أبحث عن موضوع

الأربعاء، 8 يوليو 2015

قراءات في دفتر الجنون ....98 ( الأناشيد الذابلة )..................... بقلم : عباس باني المالكي /// العراق





كانت البدايات حلما أرتقيناه الى عناوين السماء وكنا نرسم خارطة الأتي بعناوين الوفاء كأنها شفافية السماء على قوس قزح حين تزدحم العصافير عند أبواب مطر الشجر..
كنت أسافر معها بكل الحنين وكانت تغتاله بانتظار المجهول لزمن لم يعد يلوح لها إلا بأناشيد الذابلة بالفراق ..
كنت أرسمها قبل يومي وغدي كي تكون المخلدة في دوام الروح بالحضور في أزمان لا تطالها النسيان ..
كنت أحرم نفسي من نفسي كي أراها تكبر بين أضلاعي ..
كنت أحسر البرد بأناملي كي أعطي أطرافها الدفء بمواقد القلب وهو يخفق بالحنين من أجل أن أبني لها مواكب الحنان من احتراق أنفاسي بعشق الروح لزمن لا يغادرني بالشوق إليها وهي بين أصابعي وكأنها أقاليم تخزن شفافية السماء قبل انحدار الشمس إلى قبضة المساء الطويل بأرق النجوم في حفرة القمر ..
كنت كل لحظة أملؤها بحنيني كي يمر الزمن على ملامحها متوجا نضارتها بعصور الزهور
كأنها آلهة حدائق النور الذي لا ينتهي من زمن الروح ...
كنت لا أعد الوقت من الفجوة المرسومة على دوائر الوقت كي تمر روحها إلى السلام دون صخب مدن العالم في تاريخها ..
كأنها هي التي تمنح الزمن عمره بعيدا عن الظل والضوء في دروب الزمن ....
كنت أحبها كأن لا تاريخ لقلبي إلا حين يمر الزمن من ضوء عينيها ..
وكنت أبتعد عن كل تاريخي وأعاند الزمن بأن لا موعد مع ارتجاف الهمس في القلب إلا مع اسمها ...
قد غادرت لأنها لم تنتمي إلى عواصم الروح وتترك الأبواب مفتوحة لعواصم أخرى لتأتيها السنونو بأخبار الناعسين من حدائق الخراب ..
قد أحترق قبو القلب ولم تعد هناك رغبة بتنفس عطر مواسمها التي حملتها قوافل الرماد و غادرت إلى مواسم فاجعة أثداء الضباب الأخير من قراطيس البحر...
قد صدأ الزمن سأجمع كل أوقاتها وأرميها إلى البحر كي يتفرع على شواطئه باتجاه السفن الراكدة عند المنحدر الغريب عن الماء ...
فوقتي لم يعد يعرف مواعيد المطر ولون الريح التي تأتي بأنفاس الزمن من خلال ثقب حصارات عقارب الساعة الذابلة بالشيخوخة للروح ....
لم يعد هناك انتظار وهي أخذت محاصيل الصيف إلى برد أماكنها الجديدة بالعزلة
ها أنا أرمي وجعها بالضحك القادم من زمن بلا أطراف ...
هي ليس بشاعرة لأنها لم تعرف كيف تصادق الأنبياء حين تنزل رحمة السماء في غروب الروح في وثنية الأجساد ...
لهذا سأغادر ذكراها وأرميها بتعاويذها التي جاءت بها من طلاسم فوضى الوحدة النهائية لأروقة قلبها ...
سأجعلها تنتظر العزلة الأبدية بعيدا عن ذاكرة القلب وتغيب في تيه الحجر ..وتغيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق