أبحث عن موضوع

الخميس، 23 يناير 2014

أمـيـــــــرة حـيــاتــــــــى/ بقلم محمد مصطفى جمال الدين


مهداةٌ لشريكة الحياة
أم المصطفى والحنين

إنِّـي هُـنـا فـي عـشِـنـا الـصـغـيـرْ
عــدتُ إلـيــهِ طـائــــراً
يـحـمـلُـنـي الأثـيــــــــرْ
إنَّــي هُــنــا يـا حُـلـمــيَ الـكـبـيـرْ
أعــودُ بـعــدَ غُــربــةٍ
بـمـفــردي أطـيـــــــرْ

وصـلــتُ تــوَّاً دارَنـــا
فـراعـنــي الـهــــدوءُ والـسَــكِـيـنــةْ
واســتــســلـمـتْ روحـــي إلـى
أشــيـائــنــا الـحـزيـنـــةْ
حـتـى وقـفـتُ حـائــراً
فـي زحـمـــةِ الـمـكـــانْ
تـســـألُـنــي الأبــــوابُ والـجــدرانُ
يـا حـبـيـبـتــي عـنــــكِ
وعـن أحـــــلامـنــا الـكـبـيــرةْ
حـتـى الـشـبـابـيـك الـتــي
تـأكـســـدَ الـشـــوقُ بـهــا
وانــحـســرتْ ألـوانُــهـــا الأصـيــلـةْ
أُفـتــشُّ الأركــانَ والـزوايــا كـلَّــهـــا
أبــحــثُ عــن شــؤونــكِ الـصـغـيـــــرةْ
عــن بـصـمــاتٍ مـنـكِ
كـانـتْ هـا هــنـــا كـثـيـــرهْ
وأســألُ الأقــــواسَ
والـســتــائــرَ الـمـزدانـــةَ الـنـضـيــرةْ
وتــلـكُــمُ الــرفـوف مـلَّــتْ صـمـتَــهــــا
والـمـكـتـبَ الـمـهـجـــورَ يـا حـبـيـبـتــي
والـكُــتــبَ الـمـهــجـــورةْ

قـارورة الـعـطـر الـتـي
كـنَّــا مـعـاً نُــحِــبُّــهــا
وجــدتـُـهــا حـزيـنـــةً
فـارغــةً مـن عــطــرِهــا
شــمـمـتُــهــا ســألـتُـهــا عـنــكِ
وعــن أيـامِـنــا الـمـنـيــرةْ
حـتــى الـمــرايـــا والـفـســاتـيـن
الـتـي ظـلَّـتْ بـدولابـكِ كالأســـيــرةْ

وأســألُ الأدراجَ والأســرةَ الـوفـيـرةْ
عـن كـلِّ شــيءٍ مـنـكِ يـا فـاتـنـتـي
مـن صـــورٍ أو لُـعَــبٍ
وذكــريـاتٍ حُـلــوُةٍ خـطـيـرةْ
عــن كــركــراتِ حُـبِّـنــا
عـن هـمـســاتـكِ الـحـبـيـبـةِ الـمـثـيـرةْ
وعـن لـيـالٍ كُـلِّـهــا حـمـــراءَ مـرَّتْ كـالـسـنـا
وزغــرداتِ بـعـضـنـا لـبـعـضـنـا
وغـنـــوةٍ كُـنَّــا مـعــاً نـسـمـعُـهــا
هـــلْ تــذكُــريــنَ لـحـنَــهــا ؟؟
وتــذكُــريـنَ يـا تُــــــرى
ســاعـاتِـنـــا الأخــيـــرةْ ؟؟
لـمَّـا تــزلْ فــي خـاطــري
وأنـتِ يـا حـبـيـبـتـــــي
كُـنْــتِ تَــعُـــديــنَ حـقـائــبَ الـســفــرْ
كـنــتُ أرى حــبــاتِ دمـــعٍ
هــاطــلٍ بــخــلْـسَــــةٍ
كـي لا يـــرى الأطـفــــالُ
دمــعـــاً كـالــدررْ
كـنـــتِ مـلاكـــــــاً حـالـمـــاً
وامـــرأةً نــديَّـــــةً صَــبـــورةْ
لأنَّـــكِ أروعُ مـا فـي خـاطــري
وفــي حـيــاتــــــــي
كُـنْـــــتِ لــي أمـيـــــــرةْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق