أبحث عن موضوع

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

قافلة الرعد............. بقلم الشاعر : قاسم وداي الربيعي /// العراق


القَادمون عَبر ممرَات الرَمل المُوحش
بقية نبوَة في سَماءِ الله الصَافية
الصَحراء تتَنفسُ خَطواتِهم بنَهم
وعيوْن الأطفَال تَرسل نَظرات الحُزن الطَويلة
تُمني النَفس بلقاءِ أجسَادا فيها بعض حَركة
سَيحلون ضيوفا لكن الأطباق المُعدة من دموعٍ
في كربلاء سَتحلُ قافلة السَبي كالرَعد الأشقَر
نساء لا تَملكُ إلا ذاكرة حزّ الرؤوس أمام الضياء
بعضَهم حولته السيوف ركام دمٍ و لَحم
أطفَال ألطف مُشردون بضَاحيةِ الفَاجعة
أُسند رأسَك أيُها الضَمير المَيت عسى إبراهيم وأحمد (1)
يَسمعون العَويل . عَويل النِساء ، فالصوتِ يصكُ سَمعا الملكوت
الحُسين سبط النَبي والقادمون بموكبِ الظهيرة الصَفراء
يَحملون رأسا الشَهيد المُشبع بالسياطِ
بمَخصرة الخَليفة الماجن ( يزيد )
منْ هذه السيدة ؟ الكُل يَجمعون أليها النظرات
يبدو أن صوتُها أستهلكهُ النواح
تَرمق المَشهد بألمٍ وحسرة
هي عَزائهم الوَحيد حينما خذلتُهم الوجوه الرَثة
( زينب ) بنت رِسالة طَرية
تبحثُ بين القبور عن عهدٍ وميثَاق
تَرمقُ النَهر وتنادي واه عباساه
الفُرات شَاهد على تلك الرَايات المُنكسة
كان السَقا يحملُ الماء في صَحرائهم المُعبأة بالسيوفِ
بلا كفيَن يعدو لثكناتِ النساء والصبيَة الجياع
كان دَرسٌ لخلافةٍ سيفُها مُجعد
وتلك أمراءه مُحدودبة الظهر تُقبل التُراب
فما زالَ صُراخ عبد الله يأتي من خلفِ التلال الرَملية
عبدُ الله ذي الستة أشهر
أودعوه السِهام في نحرهِ كي لا تَمضي رِسالة
صبية بِخطواتِهم الصَغيرة جدا
يَجرون خَلف النِساء النائحات
يَجمعون أنفَاس الثكالى على أطرافِهم المُحترقة
عائدونَ أولاد فاطمة بلا وِطاء ..
مَسبيون لكنهُم أولاد أنبياء ..
.............................قاسم وداي الربيعي ..بغداد \ 2014 .....
______________________________________________________
(1) إبراهيم وأحمد ..هما أطفال لمسلم بن عقيل بن أبي طالب أظلوا طريقهم
فأخذتهم سيوف الجلاد عبيد الله بن زياد ليذبحوا على شاطئ الفرات ولهم مشهد كبير الآن في ناحية المُسيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق