أبحث عن موضوع

الجمعة، 17 يناير 2014

هذا الليل : شعر عادل سعيد



الليلُ النشيطُ الّذي
يُنادمُ السيدَ الرئيسَ في البيتِ الأبيض
و يشربُ الفودكا مع دُبّ الكريملن
يراهنُ مع السيّد بيرلسكوني
و يشتري برتقالَ الدمِ من مُستَوطنٍ في فلسطين
يسرقُ الماسَ من مناجِم افريقيا
و يُصفَّقَ طويلاً في مسارحِ برودواي
يرقصُ مع المُحتَفِلين بالعامِ الجديد
و يهيلُ سوادَهُ على صباحاتٍ وُلِدَت للتَوّ
يتآمرُ معَ اللصوصِ وهم يُخطّطونَ لسرقةِ بَنك
و يرافقُ القَوّادَ في مُجونِ عَليّة القَوم
الليلُ الذي يقراُ البيانَ الأول
في خِطّة انقلابِ ضُبّاطِ القَصر
و يشحذُ السكاكين
في مَذابحِ رواندا
يدفنُ الأحياءَ
في مقابرِ العراق
و يرشُّ الكيمياءَ
على الأطفالِ الكُرْد
و يعلّقُ قمصانَهم على حيطانِ الإستِنكار
يَسطو على قوافلِ الإغاثة
و يبكي مع الجياعِ
في الصومالِ
الليلُ الذي يُعربدُ في مسارحِ لاس فيجاس
و يَتعرّى بالِعقالِ وهو يقودُ الغِلمان
في قصورِ بُداةِ النّفط
و رحلاتِ الحَجِّ الى تايلاند
الليلُ/المتعهّدُ الدائمُ الذي يزود الزنازين
و قلوبَ العصافيرِ و المشردين و المحكومين بالإعدام
بحصص الرُعبِ اليومية
الليلُ الذي يَشنّ الحروبَ مع الجنَرالاتِ
و يقودُ ـ داعشَ ـ الى حقولِ الرّقاب
يتوعّدُ الموائدَ التي لمْ تُولمْ للذئبِ
و يوزعُ الدموعَ على الأمهات
الليلُ الذي يُصلّى خلفَ عمامةٍ عاهرة
و يَزني مع القَسّيس فوقَ الصّليب
الليلُ الذي يفتحُ النارَ على القصيدة
قبلَ هبوطِها في قلبِ الشاعر
و يجلدُ الأغنيةَ على صليبِ الفتوى
قبلَ أن ترسو في قلبِ العاشق
الليلُ الذي اعتادَ ان يَنسفَ قلبَ عاشِق
........
الليلُ الذي يعودُ
تَعِباً
ًثَمِلا
كي يطرقَ بابَ فندقِ الفجر
لا يجدُ البابَ عادةً
و لا الفندقَ
و لا الفجرَ
فيُطلقَ النارَ على قمرٍ يرتابُ في ضوئِهِ
و ينامُ
في نفسِهِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق