أبحث عن موضوع

السبت، 8 أكتوبر 2016

سيرة الدكتور المؤرخ والعالم اللغوي الكبير مصطفى جواد ............. بقلم : حسين اعناية السلمان // العراق




الدكتور المؤرخ والعالم اللغوي الكبير مصطفى جواد علم شامخ وتاريخ جليل من العطاء المتميز .
ولد مصطفى جواد مصطفى البياتي عام 1904م من أبوين تركمانيين في محلة شعبية في الجانب الشرقي من بغداد. تنقل طفولته بين بغداد وقضاء الخالص التابعة لمحافظة ديالى. تعلم في الكتاتيب ومن بعد في المدارس قارئا القرآن الكريم وحافظا له. ودرس في المدرسة الجعفرية ومدرسة باب الشيخ بعد دخول الإنكليز العراق محتلين. بعد تخرجه من دار المعلمين العالية عام 1924م عين معلما في مدرسة الناصرية ثم البصرة وبعدها في مدرسة الكاظمية ببغداد. سافر إلى فرنسا لإكمال دراساته العليا هناك والعودة عام 1939م بعد نيل شهادة الدكتوراه مدرسا في معهده الذي تخرج منه وساهم في التدريس فيه وأيضا في كلية التربية التي ورثت المعهد بعد تأسيس جامعة بغداد. في عام 1962م أنتدب للتدريس في معهد الدراسات الإسلامية العليا وعين عميداً للمعهد المذكور بعد عام. وواصل النشر والكتابة والبحث في تلك السنوات رغم اشتداد آلام مرض القلب عنده والذي طال به. توفي في بغداد التي ولد فيها تاركا خلفه كنزا ثمينا من آثاره ومؤلفاته المختلفة في شتى ميادين المعرفة بلغت مجموعها 46 أثراً، نصفها مطبوع ونصفها الآخر ما زال مخطوطا. وفضلا على ذلك فكان للمرحوم العديد من المؤلفات المشتركة ومقالات ودراسات منشورة لم تجمع بعد. وبالإضافة لكونه من عباقرة اللغة العربية وموسوعة معارف في البلاغة والسير والأخبار والآثار، كان مؤرخا معروفا وله مصادر تاريخية موثوقة يرجع إليها الباحثين والمهتمين في شؤون التاريخ. فكانت حياته الثقافية حافلة بالإبداعات في البحث والتنقيب والتخصص في اللغة وتاريخها فألف وحقق ما يثريها ويعمق من معرفتها والتمعن بها، باذلاً جهوده في الإحاطة بها وتدريسها لأكثر من خمس
وأربعين سنة

وكان للكرملي مجلس أدب ولغة في الكنيسة اللاتينية يؤمه أدباء الدرجة الأولي في بغداد، وفي جلسته الأولى أثار مصطفي جواد معركة حامية حول العامية والفصحى، وكان يبزهم في الأدلة والبراهين، ومال إليه الكرملي منذ لحظته الأولي: (أريدك يا أخ اللغة أن تحضر مجلسي كل أسبوع) وعند حضوره في الأسبوع الثاني كلفه الكرملي بأن يهندم مكتبته علي التنظيم العصري وكانت من خيرة مكتبات بغداد، فنظمها وجعل لها فهارس وأخرج منها العابث والمكرر، ثم اقترح عليه الكرملي الكتابة في مجلته الشهيرة
( لغة العرب )، فكتب أبحاثا لغوية ونقداً في التراث اللغوي وزاوية خاصة ب"التصويبات اللغوية" ,
،

بلغ الشهرة أكثر فأكثر في موضوع (قل ولا تقل) أي قل الصحيح وانبذ الخطأ الشائع، وطبع له من هذا الموضوع جزآن (1970- 1988) وربما استعار عنوان كتابه من الدراسات اللغوية الفرنسية التي شاعت في أثناء دراسته في جامعة باريس.
ابتدأ بنشر موضوعه منذ عام 1943 في مجلة (عالم الغد) فكان يذكر أولا الصحيح أو الفصيح ويشفعه بالغلط أو الضعيف، وكان يرتب ذلك علي حروف المعجم. أما الأسباب التي دعته إلى تأليف موضوعة (قل ولا تقل) فهي:
1. استهانة طبقة من المترجمين باللغة العربية، وقد امتاز منهم بهذا الإثم اللغوي مترجمو البحوث العسكرية.
2. أن كثيراً من الكتاب والشعراء يكتبون كلما غير مشكول، واللحن في غير المشكول لايظهر، وبعضهم يكسر المفتوح ويفتح المضموم وينون الممنوع من الصرف ويكسر المضموم.
3. وهناك طبقة من الممثلين يفسدون اللغة.
4. وفي (تحريرات) الدوائر ودواوين الحكومة تكثر الاغلاط ولاسيما في الإعلانات والتعليمات.
5. وكذلك تكثر الاغلاط عند مترجمي الأفلام السينمائية. والهدف الرئيس وراء صيحاته ليس طعن من يخطئ انما يريد ان ينبه علي الغلط ويذكر الصواب، من اللطائف التي تروى عنه ركوبه إحدى سيارات الأجرة في بغداد وفي الطريق شغل السائق المذياع فأذيع برنامجه من الإذاعة (قل ولا تقل)، فضجر السائق وأغلق المذياع وقال باللهجة العراقية العامية: (أسكت كواد). فطلب مصطفى جواد التوقف ونزل من السيارة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق