أبحث عن موضوع

السبت، 14 مايو 2016

الـزيــــارة ( قصة قصيرة ) ................ بقلم : عبد الغنى أبو عريف / مصر


ارتدى ملابسه واندفع خارجا بعصبيته المعهودة تجاه البحر، ليضع حدا لهذا الصراع الدائر في بؤرة شعوره، وكلما اقترب يشعر بساقيه تثاقل في الأرض، تمسك بها جاذبية غير معلومة، تمتد خيوطها أحيانا من خوفه وأحيانا أخرى من مبادئ رضعها طفلا.
في الطريق تتراءى له كل الذكريات ، وتندفع أمام عينيه صورا متآكلة المعالم وبعضها معتـم الجنبات ، ويمر عليه دهـرا وهو يحاول أن يستجمع كف يده ليطرق الباب !! فلم يستجب له سوى إصبعـين، ليأتيه صوتا مكسورا متسائلا عن الطارق، ويفتح الباب في شوق مضطـرب، فيرفع عينين أثقلهما غبار السنين إلى وجههـا ليروى عطش العمـر، فتحتضنه بمحيط عينيها قبل كفيـها، وتثبت الحدقات ، وتنسى أطـراف الأعين أن ترتد !! ويتوقف الكون عن حركتـه، وتجذبه إلى الداخل فلا يقاوم اليوم كما لم يقاوم بالأمس البعيد ! وترسل إليه من القلب والصمت حديثــا شجيـا فيلتقي بحديث من الـروح يشبهه !، وتبادله نظـرة ثكلى بنظرات اشد حزنا، فيسمع منها حديثا لم تقله ! ويلمح تحت أهدابـها بقايا الحلـم القديــم كسنا الثريا ، فيزيد غـور الجـرح في نفسه .
يدنيــه منها ما يقارب بين المحبــين ، ويباعد بينه وبينها واقـع يعترف به الناس ، فينهض عازما الرحيل ، فترجـوه نظراتها أن يبقي ، ويستشعر وحشـة من قادم قد يأتي ، فيمضى في عزمـه ، وتتحطم بقايا مقاومتــه في يديها ، لكنه يستنهض نفسه وجسده وينطلق قاذفا بجسده ونفسه المحطمـة بين طوفان البشـر ، حيث يتذكـر انه لم ينه صراعـه بل زاده اشتعالا .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق