أبحث عن موضوع

الجمعة، 13 يونيو 2014

وشاية ............بقلم محمود قباجا / فلسطين



وشت به و أخبرت سيدها لتجد لديه حضنا دفيئا ،
ذكرت حديثا سمعت به عندما كانت تمشي بمحاذات جدول الماء الذي يزود
البلدة ليشربوا و يسقوا المزروعات و الحيوانات ،
كان الخادم يستلقي خلف صخرة كبيرة و يغازل الصبايا ببعض الكلمات
يصفهن بعذب الكلام يتغزل بالعيون و تارة بالخصر النحيل ، ينظم الكلمات
و يتلاعب بخصلات الشعر تارة على اليمين و تارة على الشمال ،
يشعل السيجارة التي تصفه بالوسامة و الجمال .

لم يحالفها الحظ بعبارة من العبارات الشفافة أو إشارة بيد .
تموج كياسمينة نضرة تتلاعب بها الريح لعلها تسمع
بأذنها نفحة تسر لها نفسا ،
التهبت المشاعر تصدق أو لا تصدق ما تسمعه ، فهو في نظرها روح لجسد ، أحلام في القلب .
ما عساه هذا الحالم فاعلا ؟؟
لماذا لم ينتبه للخطى ؟؟؟؟؟

قررت أن تخبر سيدها
لم تفكر كثيرا
رب ضارة نافعة
الغاية تبرر الوسيلة
سيدي : خادمك الأمين يغازل صبايا الحي عند ذهابهن لجدول الماء
ينعت الأجساد و يجرح المشاعر
سيدي : أنت تعلم أريد الراحة لك و عدم التسبب لك بالمشاكل بسببه
(الباب الذي يأتي منه الريح سده و استريح)

تنهد السيد و كأنه يريد قول شيء
عند عودته استدعيه لأجد جوابا مناسبا منه
احساس لم يفارقه ، هل الخادم بدأ التمرد ؟؟؟
في ريعان الشباب تهفُ النظرات
أشواق تنمو كالسحاب

استلقى ليستريح تحت ركن شجرة خروب كبيرة قريبة من البيت ، لها ذكريات جميلة
مسامرة مع نفسه و مع الأصدقاء
الذكريات بدأت تعود عندما كان يغازل محبوبته أيام الصبا و ينثر الكلمات المعسولة فتصور البدر و النجوم تمر من أمامه
ينبري اللجين من الثنايا
ينبعث نور مقلتها ، عبير الياسمين يفوح من الحنايا
أغمض العين فلم أر غير طيفها

أمنيات بدأت تجول في خاطره ، هل تعود اللحظات التي قابلته هند
بالابتسامات حيث ألقى عليها وردته الحمراء ؟؟
شعر بأنه محظوظ فلم يتقدم أحد للشكوى عليه بسبب فعلته مع هند ،
فلم تراه خادمة يومها أو واشي من الوشاة ، فالوردة ازهرت بحبه ، وتبادلى
أعذب الكلام ، تم الوعاد بينهما و انهمرت المشاعر

تاريخ يعيد نفسه ، لكن الخادم يغازل ، ليجد فارسة لأحلامه
و الوشاة يقفون في طريقة ، فقد يكون أخطأ في الأسلوب
لم يحمل بيده الوردة المناسبة التي تليق بصاحبة القلب الجميل

تبادر لذهنه تقديم النصح و الإرشاد لخادمه فله الحق عليه ،
لم يكن سوى المخلص في تقديم مساعداته .

تسمرت لتجد منفذا لكلمة تخرج من سيدها فالنار كاوية
تحرق الهشيم بداخلها ، ضاق بها الصبر
و أقفلت سبل النجاة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق