أبحث عن موضوع

الجمعة، 7 يناير 2022

قصيدة الأمير................ بقلم : محمد الزهراوي أبو نوفل - المغرب




فِي وداع الشاعر المغربي
محمّد الطّوبِي
أيُّ
نجْمٍ ثَوى ؟ !
ما شَمَمْتُ
عَبيراً
أعْبقَ مِنْه.
هاهو ذا
يتَلاشى..
يجْتازُ الْجِسْرَ
يبْكي شوْقاً
إلَى الْحُضورِ.
هذا الأبْيضُ
الرحْبٌ وحيدٌ
فِي هذا
الرّحيلِ مِثْل سَبو
ورَحيلُهُ..
رَحيلُ عُرْس.
أيشْتاقُ ؟..
انْسابَ الشُّعاعُ
جازَفَ..
مِثْل قِطارٍ.
مراكِبُهُ راحِلَةٌ
اَلْبُعْدُ وحْشٌ
والشّوْقُ جناح.
أبْحرَ!..
وفيهِ كُلُّ الأحِبّةِ
الذين لَم ألْقَ
مِنْهُمْ أحَداً.
غُرْبَتُهُ غُرْبَتُنا
ويوهِمُنا
أنّهُ يضْحكُ الآنَ.
يُشَيِّعُهُ صوفِيّةٌ..
ليبِرالِيّونَ وقساوِسَةٌ
وهُوَ يُغادِرُنا
بِعُذوبَةِ الأمْطار.
كانَ ملْغوماً بِالْعِشْق
يكْرَهُ الدِّيكْتاتورَ
ويَكْرَهُ الْحرْب.
هاهُوَ فِي الْمِرآةِ
يُلَوِّحُ بالْغِياب.
كُلّ الْبلابِلِ
تنْدُبُ موْتهُ الْمُبكِّرَ.
فاذْهَبْ يامُحمّد..
حَبيبَتُكَ العذْراءُ
واسِعَةٌ فِي
شَواطِئِ الْحُلْمِ.
حيْثُ لَن تكونَ
بعْد الْيَوْمِ وَحيدا
انْظُروا ماذا أرى
كُلُّ الألْوانِ تَخْتالُ
فِي هذا الْغُصْن.
بِإحْدى يدَيْهِ ورْدَةٌ
وفِي الثّانِيَةِ شُعْلَة.
هذا الْوعْلُ
كانَ أميراً على
الأنْهارِ والعُشْب.
وهُو الآنَ ملِكٌ
وَبإزْميلِ الْماءِ
يُطَرِّزُ العُرْيَ بِالْياقوتِ.
مُحمّد!..
أنا سأَحِنُّ إلَيْكَ
بيْننا الْفِراقُ
وأنْتَ أوْجاعي!
اذْهَبْ مُدنْدِناً
تُظَلِّلُكَ الأقاحي
ومُرَقْرِقاً
مِثْل الْمَسايِلِ.
اَلْكأْسُ
أمامَكَ لُؤْلُؤَةٌ
وأنا لا أتَوقّعُ
أنْ تتَأخّرَ عنِ
الْحانَةِ والقَصيدَة.
امْشِ أيُّها القُزَحُ
الْمُشَرّدُ فِي
موْكِبِ الزّغاريدِ
بِلِحافِ ضبابٍ شَفيف.
تأبّطْ سِفْرَ عذابِكَ
فِي وَهَجِ الْمسافَةِ.
وامْشِ أنْتَ
مزْهُوٌّ فِي بَهائِكَ.
ونَعْشُكَ الأبْيَضُ هذا
نعْشُنا جَميعاً.
وحْشِيٌّ هذا
الصّعْلوكُ الْفارِهُ
ها قدْ فقَدَتْ
روحي الآنَ توْأماً.
اذْهَبْ إلَى
ملَكوتٍ آخَرَ..
ما أنتَ إلاّ
سَحابَةٌ فِي
امْتِدادِ الأخْضَرِ
وسَبو فِي
عَيْنَيْكَ يَغْفو.
هاهُوَ ذو
الْجِراحِ يُوَدِّعُ
سَيِّدَةَ الْجِراحِ
يهُمُّ بالرّحيلِ
ضاحِكاً كالنّبيذِ.
أَبِهِ ولَعٌ إلَى
نجْمَةٍ بَعيدَة ؟
أرى على
فَمِهِ أُغْنِيةً والأحِبّةَ
على أعْتابِهِ كُثْر.
قُضِيَ الأمْرُ..
دَعوهُ يُوَدِّعُ
وما مِن امْرأةٍ
تشُقُّ علَيْهِ فِي
هذا الرّحيلِ الْجيْبَ.
ينْحَسِرُ كالْجزْرِ..
اذْهَبْ بِبَراءَتِكَ
فِي رهْبَتِكَ هذِهِ..
مُضاءً بالأسى إلَى
حيْثُ تنْتَظِِرُكَ
فِي مِحْرابِها
سَيِّدَةُ الغُنْج.

01 /2004







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق