أبحث عن موضوع

الأربعاء، 26 مارس 2014

انتظار الغافل الأول.............. بقلم الشاعر حسين فتح الله / تونس


نسجت عالمها الخرافي
بالأساطير التي تُرْوى عن المدينة
و بعد اجتياز المسلك الفلاحي
و وضع أول قدم على الإسفلت
نزعت عنها الرداء
وفكت ضفائرها المعقودة
بزيت الزيتون و رائحة الزعتر
نفضت عنها غبار الطحين
و أتْرِبة الحُقول
كانت الأحلام تتزاحم على القائمة
و كيف ستكون الرحلة إلى المجهول
بعد الاندماج و الهيكلة
و أعمال الصيانة و الرسكلة
تغيّرت الألوان و الأشكال
و اللّهجة و المِشية
تبّا لماضي النسيان و العذاب
و الموت البطيء و الاكتئاب
و عادات الكُحْلِ و السّواك
صار لها حساب بنكي
و هاتف جوال
و حاسوب محمول بالتقسيط المُملّ
و شُرْفة في الطابق الأخير
تُطلّ منها على المدينة
نسيت الأهل و الحوّالات البريدية
و الوعود بالعودة
نعتذر عن قطع البث / خبر عاجل
إنها حامل في شهرها الخامس
و لم تبقى لها غير أمنية واحدة
أن يعترف الجاني بالجنين
تاهت وسط الصّخب
و الضجيج و الدخان
بين الإجهاض و الرّتقِ
و العودة إلى الأهل
مّحمّلة بالهدايا
لتنعم ببعض الهدوء و السكينة
و انتظار الغافل الأول


حسين فتح الله- تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق