أبحث عن موضوع

الخميس، 19 ديسمبر 2019

دروبي ....تزنرُ خصرها بالخزامى ................... بقلم : مرام عطية _ سورية




لاتخشَ على نخلتي من شتاءِ الدهرِ ، أو من رياحِ النسيانِ أيُّها النهرُ الأنيقُ ، فقبلَ أن تغسلَ الشمسُ وجهها ائتزرتْ غزالتي بإزارِ الكدحِ ، وألقتْ خطابها الملكيَّ على الكائناتِ كلِّها ، فاستجابتْ لها الأفلاكُ ، وغيَّرتْ ترتيبها الفصولُ ، وما إن رأتْ إطلالتها الحقولُ حتى ضمتها نحلةً نشيطةً إلى صدرها المطرَّزِ بالسنابلِ ، ولأنَّها ابنةُ النورِ اصطفاها الشغفُ أميرتهُ و ألبسها سوارَاً من ماسِ الألقِ .

يا روضَ الأملِ ، لايذوقُ رطبَ الراحةِ من لم يشربْ من كؤوسِ التعبِ ، ولايبلغُ ذرا النجاحِ من لم يعبرِ المضايقَ ويجتزِ امتحانَ الجلدِ ، إنَّ معاهدَ الجمالِ ومخابرَ الفرحِ تأوِّجُ كلَّ من يبذرُ الحبَّ في منابرها ويشيعُ بخورَ السلامِ في ثرى النفوسِ .

ياللدهشةِ !! مزيجٌ من كوكتيلِ الشعرِ والإبداعِ رحلةُ السعي نحو رحابِ الجمالِ !! يالحبور من يسافرُ في قطارها كلَّ شوقٍ ! وماأطيبَ مذاقَها في ربوعِ الأوفياءِ !

تحتَ سنابكِ طموحها شرعَ المستحيلُ يفتحُ أبوابهُ المقفلةَ منذُ أمدٍ ، وهبَّتْ ثورةُ الكسلِ تستكينُ تحتَ مطارقِ عزيمتها ، كما لان فولاذُ الصعابِ أمام أوارِ سعيها الدؤوبِ، أمامَ حضورها البهيِّ طفقتْ الدروبُ الشائكةُ تنزعُ ملاءتها العتيقةِ ، و تزنرُ خصرها بشالِ قشيبٍ من ساتانِ الخزامى وحريرِ الأقاحِ عساها تهنأُ بخطاها الرشيقةِ ، أمَّا ناي الحبِّ فقد بدأ يعزفَ سمفونيتهُ الشجيّةَ على أوتارِ قلبها .

ازهُ يانهرَ الحبِّ، و لاتقلقْ على روضي من مرورِ موكبِ الشتاءِ الرماديِّ فأنا حمصيةٌ ابنةُ الشيحِ والصنوبرِ لا آبهُ للعطشِ ؛ فإذا أقبلَ الخريفُ و هجمَ البردُ القارسُ كوحشٍ على زروعي الرقيقةِ ، لبستُ الطمأنينة واقترفتُ الرجاءَ، وإذا لوَّحَ الصقيعُ بعصاهُ الثخينةِ ، منذراً بشتاءٍ قاسٍ ، وصفعتْ الريحُ وريقاتِ أحلامي الخضراءِ ، سرقتُ كمشةً من التراتيلِ الفيروزية ، وقطفتُ حبقاً من شتولِ الذكرياتِ و باقةً من سوسنِ عينيك حساءً دافئاً أحاصرُ به قبائلَ الزمهريرِ والقحطِ ، وأهدي أحبتي ألواناً من كوكتيل الشعرِ والمطرِ .


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق