أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 21 يناير 2014

قراءة نقدية لنص (نفس خارج رئة الليل ) للشاعرة المغربية القديرة نعيمة زيد بقلم الكاتب عباس باني المالكي



نفس خارج رئة الليل
لعيون المدى هذا الهبوب

كيف تعاقرين صفائح الليل بالأغنيات
فالظلمة أشد وطئًا من أقداح الغياب
حلم الليل صغير يرحل بقوافل الصمت عند جسر الأرق
يعيد ترتيب جرح ينبض داخل أليافه
يسابق أشجار الدفلى بشراهة
يوشك أن ينمو بلا تربة بلا عشب ...بجسد موغل في الرذاذ
.....سأغلق رموش الليل ببحر يلوح خلف التلاشي
وأملأ بأسيجة الاشتهاء حقولا لكفيك
.......
بين النقيضين أغرس شجرة الندى
جسدا يستدرج الصرخة الأولى ....
قبل تخشب الماء بجدران المرايا
أتحامل بالغمام على ما تبقى من جذوة الليل
أغرق عنفوان المرارة براحة الحقول الحجرية
شظايا تناثرت بدمي
وأفتض نبض الصدى بأهازيج الضياء
نشيدا يخاتل الأقنعة بحدقات الينابيع

كيف ترابط بنقطة البدء
بصحراء يقتنصها زهر مستحيل ,,,,,,,,,,,؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انا حبلى بك حتى النخاع ....فاحمل قلبي بيديك
لألملم الشظايا غابات نداء

قد تسألني ..من ذا الذي أبكى الصهيل
وأضاع اشتعال الفجيعة باسمال الوجوه البالية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أهو الموت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

...........

...........
........ تمهل أيها الموت لن أسري بحدائقك المفخخة
سأنثر من رياض ثغري وجوها أخرى للشمس
وأغلق باب الغواية برحى الحنين اليه

.......
وقد تسأل يوما ..

من ذا الذي حول دمي لشظايا أصابع الدهر
وأسقط خيمة الصدى برحيل الصبوات
وأعار سقوط الليل رغبة العودة بالطعنات
يؤبن رقص الشجر بحلكة المراثي لتكبر عواصف الاحتضار
لينبت الحلم فجاة في اتجاه السماء ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وتسأل ...
من منحني لون الوهم بأرض اليوط
من يبس جذع الكلمات
ورجع بالصدى هبوب الأغنيات
من احال زرقة المدى بقايا حدقات
من غامر بوعد السحاب وأحال الموج شطآن السراب
من ومن ومن ووووووووووو

.........

لن يكسل نبعي وهذي المرايا وجوه لهبوب يعمر طويلا
لن تخبو جذوتي وهذي الربا الهامسات بدمي تنبجس وعدا وتنذر ماء
........ قد هرم سفين الليل وهذا الموج يلوح بشظاياه وذي قرابيننا باحت بها الأنهر الحبلى بأحلامنا
تنسج المرافئ لعبورنا خارج رئة العتمة ..

نعيمة زايد
أن البحث عن الدلالات المهيمنة على النص والتي تحتضن اللغة الموحية من أجل معرفة هذه الدلالات نجدها هنا قد تعدت نسق الاستعارة الى أسلوبية تكوين العبارة الملحمية التي تتطابق مع حجم الفكرة الموحية بعنصر التكوين النسقي في أسلوبية الصورة الشعرية لأن الشاعرة نعيمة زيد تعتمد الخيال الخصب وفق بعد المعنى , حيث نشعر هنا أن الشعر ليس تواتر الهواجس التي تكون خارج المعنى البصري للصورة وإنما هذا ألأسلوب هو أسلوب كتابة الذائقة الملحمية لتراكب الصورة الشعرية في مسلك عميق يؤدي الى انفراج الفكرة بعد مخاض كبير من العمق الممتد بشكل أفقي لكي تبقى عمارة اللغة تمتد بعمق أي أن النص لا يبتعد عن الفكرة المتكونة داخل رؤيا الشاعرة بل يحصل المعنى الموحي والمؤثر دون فك جميع شفرات النص بشكل بسيط لأنها تمتد من المتخفي من المظاهر الى ظاهرها أي يبقى العمق متوتر في نفس المتلقي دون فقد الرؤيا التي بنت عليها الجملة الشعرية المحفزة على الأحياء الجاذب لكل أبعاد عمق الفكرة وهذا الأسلوب نجدة في شعرية الشاعر الفرنسي بودلير وقد يكون الشاعرة قرأت نصوصه بلغته وهذا ما أعطاها القدرة على التأثير بهذه الأسلوبية الحوارية مع الذات والتي توصل الى المعنى المرسل على امتداد الرؤيا ...
حلم الليل صغير يرحل بقوافل الصمت عند جسر الأرق
يعيد ترتيب جرح ينبض داخل أليافه
يسابق أشجار الدفلى بشراهة
يوشك أن ينمو بلا تربة بلا عشب ...بجسد موغل في الرذاذ
.....سأغلق رموش الليل ببحر يلوح خلف التلاشي
وأملأ بأسيجة الاشتهاء حقولا لكفيك

هنا تنمو العبارة الشعرية لديها وفق توجس الذاكرة على الرؤيا المحفزة المكنونة للصورة الشعرية وبأسلوب اللغة البصرية لحدث انعكاس امتداد الهاجس التكويني لاختيارات المفردة الأكثر قربا من امتزاج مناطق التصور الذهني الذي يوحي بمنطقية التراسل الى ماهية الاختيار لتكوين الصورة الشعرية وفق اللغة الموحية وهنا تبتدئ بالحلم الصغير في لحظة التأمل لكي تعطي الى هذا الحلم برغم صغره على الامتداد الى فكرة الرؤيا التي تكون أساس عناصر التكوين في التركيب الدلالية الممتدة على قدر المعنى المرسل من هذا الحلم الليل الصغير لأن الأزمة الروحية المنعكسة على الوحي الفكري ممتدة ما بين دلالتين الحلم والكف كل ما بينهما من أشياء تعطي الى هذا الامتداد فكرة الإنضاج المعنوي الموحي بعمق هذا الحلم في الأزمة الروحية للشاعرة فهو يسبب لها الأرق (حلم الليل صغير يرحل بقوافل الصمت عند جسر الأرق/ يعيد ترتيب جرح ينبض داخل أليافه /يسابق أشجار الدفلى بشراهة / يوشك أن ينمو بلا تربة بلا عشب ...بجسد موغل في الرذاذ / .....سأغلق رموش الليل ببحر يلوح خلف التلاشي /وأملأ بأسيجة الاشتهاء حقولا لكفيك) وكما يعيد ترتيب كل الموجودات حولها أي يملأ كل هواجسها الروحية المرمزة بالمعنى الكبير في عالمها الداخلي , فهذا الحلم يعيد ترتيب الجرح ويسابق أشجار الدفلى مع كل هذا يبقى هاجس الشاعرة اتجاه هذا الحلم ينازعها القلق من المسك بهذا الحلم وهذا هو سر الشعر أن يبقى ينازعنا القلق حتى لحظة المسك بكامل المعنى المتأتي من أتساع التوتر الوجداني الذاتي اتجاه ما تكونه الرؤيا من التصاق المحفز في الدلالات الموحية في مخاض الزمن عند لحظة التجلي البصري الفكري ...
بين النقيضين أغرس شجرة الندى
جسدا يستدرج الصرخة الأولى ....
قبل تخشب الماء بجدران المرايا
أتحامل بالغمام على ما تبقى من جذوة الليل
أغرق عنفوان المرارة براحة الحقول الحجرية
شظايا تناثرت بدمي
وأفتض نبض الصدى بأهازيج الضياء
نشيدا يخاتل الأقنعة بحدقات الينابيع
حين نستدرج المعاني في هذا المقطع نجد أنها بنيت على المفردات المتوترة في أسطرت الذاكرة الشعرية لدى الشاعرة وهذه المفردات هي ( شجر الندى , الصرخة الأولى , جدران المرايا ,جذوة الليل , الحقول الحجرية , أهازيج الضياء , حدقات الينابيع ) وهذه المفردات لها القدرة الكبيرة على أن تحمل حالة التأويل الدلالي في بناء النص حيث هنا يطاوع المعنوى المادي المعنى الروحي وفق أفقية الخطاب لترتيب هذه المفردات التأويلية , وبهذا أن الشاعرة تبنى القصيدة لديها وفق البنيوية النسقية للمعنى السيميائية في بصرية اللغة وضمن هرمون إيقاعي اللغة المعبرة عن جوهر فكرتها التي أنتجت من أزمة القلق الروحي اتجاه هذا العالم حيث نجد ما بين ( شجر الندى ) والجملة الأخيرة من هذا المقطع وهي ( حدقات الينابيع ) والشاعرة هنا تؤكد ارتباطها الكلي مع الطبيعة برغم قد تكون بعض الأماكن تبعدها عن هذه الطبيعة مثل الجدران والحقول الحجرية ولكن يبقى ارتباطها مع الطبيعة لأنها تحقق لها الانفراج عن حدوث الأزمة المسيطرة عليها, عندما تبعدها الأماكن عن محتواها الروحي الذي يتجاذب كثيرا مع الطبيعة النقية , فقد تكون هذه الطبيعة لها ارتباط متجذر مع طفولتها ألأولى وهذا ما يؤكد أن النص الشعري لديها يظهر عندما يحدث التصادم بين ما تحمل من عمق عاطفي نقي اتجاه طفولتها ,أي النص يتحول عندها من رؤيا ذهنية الى عاطفة تصورية وبهذا تتحول اللغة الى أحد مسالك التعبير وفق نسق العاطفي الجمالي لتركيب الصورة الآتية من صقاع الحلم في الطفولة وبهذا تتركب الصورة الذهنية الحاضرة الآن مع الأحاسيس القديمة فيحدث الكشف ما خلف ستار الذات من خلال إزاحة قناع الزمن المتمحور ضمن تشكيلة الذات و الصور الطفولة ..
وقد تسأل يوما ..

من ذا الذي حول دمي لشظايا أصابع الدهر
وأسقط خيمة الصدى برحيل الصبوات
وأعار سقوط الليل رغبة العودة بالطعنات
يؤبن رقص الشجر بحلكة المراثي لتكبر عواصف الاحتضار
لينبت الحلم فجاة في اتجاه السماء ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهنا يبدأ الكشف حيث تضع أسألتها على الأيام وما تمثله من امتداد أفقي لفكرة التجاذب الصوري مع الذات وصورها المتركبة منذ البدايات الأولى , والشاعرة يتحول النص لديها هو الغور في المشاعر بدل الهروب منها لأن زمن الطفولة لديها لا يشكل أزمة لها بل قد يكون هو النضج المحيطي المتكامل مع الفكرة التي تريدها , وقد أكد اليوت وهذا وهو يتحدث عن التجربة الشعرية وكيفية بنيان التركيب لدلالة المخفية داخل ذات الشاعر عندما يريد أن يكون نص حقيقي البعيد عن وهم اللغة المعبرة عنه وبهذا يكون النص لدى الشاعرة هو انعكاس الى عالمها الداخلي وبشكله الرمزي . والشاعرة في هذا المقطع إزاحت ستار اللغة وحسب التأويل الدلالي في الجمل التالية ( أصابع الدهر , الصبوات , الطعنات , عواصف الاحتضار , السماء) وهنا يبدأ البنيان العمودي أي البنيان العلوي اتجاه المشاعر والمتحقق في خلاصة الوصول الى السماء بعد أن نفدت أصابع الدهر والصبوات ) تأتي عواصف الاحتضار فتكمل الدورة العمودية في هندسة النص باتجاه السماء , والشاعرة تبني النص ليس على تداعي اللاوعي بل تعيد اكتشاف هذا اللاوعي من خلال ملاحقة رموزه الواعية التي تحدد السمات الفكرية لمعرفتها البستمولوجية التي تنهض من خلال مداركها النفسية المستقرة والقلقة في نفس الوقت وكما أكد عليها بول ريكور في كتابه ( صراع التأويلات )و أي أن النص يولد لديها من قلقها الوجودي اتجاه المسميات الحياتيه التي حولها ...
وتسأل ...
من منحني لون الوهم بأرض اليوط
من يبس جذع الكلمات
ورجع بالصدى هبوب الأغنيات
من احال زرقة المدى بقايا حدقات
من غامر بوعد السحاب وأحال الموج شطآن السراب
من ومن ومن ووووووووووو

يستمر سؤال التشظي في أحداث المفرقة بين رؤيتها والوجود وهنا البنيان العمودي يأخذ امتداد السطح الأعلى في الدلالة , فتكون منطقة الشعر لديها هي المخيلة وإيقاع ورؤيا وتدخل اللغة هنا كأداة تعبير جوهرية عن انعكاس الحدث الرمزي وفق صيغ التباعد بين ما هو موجود بين رؤيتها ,لأنها تبنى اللغة لديها خارج القناع بل هي تتحكم بالرؤيا البنيوية كي تجعل المعنى ظاهريا بالفكرة وعميقا بالدالة ضمن نسق الوعي الشعري في تكوين الفكرة الهرمية لكي تحافظ على البؤرة النصية من الابتعاد عن ما تريد أن توصله وفق التراسل والتأويل لهذا التراسل الى المتلقي فنجد هذا في معاني ( أرض اليوط , جذع الكلمات ,هبوب الأغنيات , بقايا حدقات ,شطآن السراب .. وووو) حيث تؤكد هذه النهايات لمعنى الجملة الشعرية قاموسها في ترتيب الإيقاع وفق رؤيتها حيث تترادف هنا ( الكلمات , الأغنيات , حدقات ) من أجل تنسق الحدث في الوعي الشعري وفق ذائقة الترتيب الإيقاعي داخل التعبير عن مكنون فكرة النص , لكي يصبح النص لديها محور الممتد ضمن النسيج اللغوي الريؤوية من أجل أحكام الدلالة في سيميائية الكلمات , في بداية المقطع هو الوهم ونهايته السراب وعدم قفل الحدث داخل النص أي النص يبقى ممتد ب(وووووو) فبين الوهم والسراب ثمة امتداد نفسي وتقارب صوري في المعنى واللغة فكلاهما يؤديان الى الفراغ وهذا يدل على أن الحياة عندها مهما كانت لا يمكن أن تعطيها المعنى التي تريد إلا وفق مشاركها الفعلية في خلق الحدث سواء الحدث في الشعر أو الحياة الوجودية حولها , وطبعا هذا انعكاس لحضورها الفعال في الزمن الأولى من حياتها أي أن حياتها الأولية تمثل لها قمة المعنى الحياتي وقمة الحضور الذاتي لديها . وبهذا يصبح التأويل لديها وفق القيم التي أعاشتها سابقا , وهنا تكمن بلاغة المحور لديها في التغير والتنافر مع في داخلها من خزن وانتماء لكل ما حاضر الآن حولها أي أن القديم هو زمن التماسك مع الذات وقيمها فلا يمكن أن يحدث اختزال لذلك الزمن وهذا ما تؤكده ( من منحني , من يبس ,من أحال , من غامر , من ومن وووووو) فكل هذه الأفعال هي أسئلة ( منح , يبس ,أحال ,غامر) مع سؤال من هو الذي فعل كل هذا كي يبعدها ولكنها متمسكة بذلك الزمن الأول لأنه يشكل لها كل الحضور الحياتي والوجودي المتناغم مع كل ما بدخلها من قيم ...
لن يكسل نبعي وهذي المرايا وجوه لهبوب يعمر طويلا
لن تخبو جذوتي وهذي الربا الهامسات بدمي تنبجس وعدا وتنذر ماء
........ قد هرم سفين الليل وهذا الموج يلوح بشظاياه وذي قرابيننا باحت بها الأنهر الحبلى بأحلامنا
تنسج المرافئ لعبورنا خارج رئة العتمة ..

يأتي المقطع الأخير ليؤكد كل ما طرحته من أسئلة في التمسك بالقيم والرؤيا المترتبة على هذا التمسك وهذا يأتي من خلال التحاور مع المرئيات البصرية التي تدور حولها وتراها , لأنها تبقة متأملة لكل شيء حولها دون الاقتراب منه أو الابتعاد عنه كليا لكي لا يسبب لها النكوص والقلق الكبير من خلال تصادمها الحي مع هذه الأشياء والمرئيات فيصبح النص لديها عمق تصادمي مع كل هذا وهذا ما أكدت عليه جولي سكوت ( توفر عنصر التوهج وحصيلة التأثير الأجمالي الناشئ عن وحدة عضوية متماسكة ) فالشاعرة متماسكة من الداخل في وسط أشياء متغيرة وهذا ما يزيد من لحظات التوهج الكلي في تكوين عنصر القلق الوجداني والتوجه الى التعبير عنه من خلال لمستها المتوحدة مع ذاتها ومن خلال الثيمات الشعرية الجوهرية لأنها متشبثة بالعمق وهذا يعطيها زخم دلالي واعي في لحظة الوصول الى أقصى لحظات الشعر المتشظية داخلها لتحقيق التأويل الدالي في نظرتها الى ما حولها من خلال الحاضر والماضي والمستقبل حيث نجد في المقطع السابق تسأل (من .. ومن) وفي هذا المقطع نجد وعيا اشكاليا وجوديا قلقا في الوقت ذاته , فيتحول النص هنا الى تجربة شخصية ببؤرة مركزية لتحريك الحدث الخارجي المحيط بها ومن خلال التحاور والإصرار على عدم قدرة هذا التغير من تغير ما في داخلها من التمسك بالقيم الأولى مع التحكم بالاستعارات والمجازات المتحققة من خلال قيمة الأنزياح والمسك البصري في رصد كل تغير يحدث حولها لا يملك القناعة الوجدانية لها , وهذا سر قلقها الوجودي نجد عكس المقطع السابق وهو السؤال لكن في هذا المقطع تطرح ذاتها كحقيقة يقينية لا تكسلها الأشياء والأحداث حولها ففيها تحدي كبير لكل هذا من خلال فعل المستقبل وبفعل المضارع والنافية له بلن ( لن يكسل , لن تخبو ) وهنا نشعر أن قابلية التأويل تتصاعد بكل مجازاتها الدلالية الموحية نجد هذه الأسماء الملتصقة بذاتها ( نبعي , جذوتي ) التي تؤكد فعل الرفض في المستقبل أي أنها لن تتغير قيمها الثابتة في داخلها المتماسكة والثابتة من الداخل مهما أمتد الزمن أو تغير وهذا يؤكد ثبات الفعل الجوهري داخلها وكما يحدد قدرتها على الثبات أمام ثوابتها النفسية أمام الفعل الخارجي الطارئ , بعدها تؤكد ........) قد هرم سفين الليل وهذا الموج يلوح بشظاياه وذي قرابيننا باحت بها الأنهر الحبلى بأحلامنا/ تنسج المرافئ لعبورنا خارج رئة العتمة ..)أن كل هذا التغير في الخارج الملازم للحياة ( الأنهر) قد هرم ولكنها ثابتة برغم ما تمتلك من أحلام تريد أن تصل إليها ولكنها تريدها خارج فعل العتمة في الحياة لأن اشتراط حياتها في البحث عن الحياة مختلف لما موجود في الحاضر والمستقبل , لهذا تبقى الأشياء الدائرة حولها تهرم وتذبل , لأن سعيها خارج رئة العتمة حيث أن المرافئ تنسج للعبور خارج هذه الرئة أو خارج فعل الحياة لأن الرئة هنا ما هو إلا أنزياح أستعاري الى رمزية الحياة لأن لا يمكن أن تستمر الحياة دون فعل الرئة داخل الإنسان فالنقيض لهذا هو الاختناق والموت , والشاعرة تريد أن تؤشر فعل الرؤيا في الاستمرار بالحياة من الفعل الخارجي لكي تعطي مقدار ثبات ما بداخلها أي أن الخارج لا يستطيع أن يمس داخلها لأنه فعل العتمة , بهذا يكون النص لدى الشاعرة هو نسيج من الرؤيا المتحكمة بانعكاس الفعل الخارجي على جوهرها ما جعل الأنزياح عندها خارج التصور الحسي فتكون تجربتها الشعرية تمتلك الكثير من الانسجام والتماسك الداخلي الموحي برموز الذات وفق هذه التجربة الحية التي تعيشها الشاعرة والتي تنبع من رؤيا شخصية متجذرة فيها حرارة وصدق وتوق وسعي لاكتشاف ما هو جوهري وحقيقي في سعي الإنسان الى الحياة الحقيقة الثابتة بالقيم بعيدا عن لعبة الحياة التي لا تنتمي الى الحقيقة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق