أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

قراءات في دفتر الجنون ... 41 .................. بقلم الناقد : عباس باني المالكي /// العراق


لا ليل يضمني إلا القمر المرسوم على نافذتك
حاولت مرارا أرسم صورتك تخذلني الألوان ..
أصابعي دائما تغادرني خارج الزمن المحسوس بالتوهج ..
تنطفئ على طيفك الذي يورق في وجه المكان غابات من الحزن ..
تبعثر أغصان حضورك مدارات روحي بوجوه لا أعرفها ، ترميني بشهقة عكاز المساء
متعلق بغرقي بكف المجهول الذي استطال إلى همس الجنون ..
لا شيء يبعدني عن ذاكرتي سوى ترهبي بعنوان الأمل الجالس فوق عش القمر الذي هو أقرب لي منك ...
أرددك كتعويذة تخرجني من جدار روحي الذي صار كالبيت المهجور ..فلا يسمع فيه طفولة الضوء تغسل نوافذه من غبار الانتظار ...
تتفجر حريتي بعبوديتي بين يديك ،فلا أعرف أن هناك زمن حر إلا حين أتحسس نبضات قلبك المغادرة إلى شراييني ..
سأبكي براءتنا وطفولتنا التي تركناها هناك خلف جدار البحر و خيمة الثلج وعطش أقدامنا إلى المسير فوق مسلة الحصى الموزع على نعاس البحر....
كسرت كل المرايا كي لا أرى وجهك يزيح قلبي من مكانه حين يعتصرني الحزن في النهارات الواقفة عند أروقة أشجار النخلون ....
كيف أجد غيرك وكل النساء اصطفت بين كفيك ...
هل أهرب مني كي أعود إلي والزمن فراغ يلهو بوجه الوجع ..
أنا أعرف أنت لي وأن طال الزمن ، هكذا بشرني العرافون على أبواب كفي...
كيف أهدأ وأنت علمتيني كل براكيني وثوراتي ، حين يتحول الثلج إلى أشرعة في انتحار البحار على جرفك ....
تعالي تحسسي أضلاعي قبل نزوح القمر إلى مداره وسقوط النجوم في الدروب المؤدية إليك تعالي قبل مواسم الشتاء الأخير من انصهار مجد أحلامنا ...تعالي

صديقي العزيز
الشاعر الوارف
الاستاذ عباس باني المالكي..,

قبل ان ابحر في ملكوت حرفك ..فبين قصيدة النثر وبيني, وشائج لاتبدأ بالف وتنتهي بياء الابجدية..,لذا اجدني هنا مع حرفك ,اضيع بحلاوة الاسلوب ومتاهات البلاغة وشدة التماسك, ارى حرفك الخبير العارف في مسك زمام القارئ اللبيب ليدله على عوالمه المتدفقة جمالاً وتناقضا ً وروعة,بل ويرشده ُ من غير تعب..,
ويفصّل له ُمن غير املال ولا اطناب ,لذا ليس امامنا غير السباحة في بحر اجواء صنعها خياله النشط ذلك الخيال الممتزج بواقع لايقل عنه جمالاً ولا يوهن اداته في وصفها بالدقة المحببة حين نجده وقد وصل به الامر الى سبر اغوار النفس بالشكل الذي يجعل منه مؤرخا ً وان انكر المؤرخون عليه ذلك بصفته شاعر..ولكن اجتماعيا هو من طراز المتفرد , صاحب الخيال المنطقي على الرغم من مساحات القلق الموشوم بالحزن ضمن الواقع وتناقضاته, حيث يصف الحياة بالمنطق الذي يجيزله ايجاد نقاط الضعف والوهن في داخل الانعكاس النفسي ...
ما يهمني في ظاهرة قصيدة النثر للشاعر عباس باني وازاء ما يتضمن من خيال منطقي وهو ما تسميه "جوليا كريستيفيا " بالتداخل النصي.اذ تجد التبسيط وفرش الوقائع بالادوات السردية لتي تبلغ بمستواها السذاجة في احيان مقابل عمق يؤهلك لأن تغور في الابحار الفلسفي والتاريخي لحياة الناس في تلك الوقائع التي يفترشها في اعماله,اذن اين نجده ازاء ذاك التدفق العجيب, اقصد مابين الخيالي والواقعي , لاريب انك ستجده في التداخل النصي أي انه يعتكز في كثير من اعماله الى قراءاتٍ فلسفية واجتماعية ونفسية متخصصة حيث يذهب اليها الى خدمة وتطوير النص المحبوك بعناية قل نظيرها .. وهو بحد ذاته عملية ليست هينة لايمكن لشعراء تفجرت مواهبهم اغفالها ..,فتداخل النص الذي يعمل عليه مع نصوص اخرى لايمكن باي حال تلمس خطوطها باليسر المتعارف عليه ,اذ هو مبحر شديد التمسك بدفة سفينته,يخوض فيها عباب بحر متلاطم مستعرضا ً الاذواق والمهارات والصراعات النفسية والاجتماعية , ففي كل عمل لانستطيع ان نتوقع تشابهها خلال مسيرته.بل ياخذك الى ما يفتح افق التوقع لديك على مصراعيه..انه يحدث الواقع لكنه يقسو عليه وبوصف غارق بالتفاصيل وتشعر بسمة تمثل صاحبها ..تتمثل بالجلادة والصبر والإناة , انه يبتعد عن الواقع فيحلق فيه الى اطياف الخيال المنيع الذي لايسبر اغواره الا الضالعون في اللعبة السردية المحترفة للنص الشعري وبذلك يحقق المعادلة الصعبة التي لايمكن خرقها بالسهولة المتوقعة معادلة القول ونقيضه في نص جنح الخيال فيه الى ابعدما في الواقع من تناقضات وصراعات ومرارة وحب ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق