أبحث عن موضوع

الجمعة، 7 يناير 2022

{الاصالة / الحداثة صراع الغياب والحضور } / محض رأي .......... بقلم : باسم العراقي // العراق


الحداثة الادبية العربية ليست ترفاً ، ولا عجزاً عن اعتماد ايقاعات البحور العروضية كبنية نغمية لنصوصها الشعرية . وقبل الاسترسال اود ان اتطرق الى ( نزعة الحداثة ) التي سكنت روع وفكر كبار اعلام الادب والشعر في تاريخنا الادبي المذكورين ادناه ، مما يدلل على ان الحداثة ليست بدعة او هروباً من ( القيود الفراهيدية العروضية ) :

ـ المبرد : خصص كتابا كاملا عنوانه "الروضة" . حيث ذكر فيه "وليس لقِدَمِ العهدِ يُفضَّلُ القائل، ولا لحَدَثان عهدٍ يُهتضَم المصيب، ولكن يُعطى كلٌّ ما يستحق ".
ـ ابن قتيبة : أكد على أهمية النص الشعري بذاته ( اي دون الاهتمام بمرجعياته ) بصرف النظر عن قائله وعن الزمن الذي قيل فيه.
ـ ابن جني : دافع عن المتنبي مشيرا إلى أن الحداثة قيمة بذاتها، مؤكدا على الفرادة والإبداع.
ـ ابن رشيق القيرواني صاحب كتابة " العمدة " : ذهب إلى ان "اللفظ " للأقدمين و"المعنى" للمحدثين.
ـ بشار بن برد : يعد أول المحدثين بالمعنى الإبداعي ،والخروج على عمود الشعر
ـ أبو نواس وأبو تمام : رفضا تقليد القديم , باختلاف مسلك كلا منهما حيث جعل الاول (الحياة/الشعر ) متطابقين متفاعلين ، وتجاوز الثاني شعره العالم الواقعي.وهما هنا جاءا "بالمحدث" في مفهوم الشعرالعربي
ـ هناك نواع تعبيرية فنية أخرى لها ايقاعاتها الخاصة المبتكرةر( او المتأثرة بما هو سائد من بُنى ايقاعية في بيئتها الاندلسية ) وهي لاتمت للعروض بصلة، ومنها ( الموشح ،الدوبيت ،الكان كان ،الزجل والمواليا ).
أن الحداثة في ادبنا العربي هي نتاج التغير المكزماني الذي شهدته الحياةالاجتماعية، السياسية والاقتصادية، للشعوب العربية عبر تاريخها سلباً ( بفعل تضافر عوامل الانحطاط الحضاري و توالي الازمات جراء صراعاتها الداخلية وتعرضها للاعتداءات والاحتلالات الخارجية )،او ايجاباً ( تلاقحهم الثقافي مع شعوب المعمورة )، واقعاً لم يعهده العرب في ماضيهم ،تغيُّر مثَّل الظرفَ الموضوعي المحفز لظهور ماهو غير مسبوق في حياةالمجتمعات العربية من ( افكار،صراعات طبقية ، قبلية ، دينية ، سلوكية وغيرها ) مثلت تحدياتٍ هددت ،ومازالت ، هويتهم القومية و كيانهم الوجودي ، ..الخ ، احتاج الاديب للتعبير عنها فنياً لأساليب ادبية غير مسبوقه بدورها ( الادب منتَج اجتماعي ) فولدت الحداثة ومن بعدها/ مابعد الحداثة ، كآلية نصية خطابية ، متماهية مع واقعها ، من خصائصها التعبيرية :
الفصل بين الألفاظ /الاشارات ومعانيها / دلالاتها
.فاذا كان الاسلاف هم مرجعية الالفاظ اللغوية لأصالة أعراقهم وفصاحة لسانهم ، فان المحدثين هم من وضع لها المعاني المبتكرة ،المولدة من رحم تلاقحهم مع الثقافات الاممية التي انفتحوا عليها ، وما خلفته الأحداث التي شهدها واقعهم الحياتي من دلالات ،و معانٍ متعالقة مع تلك التغيرات المستجدة التي مرّ ذكرها .
ان مايُثار من خلاف بين ( الاصالة والحداثة المعاصرة ) سببه في رأيي تعريف كلٍّ منهما للشعر ، فاصحاب الاصالة يذهبون الى أن الشعر يعرف بلفظه / اي انه منتَج ، بينما يعرفه الحداثويون بمعناه / فهو عندهم منتِج.
اما موضوعة عامود الشعر والبحور، فهي تخص الشكل ، ولاتمثل سبباً حقيقياً لخلاف جوهري بينهما .
وارى ان الحداثة إبداع وتمرد على قديم الاشكال والاساليب الادبية ، بقصد ( الإضافة ) النوعية للتجربة الشعرية العربية والانسانية ،وهي باضافتها هذه تكون مطورة للتراث لامنقطعة عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق