أبحث عن موضوع

الجمعة، 24 يناير 2020

الصحراء فى عيون إسرائيل / ق.ق ................... بقلم : إبراهيم أمين مؤمن _ مصر




جامعة هارفارد:-

وسط لفيف كبار العلماء وأساتذة جامعة هارفارد يَمنح البروفيسور جيمس بينجامين الأستاذ صابر شيدان درجة الماجستير في العلوم.

تعقد أمريكا آمالًا كبيرة على العلامة بينجامين في فك طلاسم الثقب الأسود ونظرية الأوتار الفائقة واكتشاف المادة المضادة , بينما بينجامين يضع هذه الآمال في شيدان الفلسطينى ، فهو يعتبره ولده وخليفته , ويعقد الأمل عليه في التطور العلمي في القرن 21 ، إذْ أنّ بينجامين بلغ من العمر 90 عاماً , بينما شيدان لم يبلغ من العمر أكثر من 25 عاماً .

لاحظ بنجامين درجة إدراك في التحليل والاستنتاج واستخدام الطبيعة لم يره في أحد مثل ما وجده فى ذاك الشاب الفلسطيني شيدان.

عبّر شيدان عن فرحته بشرب وعاء كامل من البليلة وسط ضحكات من بنجامين تبعه الجمع بالضحك اقتداءً.

الموساد الإسرائيلى قسم العمليات :-

انعقد المجلس فيه بشأن الشاب الفلسطيني وقرروا اغتياله لأنه خطر على الأمن الإسرائيلى وعقبة في مسار المخطط الصهيوني الذي يقضي بالسيطرة على العرب من النيل الى الفرات وبناء الهيكل على أنقاض الأقصى, كذلك لن يتغير عزمهم حتى لو أبدى ولاءه لأمريكا التي رعته وعللوا ذلك بأنه فلسطينى, فضلًا عن نبوغه في علوم قد تعيق إسرائيل يوماً ما .

السى آى إيه الأمريكية :-

بعد الانعقاد تمّ رفض الطلب الإسرائيلى لولاء الطالب لأمريكا وولاء أمريكا لمعلمهم الأكبر جيمس بنجامين .

فغضب الموساد واتجهوا إلى الكنيسة غوثاً .

التجمع الكنسي الأمريكي :-

موافقة على عملية الاغتيال ومحاسبة الإدارة السي آى ايه على عدم ولائهم للمسيحية .لم تجد السى آى ايه بُدّاً من تلبية رغبة الموساد لكنها طلبت مهلة حتى يقنعوا البروفيسور بينجامين بقبول الأمر .

منزل جيمس بينجامين :-

جاءه لفيف من أعضاء السى آى ايه وبيّنوا له الأمر, كما بينوا محاولاتهم لرفض القرار الإسرائيلي ودور الكنيسة في إمرار القرار.

قال بنجامين : أنا لا أفقه في السياسة , لا أفقه إلا العلم , ولقد دعانا المسيح إلى الرحمة وهذا كولدى.

اللفيف : القرار نفسه فوق قدرة الرئيس سيدى , وسوف يؤلمنا كثيراً ألُمكَ عليه فاقتله أنتَ بنفسك قتلاً رحيماً .

حضرتْ طائرة الرئاسة بصحبة أحد أعضاء الموساد يوم 15 يناير وأقلّت بنجامين وشيدان معصوب العينين مُكبّل اليدين وأقلعتْ الطائرة قاصدة الصحراء, هبطتْ وسطها وألقى به أستاذه ومعه حقيبة كبيرة وسط دموع حارة منه فقد كاد أن ينصدع قلبه بينما شيدان يستغيث قائلاً:

أبتِ لا تدعني , أبتِ.. ونزع العِصابة وجرى وراء الطائرة التي أقلعتْ مستغيثاً بالنداء حتى سقط من الإعياء على الأرض.

ثم قالها منخفض الصوت مرتعشة "أبتِ " لِمَ ؟

فتح الحقيبة وما زالتْ الدموع تنهمر حتى سقطتْ على الأرض , وجد فيها لوحاً شمسياً وقليلاً من معدن الزركونيوم وزجاجة من حمض الإديبيك وخرطوم مياه و3 مكعبات صغيرة من الشوكولاته , فضلا عن رسالة مكتوب فيها "سامحينى يا ولدى فالأمر أكبر مني وإنْ أراد الرب نجاتك فستنجو ".

اليوم الأول 15 يناير :

لهث شيدان من العطش فحفر ينبوع ماء وشرب منه .

قام بعملية مسح جغرافي للمنطقة بالتوغل عدة كيلومترات في كل الاتجاهات فوجد أشجاراً وأزهارًا ومن بينها شجرة العرفج ونباتات الصبار وكذلك نبات ال " تيلاندسيا"الماص لبخار الهواء .

غير أن الشجر والأزهار في حالة سُبات ، فعلم أن الأمطار تسقط قليلاً , ونبات ال" تيلاندسيا" الماص للبخار حىٌ يهتزّ ، فنظر إلى السماء على الفور فوجد غذاءه وهو الضباب , لكنه عابر لا يسقط ويأتي من الغرب فتبين له أن هذه الصحراء يوجد في غربها محيطات أو بِحار.

وأثناء توغله وجد بحيرة مالحة وبعضاً من مخلفات الحيوانات ، وبمعاينتها قال إنّ هذه الصحراء لمْ يأتها طيرٌ أو حيوانٌ منذ سنة ونصف تقريباً , عندئذ علِمَ أنّ الموت واقع لا محالة إنْ لمْ يعتمد على مصادر أُخرى للمياه .

ومن درجة حرارة النهار ورطوبة الرمال علم أنّ البرد زمهرير وقد يصل إلى 3 درجة مئوية , فعزم على إشعال النار ليستدفئ من الصقيع قبل أن يحلًّ الظلام....يقول شيدان :

بحثتُ عن شجرة وقطعتُ غصنْين منها وجففتهما تحت الشمس ثم وضعت أحدهما في حفيرة بسعتها ، وبجانبه جذع من شجرة العرفج السريع الاشتعال ، ثم أمسكتُ بيدي الجذع الأصغر وحككته في غصن الحفيرة وأدرتُ يدي كالمروحة فانطلقتْ الشرارة والتقَطتَها أوراق فرع العرفج فاشتعلَ , ثم أحضرتُ شجراً كثيراً وأشعلتُ نارا كثيرة ونمتُ يومي هذا جائعاً.




اليوم الثانى :تغوطتُ ثم نهضتُ وقد اشتدّ جوعي, تجنبتُ أكْل الزهور لأن تركيز السكر في رحيقها عالٍ ويسبب أكلها آلاماً حادة للمعدة فضلا عن نوبة غثيان , واكتفيتُ بشرب الماء من ينبوع الأمس.

لابد من توفير مصدر دائم للشرْب والغذاء.

فتحتُ الحقيبة لاستخرج منها لوحاً شمسياً صغيراً وبللورات معدن الزركونيوم وحامض الإديبيك ولوحة مكثف.

فأنا أعلم أن اللوح الشمسي يولد طاقة حرارية ، وأنّ معدن الزركونيوم بللوري محب للاندماج بالهيدروجين والماء , أمّا الحامض يمتص بخار الهواء.

وقفتُ بجانب نبات " تيلاندسيا" الممتص أيضًا للبخار, ثم أمسكتُ بالجهاز الذي كونته من معدن الزركونيوم وحامض الإديبيك فسحبوا الهواء وتراكم في مسامات المعدن وقام اللوح بأخذ الطاقة الشمسية وسخّن الهواء فتكثّف ومن ثَم ّ تحول إلى ماء ، ثم سال في يدي وشربتُ , وانتهتْ للأبد مشكلة الشرْب.

وتساءلتُ حينئذ لِمَ رماني أستاذي بينجامين ووهب لي سُبل النجاة ؟ ما أعلمه عنه أنه كان يحب العلم ويقدّسه مثلما يحبّ الرّبَ.

أغلب ظنّي أنه جعل العلم قاضياً علىّ وعلى السى آى ايه والموساد والقرار الكنسي , فانْ عرفته"العلم" أطلقني وإنْ جهلته حبسني بلا طعام ولا شراب حتى أموت , لا جرم , بيني وبينكم العلم أيها المغتالون .

والأن أريد مصدرًا دائماً للطعام، فلابد من زرْع الصحراء.

بالنسبة للسماد فقدْ لاحظتُ أنّ الصحراء ملآنة بنترات الصوديوم الموجودة في شكل طبقة كلسية بالإضافة إلى مخلفاتي ومخلفات الحيوانات والطيور .

والماء موجود بالبحيرة فأنا أعلم جيداً كيف أزرع بالماء المالح .

يتبقى البذور , رباه أين أجد البذور ؟ فتحتُ الحقيبة فلم أجد فيها شيئاً ..أين ؟ أين ؟

اااااااااه وجدتها , مخلفاتي بها حبّات قمح من البليلة التي شربتها أمس , فاستخرجتُ بُرازي وانتقيتُ حبات القمح الصالحة.

والرياح هنا عاتية ، ولابد من استخدام مصدّات لزرعى.

غدا أحفر نصف قيراطٍ بحيث يكون منسوبه أقل بقليل من منسوب ماء البحيرة حتى أستطيع سحب الماء من البحيرة إليه , ويفصل بين الأرض والبحيرة بعض الأشجار أتخذُها مصدّات حتى لا تتلف الزرع.

الآن أشيّد بيتاً من الطين وأجعل سقفه من جذوع وأوراق الشجر كى أنام.




من 17 ينايرحتى 22 يناير:

التهمتُ قطعة شوكولاتة واحدة , ثُم جمعتُ المخلفات الحيوانية من الصحراء وأكبر كمية من الطبقة الكلسية , بعد ذلك حفرتُ الأرض بجذع شجرة والتى سأزرعها لخفض منسوبها عن منسوب البحيرة , ثم حفرت قناة بين البحيرة والأرض ليجري فيها الماء , ثم حرثتُ الأرض وبذرت البذور, بذرتها في خطوط ضيِّقة على عمق بوصات قليلة حتى إذا سقطتْ ثلوجاً في الليل عملتْ دِثارًا يقي النباتات من البرد الشديد , ووضعتُ مع البذور السماد الكلسي من نترات الصوديوم والمخلفات الحيوانية.

23 يناير:

أمسكتُ بالخرطوم ووضعتُ أحد طرفيه في البحيرة وبجانبها حفرتُ حفيرة لأركض فيها ، وأمسكتُ بالطرف الآخر منه ، وشفطتُ الماء فجرى في القناة قاصداً الحفيرة , ولقد راعيتُ أن الأرض رطبة , وأنّ معدل البخر ضعيف بسبب برودة الجو , لذلك رويتها بالقليل من الماء .

حتى 25 يناير :

أكلتُ قطعة أُخرى كي أتقوّى ، ثم حفرتُ بئراً عميقة بجانب الأرض تحسُّباً لسقوط أمطار, منسوبه أقل من منسوب الأرض , ويبعد عنه 10 أمتار, فإذا سقط المطر فتحتُ فتحة من الأرض ليمر الماء ويملأ البئر في الأسفل ، فيكون لدي ماء عذب ، وأتحاشى هلاك الزرع بالغرق.

قضيتُ أيامي بعدها بلا عمل انتظر موعد الريّة الثانية فى 10 فبراير.

أصابني الملل المفعم بالخوف من الغد ولكني يجب أن أتفاءل .

25 فبراير :

رويت الثالثة وأكلتُ قطعة الشوكولاتة الأخيرة.

8 مارس رويت الريّة الرابعة .

هزُلَ جسدي وبدأتُ أشعر بالهلاك , أنقذني الزرع ، فقدْ بدأتْ السنابل تنمو وتظهر بلونها الأخضر, وانتهتْ معاناتي .

فأكلته قبل أن يينع ، ثم رويتُ الريّة الرابعة بعد بضعة أيام .

20 مارس :الريّة الأخيرة

بعد ذلك علىّ انتظار موعد الحصاد بعد 3 شهور تقريباً, وفي أثناء تلك الفترة أرشه رشاً خفيفاً.

رقدتُ قرير العين وفجأة استيقظتُ على صوت ، فقمتُ ، فإذا هو صوت رعد مصحوب بمطر غزير جداً يسقط على فترات ، فهرعتُ إلى الأرض أفتح لماء المطر حتى يتسرب في البئر التي حفرتها , نجّا الله الأرض من الغرق والحمد لله , إذ أن القمح كان في فترة نموه.

هههه ، أصبحتُ الآن مِن أصحاب الأملاك وسأصدّر قريباً , ثم زايلتْ دمعتي ضحكتي ، ثم أطرقتُ رأسي في توجع وسكتُّ.



قسم الإشارة بالأقمار الصناعية :-

مدير قسم الإشارة يقول أن وزارة الزراعة الأمريكية تطلب مسحاً تصويريًا شاملاً للصحاري ، فهيا وجّهوا كل الأقمار إلى الصحاري في كل إتجاهات الولاية.

مر أحد الأقمار الصناعية الماسحة من صحراء صابر شيدان ، وقام بتصوير المنطقة ، وكذلك بقية الأقمار قامتْ بالعمل نفسه في صحارى أُخرى.

تم إرسال البيانات إلى شبكة الهوائيات المستقبلة الموجودة في كاليفورنيا في صحراء Mojave تحديداً ، وأثناء فحصها وجدوا أرض القمح وبئراً بجانبه ومنزل للمبيت.

على الفور تم توجيه عدة أقمار إلى هذه البقعة من الصحراء ، وتم تصوير المكان كله بدقة ، والتقطوا صورة لصابر شيدان , وتم تحديد البقعة بجهاز GPS المخصص لتحديد المواقع بالإحداثيات , فتحدد موقع الصحراء وموقع البقعة وموضع مرقد صابر شيدان وموضع البئر.

بعد عرض الصورة على السى آى ايه عرفوه ، وعلى الفور تم إرسال فرقة من المارينز لاغتياله ..

مات صابر شيدان ابن فلسطين .

تتابعت بعدها الأقمار الصناعية الإسرائيلية عيوناً على الحدث , وبمجرد أنْ أُرسلتْ إشارات التصوير ورآها الموساد قُرّتْ عيونهم واشتدّ لمعانها ، وتفحّصتْ جسد شيدان المسجّى بدماء الغدر , ويده الممسكة بسنبلة القمح التي كانتْ في طريقها إلى فمه قبل لحظة إطلاق النار عليه.

سيموت الزرع ، فما حان وقت حصاده , ولا وقت حصادكم أيها اليهود الجُبناء , وسوف يأتي يومٌ نحصد فيه زرع صابر شيدان ، ثُمّ نحصد فيه رؤوسكم , أقسم بالله سيأتي .





روائي خيال علمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق