ستبقى روحي مهاجرة إليها....
حتى وأن انقرض حضن زمن الضوء ...
حتى أن تبدلت طقوس الجسد من الحياة العامرة بزحف النهارات إلى نهاية تؤشر قافلة الأعوام في تقاويم التاريخ المتراجع من أضلعي في دفء مدن سقطت كاللوح المثبت من قراطيس السماء ....
ستبقى روحي مهاجرة إليها ...
حتى وأن صارت الحياة عامرة بسكون سقوط القمر بحفرة لا نهاية لها عند سماء تطعم الرماد إلى أخر فجوات البرد المثقوب بريح العزلة..
حتى وأن توقفت أنفاسي على الزمن المدجن بغبار الصمت النهائي من تلاشي العمر في كفن الحضور عند برازخ الفراديس غير المرئية بعيون الضوء عند قنطرة تبدل النهارات والليالي ....
فقد بينت شهقاتي من لون عينيها وسقيت مواسم روحي من نبضها ...
وكانت لي أقرب من روحي إلى جسدي ..
كانت موزعة في خلاياي حتى أستطاب دمي المقام بين خلاياها ....
كانت لي جنون العشق الذي لا تنهار ثوابته حتى وأن أذاب المطر أجنحة الغيم عند تلاقي صراخ الموج المتآخي مع عواصف الغرق في التيه ...
هاجرت بعيدا عن حضور القلب وقد جمعت في توجعي كل رقصات الطيور المذبوحة في شرائع الصيادين ..
هاجرت كنجمة رمتها السماء بأخر أبعاد السنين الضوئية من تراجع شعاع الأطياف بالحضور إلى حلم نسيان ..
هاجرت تبحث عن دفء لقائنا في الغرف المترفة بالبرد والمرقع بدفء الأغطية الذابلة من الحنان ..
هاجرت دون العودة إلى دوائر أنفاسي الممتدة من مركز الروح إلى حافة الزرقاء من السماء
هاجرت ببطاقات الغياب إلى انهيارات جبال عشقنا في تيارات اهتزاز النار في قلب الريح ..
هاجرت وهي تلوح بالنسيان وأنا فيها الأبد..
أبقى مستقرا بأكفها الممتدة إلى حزن النهايات النازفة في جراحي...
وتبقى هي في كأسفار الخلود في عمري الكوني لا نهاية لنبض قلبي في توجع الحنين الأبدي...
وما هذه القراءات إلا عناوين المقدس في رحلة قراطيس الأبد ، كي يعرفوها كل العاشقين الذين يأتون بعدنا ويفهموا كيف تكون الرؤيا لروح تعشق بصدق حتى الذرة الأخيرة من وجودها ...
وكيف تكون الرؤيا في معناها كالمزامير في كتب الأنبياء ...
وكيف تأتي رؤيا العاشقين في زمن صمت المسافات ...
وكيفية انتحار الهواء في تنفس العصافير الرابضة فوق شرايين الروح
وكيف نبحث عن النسيان في مدن لوحت إلى اللحظة الأخيرة من سرقة الدفء في أروقة البرد ...وكيف يأتي النسيان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق