات، تكامُل، لابد من استثماره، لمصلحةِ الجميع.

حاجةُ كل منا للآخر، ليست رفاهية، بل حِكمة أرادها الله، كي نعمرَ أرضَه، ويكونَ كل منا عوناً لغيره، لنحيا كِراما، ونُطوِّر ونتطوَّر، وإن كان ذلك واجِباً، في الوضع الطبيعي، فإنه في كارثة كورونا من بابِ أولى...!

ولأنه بالْـمِثال يتضحُ المقال، لابد من توجيه الشكر للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، على تخصيص كل فنادقه، للحَجْر الصحي، مجاناً، وتلك مبادرة، يجب أن تليها مبادرات أخرى من أمثاله، في كل المجالات، لرد بعض الدين، لمن شجعوهم، وساندوهم، ولولاهم ما وصلوا إلى هذه النجومية، ولا ربحوا تلك المليارات، بالطبع...!

وبالقدر نفسه، مناشدة أثريائنا الكِرام، في شتى المجالات، للإسهام في إنقاذ البشرية، وقبل ذلك أنفسهم، من وباء كورونا، فالملايين والمليارات، التي تُجنى من الرياضة والفن والتجارة وغيرها، لا فائدةَ منها، إن لم تُسَخَّر لإنقاذِ الإنسان، الذي هو أصلُ الكون، لذلك سخَّـرَ اللهُ كلَ شيء لخِدمته، ومساعدته في أداء رسالته.

على كل مَـنْ يملك، مُساعدة مَنْ لا يملك، ليس بكل ما يملك، بل ببعضه، خصوصاً في ظل بقاءِ كُلٍّ منا في مكانه، وفقراءُ العالم كثيرون، وكذلك مَنْ ضاقت عليهم الأرضُ بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، لضيق ذاتِ اليد، خصوصاً في تلك الظروف...!

"وتعاونوا على البِـر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" فهل هناك أبر من ذلك؟!

المطلوب من الجميع، التعاون، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، واقتصاد، وحركة أُصيبت بالشلل، وكسادٍ قد يطول، إن لم تشملنا رحمةُ الله، بلقاح أو مصل، مِمَّن وأين وبكم كان...!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق