أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

وقفة مع سيرة لفنان / سليمة مراد




من بغداد محلة طاطران ولدت عام 1905 . مغنية قديرة آخذت من الفن حظا وافرا وصيتا بعيدا فكانت فيه البلبلة الصداحة المؤنسة"
و تعد من إحدى قمم الغناء العراقي منذ أواسط العقد الثاني من القرن المنصرم، حيث احتلت مكانة مرموقة في عالم الغناء العراقي.
هي كغيرها من مطربات بغداد نشأت في بيئة بغدادية و تعرفت على الجوق الموسيقى وعلى الجالغي البغدادي ، وعلى مشاهير المطربين والعازفين آنذاك.
متدينة بالديانة اليهودية الا أنها لم تغادر العراق وبقيت فيه حيث استمرت بممارسة الغناء حتى السنوات الأخيرة من عمرها .. و قد حذت حذوها الفنانة سلطانة يوسف حيث كانت الأخيرة يهودية الأصل ..
كانت تدير ملهى في أواخر أيامها وقد فتحته بالاشتراك مع زوجها ناظم الغزالي والذي غنى فيه العديد من أغانيها حيث إنها سبقته بالغناء ..
حيث كانت تكبره بسنوات و كانت تشكل بالنسبة له الصديقة والمعلمة والزوجة..
وقصة زواج سليمة مراد من ناظم الغزالي كان قد مهد لها بتاريخ 8 كانون الثاني سنة 1952 في إحدى البيوت البغدادية ، عندما شاركا سوية في أحياء حفلة غنائية فخفق قلبيهما . وبعد سنة من ذلك اللقاء تم زواجهما سنة 1953 وقد علقت المرحومة سليمة مراد على قصة زواجهما " طوال مدة الزواج كنا نتعاون معا بوصفنا فنانين على حفظ بعض المقامات والبستات ، وغالبا ما كنا نبقى حتى ساعة متأخرة من الليل نؤدي هذه الأغاني معا ونحفظها سوية . وعن وفاته قالت معقبة " وفي يوم وفاته كنت قد عدت من بيروت في حوالي الثانية عشر وعشرة دقائق ظهرا . توجهت نحو البيت فشاهدت جموعا محتشدة من الناس في الباب . وعندما اقتربت منهم كي استعلم منهم لم يخبروني فيما كانت عيونهم تنبئ بوقوع كارثة . دخلت كـ المجنونة اركض إلا إن فاجأتني روزة قبل أن أسالها بحقيقة المأساة ، بعدها فقدت الوعي عند مدخل البيت ولم أفق من غيبوبتي إلا بعد أن اكتظ البيت بالزحام" .
حصلت سليمة مراد على لقب ( باشا ) من رئيس وزراء العهد الملكي نوري السعيد الذي كان معجباً بها، كما حصلت على مديح كوكب الشرق أم كلثوم التي زارت العراق وغنت في ملهى الهلال عام 1935 . و قد غنت سليمة عدة أغاني من الحان صالح الكويتي و داود الكويتي و سليم زبلي و غيرهم و من اشهر أغانيها (ايها الساقي اليك المشتكى) و (قلبك صخر جلمود) و (يا نبعة الريحان) و (الهجر) و غيرها. و توفيت سليمة مراد في احد مستشفيات بغداد في الساعة الرابعة عصرا في يون الثلاثاء المصادف الأول من كانون الثاني عام 1974 بعد ان تجاوزت السبعين من عمرها و هي تكتم في نفسها حسرتها في أصدامها بوفاة زوجها .يصف الشاعر المرحوم عبد الكريم العلاف سليمة مراد بقوله " اشتهرت بلقب سليمة باشا وظلت محافظة عليه لا تعرف إلا به إلى أن أصدرت الحكومة العراقية قانونا بإلغاء الرتب العثمانية . فصارت تدعى سليمة مراد ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق