أبحث عن موضوع

الخميس، 19 ديسمبر 2019

كعكة اليتيم / قراءة نقدية ................... بقلم : زينب أبو عبيدة _ الجزائر




على أرصفة العيد

يقضم اليتيم

كعكة حجرية

*****

على مدد الشوق

يجرُ ذيوله ...العيد

في طريه إلى المخيم

*****

النخلةُ التي يهزُها.

أطفال الملاجئ في العيد

تمطِرُ وجعاً

*****

أيُّها العيد السعيد

لا تشِحْ بوجهك عنا

هبْ لنا ولو نصف ابتسامة




(من ديوان رقصة القرابين الأخيرة )

*******************


قراءة لنص هايكو للشاعر حسني التهامي من ديوانه رقصة القرابين الأخيرة


سيميائية العنوان :

تتأكد دلالة العنوان في هذه الأبيات للشاعر حسني التهامي¹

(كعكة اليتيم ²)إذ كانت لغته غرائبية بانزياحاتها مما حفز المتلقي على إعمال فكره والبحثِ في ماهيته .

إذ تشكلت من كلمتين (كعكة اليتيم )

التي تشير إلى ضدية وتنافر أعطته صبغة شعرية من خلال الخروج عن السائد المتناقض مع طبيعة الأشياء إذ جاءت ممزوجة بين النكرة والمعرفة وكأن الشاعر يريد أن يصرح بموضوع ما غير أن الظروف الإجتماعية تكبح جماحه فترك كعكة اليتيم وخص اليتيم بالذكر دون سواه من الناس فكعكة جاءت مبتدأً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف وخبر الكعكة محذوف وذا الدلالة يحويها الشاعر واليتيم مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسر الظاهرة على آخره كل هذا التكثيف في الدلالة تقع عليه ويعطيه إتساعاً في الدلالة والعلاقة بين العنوان والنص هومن باب إتساع الرؤية وضيق العبارة .

فالنكرة أصل والمعرفة فرع فهو يخفي لدى الشاعر بوحاً داخلياً ومقداراً من الألم النفسي لا يسمعه ولا يعرفه إلا هو




**فالمقتطف الأول عبر الشاعر حسني على اليتم وكيفية إستقباله للعيد وكيف يكون المقطع هذا الاستقبال فقال يقضم اليتيم كعكة حجرية ولم يقل يأكل ،فالقضم لشيء قاسٍ فجعل الكعكة شيئاً قاسياً فالمألوف أن نقوم يقضم كعكة العيد فالمفارقة في قوله حجرية هنا مكمن الرؤى،إذ راح الشاعر يجعل العيد عند اليتيم قاسياً جداً كمن يقضم الحجر .هنا بعد إجتماعي إذ يرى الشاعر متأثرا جدا بفئة الأبناء المحرومين من الآباء والأمهات


**كذلك نراه في المقتطف الثاني أن العيد يأخذنا إلى طريق المخيمات هذه الطريق الوعرة،طريق اللاجئين هروباً من صخب الحروب وعنفها فالعيد يأتي بشوق غير أنه عندما يشرف على الوصول ويرى المخيمات يصبح يجر أذياله متحسراً على هؤلاء الذين حرموا من أوطانهم وهُجِرواإلى المخيمات .


**يأخذنا الشاعر شيئا فشيئا إلى عالم البراءة والطفولة فيقول النخلة التي يهزها أطفال الملاجئ في العيد تمطر وجعاً هنا صورة فنية بديعة فصورة فرح الطفولة بقدوم هذا العيد غير أن الأشياء الطبيعية التي تحيط بهم موجعة وتمطر حزنا فهي تتوجع لهذه الطفولة البائسة كيف لها أن تعيش في الملاجئ حقها أن تعيش في أوطانها لافي الملاجئ


**هاهو العيد يمسك بأيدينا فيأخذنا بانتباه فيقول الشاعر أيها العيد السعيد لا تشح بوجهك عنا هب لنا ولو نصف ابتسامة نرى صورة العيد هنا يغيب شيئا فشيئا؛ فهنا نراه قد أتى دون ابتسامة على وجهه،لا روحه البريئة تداعبنا وتمسح عنا هموم الحياة وتواسينا

لأنه تعب من هذا العالم المليئ بالقهر والاضطهاد، فنراه عبر عنه بصورة أخرى وهي صورة قلق وبؤس فيرى الشاعر حسني

في البداية أتى العيدفرحا وهذه الفرحة رأيناها تنقص وتضمحل تدريجيا مع كل مقطع وكأن العيد هو شخص زارنا في النهار ليتفقد أحوالنا ويرحل في الليل، يأتينا في البداية فرحا

لكن عندما يرى أحوالنا يحزن وتَنْسَل دموعه؛ فجعل العيد إنساناً ناطقاً بثَ فيه الروح وأصبح كالطبيب يداوي مرضاه لكن في الأخير مسحت ابتسامته ضاعت منه وهذه هي حالة الفقد التي يعيشها المجتمع العربي


¹

¹ولد،بالمنوفية بمصر مواليد 26تموز يوليو 1969،العنوان الحالي الكويت ،قسم اللغة الإنجليزية ،التخصص الجامعي ،كلية الأدب قسم اللغة الإنجليزية ،نشر في العديد من المجلات الأدبية من الجرائد الكويتية كالقبس والسياسة والرأي العام والطليعة ،عضو مؤسس ملتقي الثلاثاء له العديد من المؤلفات منها (زنبقة من دمي ،الصبار على غير عادته ،أشجارنا ترتع كالغزال ،رقصة القرابين الأخيرة ،وله تحت الطبع وشم على الخاصرة وقصائد مارجمة للشاعر الأمريكي لينجسون هيوز، وريتشارد رايت _مايا أنجلو

²من ديوان رقصة القرابين الأخيرة للشاعر حسني التهامي ُ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق