أبحث عن موضوع

الجمعة، 21 فبراير 2020

رهانُ العشق .................... بقلم : عبد الجبار الفياض // العراق






لم أنسَ

أنّي جئتُها من وادٍ سحيقٍ

بصرخةِ رفضٍ على جدارِ كُرهٍ أملس

فكانَ القماطُ أولَ قيدٍ من غيرِ زنزانة . . .

وِصمْتُ بما لا خيارَ لي فيه

عبوديّةٌ باردةٌ بلا أسوار . . .

لكنْ

كُلُّ مَنْ وِلدَ حُرّاً هنا

تمنّى أنْ يكونَ مسيحاً لهذا المَهد !

. . . . .

لم أرَني يوماً

أُطفئُ شمعةَ ميلاد

أُلبسَ دُمايَ ألوانَ عيد . . .

رمادُ احتراقي

أرسمُهُ خارطةَ وطنٍ

اكلتْ نصفَهُ أرضةُ سليمانَ النّبيّ

سكيناً

لم تخرجْ من غورِ جُرح . . .

عندَها

أيقنتُ أنَّ الحزنَ امرأة . . .

فهل أنا وسيمٌ

لتعشقَني إلى هذا الحدّ ؟

أم أنّها المُتبنيةُ بعدَ أنْ اعتصرَ الجدْبُ أثداءَ مَنْ ألقتٌ حملَها في بيتِ طين؟

فكنتُ وجهاً آخرَ لفارتر !

. . . . .

حيتانٌ بريّة

ازدردتْ كُلَّ شيءٍ حتى أحشاءَ نهايتِها . . .

ليس لمرآةٍ أنْ ترى غيرَ بقعٍ داكنةٍ تلطّخُ أجنحةَ النّوارس . . .

شُربَ الظّمأ

انحسرَ الخوفُ بسنواتِ ظلّه . . .

لم نعدْ بحاجةٍ لحنجرةٍ

لا تصدحُ بترتيلةِ بقاء . . .

لقصيدةٍ مُصابةٍ بداءِ المُلوك . . .

لقلمٍ

يتثاءبُ حينَ يتحدّثُ جُرحٌ عن فَجْرٍ قريب . . .

. . . . .

نكراتٌ

تعلو بنفاياتِ السّادةِ تحتَ سقفِ بيوتٍ زجاجيّة . . .

توهّمتْ أنّها خرقتْ حُجبَ الغيْب . . .

المساحيقُ لا تغيّرُ صفحةً مشوّهة . . .

إنّها المواجهةُ الأصعبُ حينَ يكونُ التّابوتُ حَكَماً بينَ اثنين . . .

ما لنفسٍ

أنْ تعلِقَ بينَ بيْن . . .

الجُرحُ حينَ يتّسعُ

دونَهُ جهنمُ

تلتهمُ ما أُعدَّ لها من حطبٍ مُبتلٍّ بقذارة !

. . . . .

لا تَقنطي

أيّتُها الطّاويةُ لألمِ المَخاض . . .

ديموزي

يكتُبُ حروفَ النّشيدِ الأوّل . . .

بقيثارتِها الذّهبيّة

ستعزفُ سومرُ لحنَ العودة . . .

ليسَ لعشتارَ إلآ رقصةُ السّنابل

موكبُ الشّمسِ

يشقُ طريقَهُ لساحةِ الخلود !



شباط / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق